«اتحاد الصناعات» نظم جولة للصحافيين

مصانع الخرسانة الجاهزة في الصليبية: طرق غير صالحة ونقص في الخدمات

1 يناير 1970 05:45 ص
| كتب محمد الجاموس |
الطرق وضيق المساحات وغياب الامن وتوفرالمواد الاولية وعدم مصداقية الجهات الحكومية ابرز المشكلات التي طرحها مسؤولون في مصانع الخرسانة الجاهزة في منطقة الصليبية الصناعية امام ممثلين عن وسائل الاعلام المحلية اول من امس بتنظيم من اتحاد الصناعات الكويتية.
الوصول الى تلك المصانع قد يكون مغامرة كبيرة وربما مخاطرة إذا كان عبراستخدام سيارة صغيرة، وقد يكون الامر اقل مخاطرة في حال استخدام سيارة ذات دفع رباعي، الوضع السائد في تلك المنطقة لا يوحي ابدا اننا في دولة تتمتع بملاءة مالية قوية، خصوصا إذا ما علمنا ان المنطقة سالفة الذكر تفتقر الى ابسط معايير التطور والتقدم، منطقة بعيدة كل البعد عن الحضارة، منطقة نائية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، فلا كهرباء أو ماء (حكومي) ولا هواتف او طرقات قابلة للاستخدام، أي بنية تحتية معدومة تماما، بالاضافة الى غياب الرقابة الامنية ما جعلها آمنة لمحترفي السرقة.
مشكلة الطرق
«الراي» كانت ضمن ممثلي وسائل الاعلام التي جالت بين عدد من مصانع الخرسانة الجاهزة في منطقة الصليبية وكانت البداية في شركة الاعمار الوطنية العقارية التي لديها مصنع للخرسانة في تلك المنطقة واستهل مدير الشؤون الادارية في الشركة فيصل القديري بالترحيب بالزيارة الاعلامية التي قال انها الاولى من نوعها، مضيفا ان اكبر مشكلة تعاني منها في هذه المنطقة هي الطرق، وقدمنا مع مصانع اخرى 12 كتابا الى الهيئة العامة للصناعة ووزارة الاشغال والبلدية من اجل تحسين الطرقات في المنطقة لكننا بتنا في دائرة مفتوحة ليس لها نهاية، مع اننا حصلنا على وعود بتنفيذ الطرق لكن دون جدوى.
غياب الخدمات
واضاف القديري انهم حصلوا على بعض الموافقات من تلك الجهات، وهناك مكتب هندسي يتابع الامر وحصلنا على وعد خلال شهر او شهر ونصف الشهر ينتهي الامر، والى جانب مشكلة الطرق نعاني من عدم وجود خدمات بنية تحتية من ماء وكهرباء، ونستعمل تناكر المياه لتلبية احتياجات الانتاج.
نقاط أمنية
وزاد ان المنطقة غير آمنة ايضا لذلك تحصل سرقات عديدة بينها ثلاث سرقات تعرضت لها مواقع الشركة، وهو امر يتطلب وجود نقاط امنية او حراسة، كما لا توجد مراكز صحية قريبة واقرب مستشفى على المنطقة في الفروانية، ولا توجد مساكن للعمال.
زيادة الضغط
وتابع نائب المدير العام في مصنع الشركة المهندس ابراهيم ابو دقر من جهته يقول ان المنطقة تعاني من اهمال شديد في هذه المنطقة التي كانت عبارة عن جواخير، لكنها تحولت الى منطقة صناعية وزاد عدد المنشآت والمصانع فيها وبالتالي زاد الضغط عليها لكن الطرق بقيت دون تطوير.
واضاف ان منطقة المصانع لها مواصفات معينة من حيث حجم المركبات التي تكون ثقيلة، لذلك تحتاج الى طرقات ذات مواصفات مختلفة تلائم كبر حجم وحمولة تلك السيارات، هذا الى جانب ان خدمات البنية التحتية الاخرى غير متوفرة، في ظل وجود بين 25 و 30 مصنعا تحتاج يوميا الى نحو 600 تنكر مياه يتم جلبها من منطقة الصليبية.
