مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أيام ضائعة
1 يناير 1970
04:35 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
سأحاول اليوم الابتعاد عن الصجة واللجة التي تشوب الساحة السياسية المبهَّرة بألفاظ لا تليق بمن مثل أو سيمثل أهل الكويت، خصوصا إن كان إسلامياً، فالإسلام ينفي الإيمان عن كل طعان ولعان وفاحش وبذيء، وسأحاول أن أسلط الضوء على مشكلة أخرى باتت تشكل خطراً على مستوى التعليم الكويتي، ألا وهي مشكلة الغياب المدرسي الكبير، الذي يسبق ويلي كل إجازة رسمية، حيث تصل نسبة الغياب أحياناً إلى 90 في المئة.
تقسم إدارة المناهج في وزارة التربية السنة الدراسية إلى فترات متساوية من أربعة إلى ستة أسابيع توزع هذه الفترات على تدريس المنهج شرحاً وتعليماً وتدريباً وقياساً، وأي نقص في عدد الأيام في هذه الفترات يعني سلقاً للشرح وعدم استغلال الوسائل التعليمية المساعدة، أو تخلياً عن التدريب أي لا تسميع للنصوص ولا مسائل حسابية أو تمارين لغوية أو تجارب علمية في المختبرات، والنتيجة ضعف كبير في التحصيل العلمي، يضطر معها أولياء الأمور إلى اللجوء للدروس الخصوصية، التي ترهق كاهل أصحاب الدخول المحدودة وخاصة من كان لهم أبناء وبنات في أكثر من مرحلة دراسية.
العقاب البدني أو اللفظي أو الحرمان الدراسي لا يحل المشكلة، والحل بيد الأسرة والمدرسة، فالأسرة من جهة الحرص على حضور الأبناء إلى الدراسة دون تغيب، والمدرسة بالتشدد في تطبيق لائحة الغياب على من اعتادوا التغيب، والعودة لدروس التقوية داخل المدرسة في الفترة المسائية برسوم رمزية أو تمويل من الجمعيات التعاونية، وهو أمر أعم وأشمل وأكثر فائدة من الهدايا الرمضانية أو تأجير الشاليهات أو المخيمات الربيعية للمساهمين فيها، شريطة أن تضع إدارة الامتحانات المركزية في المناطق التعليمية لجميع مدارسها الاختبارات النهائية دفعاً للشك والريبة في الإدارات المدرسية، وللأسف تقوم وزارة التربية بجعل اختبارات الثانوية العامة ومثيلاتها آخر العام سهلة جداً وتسعى لزيادة عدد الناجحين في هذه الاختبارات بأي وسيلة ورفع نسبة النجاح لديهم ولكن المشكلة تظهر في ما بعد مع عدد المتسربين من الدراسات الجامعية والمعاهد التطبيقية خصوصا في الطب والهندسة والعلوم البحتة، نتيجة لضعف مخرجات التعليم الثانوي في الكويت الحكومية منها وبعض الخاصة، فهل الحل لتعويض النقص بسبب هذا الغياب المتكرر بزيادة أيام السنة الدراسية أم إطالة اليوم المدرسي لتعويض النقص؟ سؤال أوجهه للدكتور نايف الحجرف وزير التربية - الذي أتمنى استمراره في عمله لبيان بصماته في إدارة وزارة التربية - وفريقه المساعد.