حسين الراوي / أبعاد السطور / ترنيمة الزرافة القرنفلية!

1 يناير 1970 02:37 م
| حسين الراوي |

- بدأت أشك أن هناك من الكُتاب النكديين من يملأُ صفحة كاملة بالحزن، ثم يُقطعها ويُفتتها فيضعها على ظهر كف يده، ثم يشُمها بقوة كمدمن الهيرويين!

-النساء في بلادي يقبلن كل شيء فقهياً إلا تعدد الزوجات، أما الرجال يقبلون بكل شيء فقهياً إلا طاعة ولي الأمر!

-أهديت أمي نسخة من كتابي الأول «دروب» بعد أن كتبت لها إهداء فيه. فقالت ببراءة الأمهات:أنا لا اقرأ. قلت: أعرف، لكني أردت أن ينال الكتاب بركتكِ.

-في وطني حقوق النهب محفوظة...

-التفتت نحو الوسادة الخالية بجانبها، ومدت يدها تتحسس ذلك الفراغ الذي يقاسمها السرير، تنهدت بألم ثم اتبعتها بأمنيات وعصافير وفراشات.

-من أجلكِ كنت أقود كلماتي وقصائدي مترنمات نحوكِ، كما يقود حادي العيس عيسه. كنتِ وحدكِ قافلتي، وكنتُ أنا الصحراء التي عبرتيها بلا أثر.

-البُعد في كل يوم جديد من أيامه، معه يولد جرح جديد في قلب ذلك الحبيب الذي لم يقترف أي خطيئة إلاّ بحق ذاته، عندما أعطى حبيبته كل شيء في يده.

-هذا البلد.. ليس بلد أدب وثقافة وكُتب هذا البلد.. بلد حسد وعِلكة وكعب!

-اعقلها يا وطني وارحل!

-يراود المال الكاتب عن قناعاته فيسيل لعاب القلم حتى يتدحرج نحو الورقة، فترفع الورقة أطرافها وتنكشف عورتها في سبيل الشرف!

-أعطني ورقة بيضاء وحبر صادق وفنجان قهوة سادة، وسأعطيك قضية...

-كل مرة أضع فيها النقطة الأخيرة على الورقة، أهبط للأسف وأعود من جديد للأرض.

-بماذا أجيب إن كانت تهمتي حبرا مغشوشا؟!

-إنهم لا يريدوننا أن نرفع رؤوسنا عالياً...

-قلمي، هل ستزج بي يوماً في السجن، حيث لا يتذكرني إلا احتراق أبي ودمع أمي الساخن؟

- نحن نبحث عن الحرية التي هي بالكرامة مقرونة!

-في وطني تحتار من هو الشريف؟

-ألبسوك يا وطني مشلح الديموقراطية، لكنهم سرقوا سروالك.

-بعض الأصدقاء كأزمة الحذاء الضيّق، الذي تتفاجأ بمقاسه غير المناسب بعد أن تشتريه!

-أحيان تُجبرك اللحظة ألا تكون أنت كما أنت، لذا نقترف السذاجة ونحن أرفع منها.

-خادمتي، قبل أن تنام أخرجت صورة أطفالها، فأخذت تقبلها وتضمها لصدرها، بعد هذا أعادت الصورة في خزانتها ثم أوت لفراشها وهي تختزن لهم شوقاً عظيماً وأمنيات.

-تعبُرني الهواجس كالعيس المتتابعة، هكذا: هاجس خلف هاجس حتى اكتمال القافلة، وخطام الليل مربوط في أضلُعي كما يربط الحلم في أحداق السهر.

-كل أرواحنا مخبوءة في أعيننا.

-بعض الذنوب تحتار بها المغفرة.

-السياسة تمتص الرونق الذي في أرواحنا كما تمتص الاسفنجة كامل الماء من الإناء الذي وضعت فيه.

-الشِعر.. حنجرة الرغبة وصوت الآه وشُرفة العالم.

 

alrawie@

[email protected]