ارتفاع تكلفة الإنتاج
ولفت ابو دقر الى ان سوء الخدمات الموجودة يرفع تكلفة الانتاج ما يزيد الاعباء على المصانع، خصوصا ما يتعلق بتكلفة صيانة السيارات جراء استخدام الطرقات السيئة والمهملة في المنطقة.
واشار المهندي ابراهيم ابو دقر الى مشاكل اخرى تعاني منها المصانع مثل نقص المساحات حيث ان المساحات الحالية لا تتيح للسيارات التي تنقل الخرسانة الجاهزة الوقوف داخل المساحة المخصصة للمصنع لذلل تضطر الى الوقوف خارج المصنع ما يعرضها للسرقة.
أمن مفقود
من جهته اشار مدير الانتاج وضبط الجودة في الشركة المهندس خالد النجار ان الامن مفقود في المنطقة، ولا توجد خدمات صحية، وحجم السيارات التي تحمل ما بين 50 او 60 طنا تتطلب السير على طرقات يمكنها تحمل مثل هذه الحمولة، والطرق الموجودة حاليا لا يمكنا تحمل ذلك.
ولفت الى ان مجازر مرورية شبه يومية تحصل في الطريق الرئيسي في منطقة الصليبية او ما يعرف بطريق كبد نتيجة تنوع نوع وحجم السيارات التي تستخدم هذا الطريق الذي بات اكثر الطرق التي تحصل فيه حوادث في الكويت.
كساد في السوق
وردا على سؤال صحافي أكد المهندس ابراهيم ابو دقر حصول كساد في السوق اثر على حجم الطلب على الخرسانة الجاهزة الذي تراجع نحو 50 في المئة بعد الأزمة المالية العالمية، داعيا الى طرح المزيد من المشاريع لزيادة تشغيل مصانع المنطقة التي لا تزال تعمل وتنتج البالغ عددها 30 مصنعا من اصل 45 مصنع خرسانة مسجلا.
واشار ردا على سؤال اخر ان اسعار المواد الداخلة في انتاج الخرسانة الجاهزة ارتفع نحو 35 في المئة منذ العام 2009، منوها بأن عدم الاستقرار في الاسعار يؤدي الى مشاكل عديدة.
«كويت سستم» للخرسانة
وفي شركة كويت سستم للخرسانة والاسفلت كان اللقاء مع مدير المصنع المهندس سليمان الكاشف وطرح كغيره من المسؤولين في الشركات العاملة في المنطقة المشاكل ذاتها التي طرحها زملاؤه في المنطقة والتي تتمثل في عدم وجود خدمات، مشيرا الى طرق متهالكة في المنطقة لا تصلح لمسير سيارات بحجم وثقل السيارات التي تحمل خرسانة جاهزة، وقال لولا بعض التحسينات التي نقوم بها مع بعض المصانع في المنطقة لكانت الطرق غير صالحة نهائيا للسير عليها.
وأضاف انه لا يوجد صرف لمياه الامطار في موسم الشتاء، ولا توجد انارة ليلية في المنطقة رغم عمل المصانع ليلا ما يؤدي الى تقييد الحركة والحد منها، الى جانب عدم وجود مياه او هواتف او اجهزة اتصال.
لجنة أمنية
واشار المهندس الكاشف الى انه تم تشكيل لجنة امنية لازالة التعديات في المنطقة تمهيدا لتنفيذ الطرق فيها، مع وعود بجلب موافقات لهذا الغرض من الجهات ذات العلاقة دون حصول أي تقدم في هذا الشأن حتى الآن.
