يغطي 4500 كيلومتر مربع لاستكشاف الأعماق البعيدة بتقنية تستخدم للمرة الأولى
«نفط الكويت» تطلق أكبر مسح زلزالي في العالم للشمال
1 يناير 1970
06:18 ص
| كتب إيهاب حشيش |
أعلن رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في شركة نفط الكويت سامي الرشيد بدء عمليات المسح الزلزالي ثلاثي الابعاد لمنطقة شمال وشمال غرب الكويت في إطار تنفيذ استراتيجية القطاع النفطي للعام 2030.
وأضاف الرشيد في تصريحات صحافية على هامش حفل الإعلان عن اطلاق تكنولوجيا استخدام التقنية الرقمية في عملية المسوحات الزلزالية للنفط والغاز في منطقة شمال الكويت بالتعاون مع منظمة الاستكشافات الأميركية العالمية.
ولفت الرشيد إلى أن استراتيجية 2030 تفترض استكشاف ما يسمح بإنتاج 750 ألف برميل نفط يومياً إضافية، بالاضافة إلى 1.5 مليار قدم مكعب من الغاز حتى 2030.
وأشار الرشيد إلى أن «هذه المسوحات الزلزالية تعتبر الأكبر في العالم وتغطي مساحة 4500 كم مربع بما يعادل ربع مساحة الكويت، وبدقة متناهية بشكل ثلاثي الابعاد، ما يوفّر معلومات تعتبر الادق في العالم من حيث تغطية أكبر مساحة في العالم، وباستخدام أكبر عدد من اللواقط، يصل إلى 220 ألف لاقط»، موضحا ان تكلفة هذه المسوحات تبلغ 185 مليون دولار خلال عامين.
وأوضح الرشيد أن هذه المسوحات ستعطي بيانات مهمة جدا عن هذه المنطقة لاعماق تصل إلى 25 ألف قدم تحت الأرض وهي تتميز بالدقة والعمق والمساحة، مشيرا إلى أن «المسح يستغرق عامين ونحن متفائلون جدا».
من جانبها، قالت نائب العضو المنتدب لشمال الكويت في شركة نفط الكويت حسنية هاشم إن مشروع المسوحات الزلزالية ثلاثية الأبعاد الذي تقوم عليه الشركة بالتعاون مع شركة شلمبرجير العالمية يعمل على استكشاف كميات جديدة من النفط بهدف تحقيق استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لانتاج 4 ملايين برميل يوميا بحلول العام 2020 واحجفاظ على هذا المعدل حتى العام 2030.
واوضحت هاشم أن الهدف من المشروع اضافة حوالي 750 ألف برميل نفط يومية اضافية لانتاج الكويت كنفط جديد بالاضافة 1.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
واشارت الى ان انتاج هذه الكميات من النفط والغاز يحتاج لحقول جديدة غير مكتشفة وهو ما دعا الشركة للمضي بهذا المشروع لتحقيق الاستراتيجية، مشيرة الى أن انتاج هذه الكميات يعتبر تحدياً كبيراً للشركة لا يمكن تجاوزه الا باستخدام التكنولوجيا الجديدة التي نقوم عليها الان بالتعاون مع شركة شلمبرجير العالمية وشركة (ويستر جيو) التي تستخدم في هذا المشروع اجهزة حديثة تستخدم للمرة الاولى في العالم اجمع.
وأوضحت هاشم ان المشروع ربما يدخل ضمن الارقام القياسية في موسوعة جينس لانها المرة الاولى التي يستخدم فيها جهاز بهده الدقة العالية جدا في المسوحات الاستكشافية الزلزالية للنفط والغاز.
وتمنت هاشم ان تتمكن التكنولوجيا الجديدة المستخدمة في المشروع في اكشاف حقول ومكامن جديدة للاستمرار في الانتاج المطلوب ضمن الخطة الاستراتيجية للكويت، مشيرة الى ان البداية كانت في منطقة شمال الكويت مشيرة الى انها سوف تشمل جميع مناطق الكويت في وقت لاحق.
واعربت هاشم عن فخرها بأن شركة نفط الكويت لديها اليوم السبق وهي التي يجتمع لديها الخبراء لتدارس التكنولوجيا الحديثة وامكانية الاستفادة منها في مشاريع شركاتهم لافتة الى ان الكويت هي اول دولة تستخدم هذه التكنولوجيا بهذه الدقة.
