اوراق ملونة / عبدالله النفيسي... جنرال الرأي الآخر

1 يناير 1970 06:03 م
| بريشة وقلم علي حسين |

عرف بمعارضته الشديدة لسياسة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة العربية وغيرها، لأنه يراها مصدر الأزمات والشر كله خاصة فيما حدث في فلسطين منذ عام 1948م، وما يحصل الآن في العراق ودارفور وجنوب السودان ولبنان، وكان دوما يشير إلى إن هذه السياسة مرتبطة بمبدأ تدويل القضايا العالقة، واستخدام ما يعرف بالشرعية الدولية لسلب الدول سيادتها وقراراتها، وفق إستراتيجية تغذية النزاعات والإمساك بخيوط الأزمة وإدارتها بحيث كلما طالت الأزمة كلما كان أمام الولايات المتحدة فرصة كبيرة لتطويعها، فيقول: «إن الأميركيين يتدخلون في موضوع فلسطين منذ الخمسينات، وهم حريصون على ما يسمونه بـ(عملية السلام بين العرب والصهاينة). هم حريصون على العملية، ولكن ليس على السلام، حريصون على الـ(process) وليس على الـ(peace)، هم حريصون على أن تستمر العملية، وليسوا حريصين على السلام، لأنه في النهاية لا يخدم مصالحهم، بل الذي يخدم مصالحهم أن تظل المنطقة في حالة توتر، ولكن توتر محدود ومحكوم استراتيجيا، حتى لا يتحول إلى حرب كارثية تهدد المصالح الفعلية للأمريكان والأوروبيين في المنطقة».

له نهج ثورة في فلسفته وآرائه فهو يتميز بتحليلاته الثاقبة، التي ترى ما لا يراه الآخرون أو يعجزون عن التعبير عنه خاصة في منطقة الخليج العربي، وهذا ما جعله يدفع الثمن كثيرا لآرائه الحادة التي لم تعجب يوما أصحاب القرار... فبعد أن صدر كتابه «الكويت والرأي الآخر « عام 1978م فصل من عمله في جامعة الكويت وحرم من العمل في المؤسسات الحكومية، وتمت مصادرة جوازه لمدة خمس سنوات، لكن هذا لم يثن الدكتور» ابومهند « عن مواصلة مشواره فلمع من بين الكل، بخاصة بعد أن تفردت القنوات الفضائية باستضافته فأصبح معجبوه أو متابعوه بالملايين من الإخوة العرب الذين تشدهم آراؤه .

ولد في الكويت عام 1945م وحصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت عام 1976 م، وعلى الدكتوراه من كلية تشرشل في جامعة كامبرج في بريطانيا عام 1972م، عين رئيسا لقسم العلوم السياسية في جامعة الكويت في الفترة بين عامي 1974-1978، حيث ترك الجامعة وانتقل للتدريس في جامعة اكستر في بريطانيا ثم إلى جامعة العين في الإمارات العربية المتحدة (1981 - 1984م) ليتنقل بعدها أستاذا زائرا للعلوم السياسية في العديد من الجامعات الأميركية المختلفة وجامعتي بكين وموسكو، هو عضو مؤسس في المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأمين عام للمؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني في الخليج، صدر له ثمانية عشر كتابا من أهمها «دور الشيعة في تطور العراق السياسي»، «والإطار السياسي والعسكري لمجلس التعاون الخليجي»، و«الإنزال العسكري الأميركي في الخليج».

يحسب على التيار الاسلامي، فعلاقته بالحركة الإسلامية عريقة امتدت منذ أيام دراسته في لبنان، وان شابها بعض الفتور أحيانا والشد أحيانا أخرى، إلا انه نال دعمهما ودعم التيار القومي واليساري أيضا ابان ترشحه لعضوية مجلس الأمة عام 1985م، حيث فاز بمقعد عن منطقة مشرف .ينتمي إلى أسرة نجدية عريضة ومشهورة هي أسرة «النفيسة»، وقد هاجر فرع منها بمعية الإمام عبدالرحمن آل سعود وابنه عبدالعزيز إلى الكويت عام 1891م، جده الثاني هو عبدالله حمد عبدالرحمن النفيسي المولود بالرياض عام 1861 م والمقيم في الكويت، سبق وان ولاه الملك عبدالعزيز آل سعود إمارة الجبيل عام 1920 م، ثم عينه بعد فتره معتمدا ماليا له في الكويت وقد توارث هالمنصب جده المباشر عبدالعزيز وأبوه فهد .


[email protected]