مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / الفرعون... الوليد بن مصعب

1 يناير 1970 11:20 م
مشعل الفراج الظفيري

هو أحد فراعنة الزمان وقد طغى في البلاد فأكثر فيها الفساد، فصب عليه ربنا سوط عذاب وانجرفت عليه البحار هو وجنده، ثم اخرج الله جثته من البحر ليكون لمن خلفه آية حتى يتعظوا ويعلموا أن الله يمهل ولا يهمل، فقد قيل في بعض الكتب ان هذا الفرعون (الوليد) أمهله الله 40 عاماً لأنه كان باراً بأمه ليعلم الناس تقدير البر بالوالدين خصوصاً الأم...

هذا الفرعون من سوء حظه أنه كان في زمن نبي الله موسى عليه السلام ( كليم الله ) عندما أمره الله جل في علاه أن يذهب إلى فرعون، فطلب سيدنا موسى من ربه أن يذهب معه أخوه هارون فقال لهما ربنا قولا له قولاً لينا وإني معكما أسمع وأرى وهذا مشهد رباني عجيب، في ما يدور بين موسى وأخيه هارون مع هذا الفرعون المتجبر، ورغم كل الآيات التي حضرت، وهي تقريباً ثماني آيات اخرها آية الدم بحيث تتحول كل السوائل التي يريد شربها المصريون إلى دم كالماء والحليب وعندما يتناوله الإسرائيلي يعود كما كان ماء أو حليبا إلا أن فرعون أبى وتكبر فكانت نهايته كما ذكر في القرآن الكريم.

اليوم ما أكثر الفراعنة في زماننا حتى لو تغير أسلوب حديثهم أو تغيرت أشكالهما فهم مدمرون للحرث والنسل، ولا يؤمنون بوجود البطانة الصالحة التي تذكرهم بما قاله الله ورسوله، فتجدهم متخبطين كمن مسه الجن، ودائماً ما تعود عليه قراراته وبالاً وشراً، فالشعوب تتحين الفرص بغض النظر عن الأدوات لتتخلص من هؤلاء الطغاة ولا تبالي من إذاقتهم أنواع العذاب في الدنيا قبل الآخرة لو سنحت لهم الظروف، وإبليس ليبيا ليس ببعيد، إن دعوة المظلوم مهما غفلنا عنها فتأكدوا أن الله لا يغفل عنها أبداً فلنا خالق سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم وهو المدبر والمعطي للملك وقادر على نزعه متى أراد، فارجعوا إلى رشدكم واستغفروا ربكم حتى على الأقل لا تخسروا الآخرة بعد خسارتكم للدنيا... والله عليم خبير.

إضاءة : إن في سيرة الأولين دروسا وعبراً وذكرنا لقصة هذا الفرعون ما هو إلا لتنشيط الذاكرة من أي غرور أو كبر قد ينسي الإنسان قدرة من خلقه وهو العزيز الحكيم.

 

Twitter : meshalalfraaj

[email protected]