ومن جانبه قال نائب العضو المنتدب لقطاع الغاز والتخطيط في شركة نفط الكويت مناحي العنزي أن برنامج المسح الزلزالي هو جزء من استراتيجية الشركة 2030 وهو يشكل 20 في المئة من الاستراتيجية المستقبلية، ومن هنا أولت الشركة أهمية كبيرة لعمليات الاستكشاف بداية من المسح الزلزالي حيث يغطي المشروع 30 في المئة لمساحة الكويت.
وأوضح العنزي أن معظم المسوحات في المنطقة الشمالية التي تعتبر من المناطق الجاذبة للاستكشاف حيث تم اكتشاف الحقول الجوراسية في الروضتين والصابرية عام 2006 وبعدها تم اكتشاف حقل المطربة 2009، مشيرا إلى أن المنطقة مازال فيها المتسع من الاكتشافات، مشيراً إلى أن مشروع المسح الزلزالي في الكويت يعتبر الأكبر على مستوى العالم حيث يتم استخدام أحدث المعدات كما أنه بعد اكتمال المشروع خلال 3 سنوات سيتم أخذ المعلومات وتحليلها ما يفتح آفاقا جديدة في شمال الكويت.
وحول آخر تطورات انتاج الغاز في شركة نفط الكويت قال العنزي ان هناك تطوير لبرنامج الغاز الذي تم اكتشافه في 2005، لافتا إلى أن الشركة تسير على نفس النهج حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى في 2008 وتتجه الان إلى المرحلة الثانية والتي تهدف إلى الوصول إلى 600 مليون قدم.
وقال العنزي تم انجاز أعمال كبيرة من عمليات الحفر بالاضافة إلى المنشآت الأخرى موضحا أنه كان بعض التأخير في المرحلة الثانية على أمل أن تصل الشركة في نهاية 2015 إلى الطاقة الانتاجية المستهدفة.
وأضاف العنزي ان «العمل جارٍ حاليا لدراسة المرحلة الثالثة لتطوير الغاز وتحضير التصاميم اللازمة التي سنصل من خلالها إلى انتاج مليار قدم مكعب عام 2019»، مؤكدا أن الانتاج الحالي يتراوح ما بين 130 و135 مليون قدم مكعب بالاضافة إلى 50 ألف برميل من المكثفات والنفط الخفيف.
ومن جانبه، أكد مدير مجموعة الاستكشاف في نفط الكويت أحمد العيدان أن المشروع يعد نتاج عمل لمدة 15عاماً خصوصاً في ظل ما تعانيه الشركة من مشكلة تحديد الطبقات التحتية وعمل المسوحات الزلزالية التقليدية، وحتما بتطوير التكنولوجيا التي تسمى احادية اللواقط وتحديد الصورة في الطبقات العميقة، لافتا إلى أن التجربة تهدف لزيادة عدد اللواقط في أعماق الأرض.
وأضاف العيدان أنه «في بداية الأمر كان الحديث عن 6 آلاف قناة للقطة ثم زادت إلى 28 ألف لقطة ونستمر في الوصول إلى الطبقات العميقة في باطن الأرض لرؤيتها بطريقة أفضل حيث وصلنا إلى 155 ألفا وهو يعد رقما قياسيا عالميا جديدا».
وأوضح العيدان انه «كان من الصعب لصناعة النفط الوصول لهذه الارقام الجديدة خصوصا عندما وصلنا في أعمال المسوحات الزلزالية إلى 220 ألف لقطة وهو رقم خارق بالنسبة لصناعة النفط».
وأوضح العيدان أنه خلال السنوات العشر الماضية وفي ظل المسوحات الزلزالية عالية الجودة التي أجرتها الشركة تم اكتشاف الغاز عام 2006، وكذلك تم اكتشاف حقل مطربة النفطي في 2009 وخلال العام الحالي أعلنا عن 3 اكتشافات من العصر الجوراسي، مشيرا إلى أن نتائج الاكتشافات السابقة تعد معبرا جيدا لفهم طبيعة أعماق ما تحت الأرض والفهم الجيوفيزاقي لطبيعة الأرض وطبيعة المكمن والبئر الاستكشافي، مبينا أن كافة الأجهزة الحديثة لا يمكن أن تحدد مناطق وجود النفط أو الغاز ولكنها توضح طبيعة الأرض وخصائصها والتي بدورها تبين حقائق عن النفط.
وفي ما يخص مشروع مسوحات البحر لفت العيدان إلى أن الشركة بصدد اسناد المناقصة خلال شهر ليبدأ العمل خلال 6 اشهر بعد نقل المعدات، ويباشر المس ح الفعلي بعد 8 اشهر على الاقل.