مشكلة في المواد
وتحدث المهندس سليمان الكاشف عن مشكلة في توفير بعض مستلزمات الانتاج، حيث اننا نعاني من توفر مادة «البوتمين» التي تنتجها مؤسسة البترول الكويتية لكنها لاتعطي ما يكفي منها للمصانع، بل تعمد الى تصديرها خارج البلاد لبيعها بسعر اعلى من سعرها محليا، وكل ذلك على حساب خدمة الانتاج المحلي، الامر الذي يجعل المصانع عاجزة في بعض الاحيان عن تلبية طلبيات عقودها مع الطلبات المحلية، واعتبر ذلك ناجما عن غياب الارادة السياسية لدى مؤسسة البترول الكويتية المنتجة لمادة البوتمين لتوفير هذه المادة لتغطية احتياجات السوق المحلي.
ونوه بأنه يقوم بتخزين مادة البوتمين وقت توفرها في خزانات خاصة لاستخدامها وقت العجز في المعروض.
مشكلة متوقعة في الصلبوخ
وتوقع المهندس الكاشف ان يحصل ازمة في توفير مادة الصلبوخ بسبب حركة التنمية في قطر التي باتت تعد سوقا جاذبة للشركات المنتجة لمادة الصلبوخ.
«الكويتية الكندية للخرسانة»
المحطة الثالثة والاخيرة في الجولة كانت في الشركة الكويتية الكندية للخرسانة واللقاء مع مديرها العام المهندس عبد الجليل رضا تحدث عن المشكلة ذاتها التي تحدث عنها من سبقوه في الحدث، وقال انه تمت مخاطبة الجهات المعنية مثل البلدية التي قالت ان الطرق في منطقة المصانع في الصليبية ليس من اختصاصها، وكل جهة تقول ان تلك المنطقة ليس تابعة لها او ليس من اختصاصها.
وقال ان بين 60 70 في المئة من مشاريع الدولة يتم تغطية احتياجاتها من الخرسانة الجاهزة من هذه المنطقة التي تعاني الطرق فيها من عقبات كثيرة رغم بعض التحسينات التي تمت عليها لكن دون جدوى، مشيرا الى حوادث عديدة تقع على الطريق الرئيسي في المنطقة.
ممرات وعرة
واعتبر المهندس رضا المشكلة الرئيسية في المنطقة تتعلق بمرور الخلاطات في الممرات الوعرة ما يزيد من تكلفة الانتاج التي تترتب على الصيانات العديدة التي تقوم بها الشركات على الخلاطات والمعدات التي تكلف تلك الشركات مبالغ كبيرة جراء السير على الطرقات الصعبة والوعرة في المنطقة، منوها بأن عمليات الصيانة تكلف شركته ما بين 10 15 الف دينار شهريا.
تحسين الطرق
وكرر المهندس رضا طرح ابرز المشكلات التي تعاني منها المنطقة مثل البنية التحتية من طرقات وكهرباء وماء ونقاط امنية وضيق المساحات في المصانع، مضيفا ان الشركات العاملة في المنطقة ارادت تحسين الطرق او ايجاد طرق اخرى بديلة لتسهيل الوصول الى المصانع، لكنها وجدت انها عملية مكلفة عليها، وعلى الدولة ان تقوم بهذه العملية.وتحدث عن مشكلة اخرى تتعلق بالعمالة، حيث ان الجهات الحكومية المعنية تطلب من الشركات توفير احتياجاتها من العمالة من السوق المحلي وتمنع احضار عمالة من الخارج.
واشار الى انه تم ايقاف قرار السماح للسيارات السير وقت المنع ما زاد من حصول زحمة وحوادث مرورية.
وبالنسبة الى توفر المواد الاولية اللازمة للانتاج قال المهندس عبد الجليل رضا ان 40 في المئة من مادة الاسمنت توفرها المصانع المحلية و60 في المئة الباقية تستورد من الخارج، مشيرا الى بعض المشكال تحصل في توفير احتياجات المصانع من المواد الاولية في اوقات معينة تتمثل في وقت توقف العمل في الموانئ.