| د. تركي العازمي |
تم شطب 37 مرشحا، وتم تصوير الحراك الشبابي على أن الاخوان وقطر خلفه، و...و... فأين المشكلة؟
ما يدور في عقلية كل فرد ويخرج للعلن وتتناقله وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن شطبه... فالشطب لا يمحو ملف الذاكرة، لأنك من خلال الثورة التكنولوجية تستطيع فعل كل شيء ولا يمكن أن تمحو أي شيء، وهو ما وضعنا في حقبة زمنية تختلف عن العصور البائدة ولهذا وجب تغيير المفهوم الاستشاري!
أتفق مع الشباب ومبادرتهم، فالزمن الحالي بحاجة لاستشارات منقولة من عقول شبابية حرة حية مخلصة في طرحها و«قد يقنعوننا بالمشاركة لو أثبتوا أن الحراك الشبابي مدار من الخارج»... كان هذا ردي لأحد الزملاء من حملة «سنشارك»!
اليوم كان يتحدث زميل أختلف معه لكن يبقى عزيزا على المستوى الشخصي... وكنت أصغي له حتى أن أكمل حديثه وقلت: «طيب.. ليش ما تكشفون لنا المحرك الفعلي للحراك الشبابي الذي تشارك فيه غالبية مجلس 2012 المبطل وبعض الكتل والتيارات السياسية وكثير من أبناء القبائل والحضر والشيعة؟»... لم يقنعني رده: قلت : طيب إذا كانت الجهود فردية فنحن نتحدث عن مستقبل بلد، ولذلك نرى الوضع من منظور مختلف ولا يمكن أن أقدم على أي محاولة من شأنها تغيير قناعات الجموع المعارضة ما لم تكن بين يدي أدلة دامغة!
المراد... ما من شيء أو كما يقول أحبتنا «حكي بحكي» بينما الطرف الآخر «المعارضة» تتحدث عن فساد إداري ولديهم قضايا كثيرة ساعدتهم في كسب عدد كبير من قاعدة الناخبين!
والحاصل بعثته في تغريدة عبر التويتر نصها: «لو لديك ابن جائع.. فهل ستقدم له الطعام وتضربه كي يأكل؟... ما يجوز فالأنفس بحاجة إلى طعام مختلف»... والذي يشتري الصوت لا تتوقع منه العطاء لأن كل شيء بحسابه هي السياسة التي سيتبعونها ولذلك كل شيء معروض للبيع بالنسبة لهم!
ختام القول، ان الأحداث الأخيرة لا يمكن شطبها من الذاكرة، فرغم أن كتاب الخبير الدستوري عثمان عبدالملك الصالح رحمه الله قد روى لنا الكثير، نجد في المقابل أن التكنولوجيا الحديثة وفرت لنا ذاكرة حاضرة مع أي ضغطة زر تدخل من خلالها العبارة التي تبحث عنها في أقل من 5 ثوان... هذا هو الفرق بين عقلية مستشاري الأمس والمستشارين المطلوبين لهذه الحقبة الزمنية المهمة، وهو مطلب رئيسي للخروج من عنق الزجاجة!
كنا في الأمس نحضر ندوات المرشحين ونتابع طرحهم ما ساعد في تغيير مفهوم ثقافة الاختيار في بعض الدوائر، أما اليوم فنحن بين فريقين، واحد يبسط لك أمثلة الفساد المستشري وآخرون نتابع اتهاماتهم دون أدلة... وعليه أصبحنا في حيرة من أمرنا تجاه صمت الحكماء العقلاء، ويبقى الأخوة المعارضون والموالون أحبتنا، وتظل حرية الاختيار مبنية على قناعة، والقناعة لا يمكن شطبها إلا وفق أدلة... والله المستعان!
[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi