الزيت الحار ينتقل الى الصيدليات ... من عربات الفول المصرية

1 يناير 1970 02:18 م
| اعداد د. أحمد سامح |

«لا يتوقع أهل مصر أصحاب أعتق حواضر التاريخ ان ينافسهم العالم يوما على طبق الفول بالزيت الحار «زيت بذر الكتان» لكن اكتشافا طبيا جديدا قد يعجل يومهم هذا ويرفع سعر فولهم المغطس بالزيت الحار تحديدا وينتشله من قدوره على عربات في الشوارع ليصبح في عيادات الأطباء والصيدليات».

كان هذا ملخص التقرير الطبي المنشور في الصفحة الأولى من جريدة «الراي» في 8 مارس 2001 وذلك تحت عنوان «اكتشاف طبي قد ينقل طبق الفول بالزيت الحار من أرصفة الشوارع إلى الصيدليات... ولا عزاء للمصريين».

واليوم تحقق ما نشرته «الراي» وأصبح زيت بذر الكتان «الزيت الحار»، المعروف بـ «Lnseed oil» وفي الولايات المتحدة يعرف بـ «flaxed oil» يباع في الصيدليات على هيئة مكملات غذائية سائل وكبسول وفي هذه الدراسة سنتحدث بالتفصيل عن الزيت الحار، بينما نبحث قيمة الفول الغذائية في دراسة أخرى ونتمنى ان يظل مكانه على عربات الفول وألا ينتقل مثل الزيت الحار الى أرفف الصيدليات.

الزيت الحار المستخرج من بذر الكتان يحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة عديدة الجزئيات فهو غني بحمض الفالنيولنيك «ALA» وهو الحمض الدهني الأساسي الذي يبدو انه مفيد ونافع لامراض القلب والشرايين والتهابات الامعاء والمفاصل.

ويحوي الزيت الحار، بالاضافة الى حمض «ALA» مجموعة كيماوية تسمى ليجنان «Ligmans» والتي قد تلعب دورا في الحماية من السرطان.

وحمض الفالنيولنيك «ALA» ينتمي إلى مادة تسمى «أوميغا - 3» والتي تؤكد الابحاث انها تخفض الالتهابات وتساعد في الوقاية من الاصابة بالامراض المزمنة مثل أمراض القلب والتهابات المفاصل ولازمة للنمو الجسماني السليم والنمو المعرفي والسلوكي والادراكي.


الكوليسترول المفيد

الاشخاص الذين يتبعون النظام الغذائي المتبع في دول البحر الأبيض المتوسط يتسم غذاؤهم، خاصة من يعتمدون على الزيت الحار، بغناه بالكوليسترول المفيد «HDL» أي البروتينات الدهنية العالية الكثافة التي تحمل الكوليسترول من الأنسجة والخلايا وتخلص الجسم منه عن طريق افرازه في العصارة الصفراوية. والزيت الحار يخفض البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة «LDL» التي تحمل الكوليسترول الى انسجة الجسم وخلاياه وهو ما يعرف بالكوليسترول الضار.

ودراسات عديدة تقول بان الغذاء والمكملات الغذائية الغنية باحماض اوميغا3- والتي تشمل «ALA» تخفض ضغط الدم المرتفع بصورة واضحة.

وتقول الابحاث ايضا ان واحدا من افضل الطرق للوقاية والعلاج من امراض القلب هو تناول غذاء منخفض  الدهون المشبعة واستبدالها بالزيوت عديمة التشبع الاحادية وعديمة التشبع المتعددة التي تحوي اوميغا3- مثل زيت بذر الكتان «الحار» زيت الزيتون وزيت السمك.


التهابات الأمعاء وتقرحات القولون

بعض الاشخاص المصابين بمرض كرونز « CORHN « sdisane وهو واحد من التهابات الامعاء التهيجية يكون مستوى اوميغا3- منخفضا لديهم، قد ثبت ان تناول الزيوت التي تحوي اوميغا3- يقلل من اعراض مرض كرونز، وكذلك تقرحات القولون «mlcesatine COLITIS» خاصة حينما يتم تناولها ومعها الادوية العلاجية.

كما ان دراسات عديدة تفترض ان تناول اوميغا3- يخفف من ألم المفاصل وتيبسها خاصة في الصباح وتساعد على الاقلال من كميات الادوية التي يحتاجها المرضى الذين يعانون من الروماتويد وخشونة المفاصل.


الوقاية من السرطان

النساء اللاتي يستهلكن بانتظام غذاء غنيا باحماض اوميغا 3- لاعوام عدة يكن اقل عرضة لخطورة الاصابة بسرطان الثدي عن النساء اللاتي لا يتبعن مثل هذا النظام الغذائي.

والدراسات المعملية وتلك التي أجريت على الحيوانات أثبتت ان احماض اوميغا3- الدهنية تستطيع ان تثبط نمو خلايا سرطان الثدي وتمنع انتشاره إلى الانسجة والاجزاء الاخرى من الجسم.

ويرى خبراء كثيرون ان تناول اوميغا3- مع مجموعات اخرى من المغذيات خاصة فيتامينا «البيتاكاروتين- C- E» السيلنيوم ومرافق الانزيم (Q10) له قيمة كبيرة في مكافحة وعلاج سرطان الثدي.


الأمراض العصبية

الاشخاص الذين لا يحصلون على كميات كافية  من احماض اوميغا3- يكونون معرضين لخطورة متزايدة للاصابة بمرض الاكتئاب ومرض الزهايمر «الخرف»، واضطرابات النشاط المفرط وقلة التركيز فاحماض اوميغا- 3 مكون مهم من مكونات غشاء الخلية العصبية فهو يساعد الخلايا العصبية على الاتصال ببعضها البعض وهو الشيء الاساسي في المحافظة على الصحة العقلية في حالة ممتازة.

كذلك تناول الأطعمة مثل الفول المدمس والجبنة والسلطات والمعجنات التي مضاف اليها الزيت الحار يساعد على استقرار الحالة النفسية ويمنع تعكر  المزاج ويرفع من كفاءة وظائف المخ...


مفيد لمرضى السكري

وزيت بذر الكتان «الزيت الحار» لا يحتوي على سكريات او مواد نشوية وهو مصدر جيد لاحماض اوميغا3- المعروف بـ«lINSEED OIL» وبالمصطلح الأميركي «FLAXSEED OIL».

ويستخدم الزيت الحار في الانظمة الغذائية المعروفة حين تفشل في خفض السكر في الدم.

محتوى الزيت الحار «زيت بذر الكتان» يساعد مرض السكري بان يجعل خلايا واجهزة لاجسامهم حساسة كثيرا لهرمون «اللبتين-leptim» الذي يتحكم في الشهية ووزن الجسم والذي يحسن كثيرا حالة مريض السكري.

اما تناول بذور بذر الكتان فهو فعال جدا لتحسين حالات السكري لاحتواء البذور على الالياف والالياف الغذائية في الماء.

من جهة أخرى، فقد ثبت ان للزيت الحار فوائد عدة فهو: يقلل من الالتهابات ويعمل على شفاء والتئام الجروح والحروق، يساعد على شفاء الامراض الجلدية وخاصة مرض حب الشباب والصدفية. يعمل على تحسين وظائف الرئة ويقلل من امراض الجهاز التنفسي وخاصة الربو، يحمي من الاصابة بعدوى الامراض وذلك لتقويته جهاز المناعة. يفيد في شفاء القروح ويخفف نوبات الشقيقة ويساعد مرضى الذئبة الحمراء والمياه الزرقاء.



                         الخبر الذي نشرته «الراي» منذ سبعة اعوام