| د. تركي العازمي |
مسيرة كرامة وطن 2 القادمة في 4 نوفمبر قد تكون مختلفة بعد أن رافق النائب السابق مسلم البراك فريق أمن الدولة وبعد أن عاد الحجاج من أداء فريضة الحج.
نريدها مختلفة نريدها هذه المرة أن تحاكي العقول كي لا تنحرف، كون أخطر أمر يعاني منه الفرد هو الانحراف الفكري، نريدها كما يردد خطباء المساجد والصالحين من أبناء بلدي «اللهم اجعل هذا البلد آمنا» وهو دعاء تكرر في القرآن الكريم لعظم المقصد الطيب من ورائه!
نعم فنحن أحوج إلى التوجه بالدعاء إلى المولى عز شأنه ليحفظ هذا البلد وأن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة ومسيرة كرامة وتجمعات ساحة الإرادة السابقة ما جاءت من فراغ، بل دفعتها تراكمات سياسية أوقعت الضرر البليغ في الجسد الإجتماعي وهو حق كفله الدستور الكويتي شريطة عدم مخالفته القانون ومظلة القانون الدولي التي تطالب الحكومات بإحترام الشعوب والسماح لهم بالتعبير عن وجهة نظرهم بطريقة سلمية!
والعقول وخطر الانحراف الفكري نعرضه على من يهمه الأمر... فالبسطاء من الكويتيين لا يفهمون تفاصيل القضايا المطروحة وحينما يطرح عليهم النواب إخفاقات الحكومة المتتالية تجدهم يتحدثون من فكر مختلف عما كانوا عليه قد يشابه فكر المعارضة (وهم في ازدياد) أو مع المجاميع الموالية للحكومة!
ولو نظرنا لما هو مطروح على الساحة، لرأينا فريقين فقط وبينهما فريق «مع الخيل يا شقرا» من أصحاب المصالح وهم في نهاية المطاف مكشوفة أفكارهم نظرا لارتفاع مستوى الثقافة لدى المجتمع الكويتي!
نريد من القائمين على الحراك السياسي من الجانبين الحكومي والنواب أن يستوعبوا خطورة الوضع، فمبدأ فرض القوة لا يعالج لب المشكلة وكذلك «الصراخ» وارتفاع سقف المطالب قد يعقد ويؤخر الحل والاحترام واجب من كلا الطرفين!
ونريد من العقلاء ان يأخذوا في الحسبان خطورة التحول في المفهوم الفكري لدى الفئة الشبابية ما بين 18 26 سنة ففكرهم يحتاج إلى توجيه عقلاني... ولا تتوقعوا منهم الوقوف وقفة المشاهد.. إنهم معرضون لانحراف فكري لأن أبسط احتياجاتهم لم توفرها الحكومة وبالتالي وقوفهم بجانب المعارضة أمر متوقع!
نحن فقدنا السيطرة على طريقة تقويم الاعوجاج السياسي الذي أضحى من سمات الحقبة الزمنية التي نمر بها، وفقداننا السيطرة على مفاتيح اللعب فيها ترك الجموع في حيرة من أمرهم وهم يشاهدون طفرة مالية لا تستغل وخدمات لا تعرض حسب توقعاتهم ما أوجد حالة استياء بينهم... والعناد ما أن يدخل طرفا في اي موضوع ما إلا وترى حصيلته مدمرة!
الهدوء يا عقلاء الكويت... المطالبات الشعبية الحالية لا أظنها فقط مرتبطة في آلية التصويت بأربعة أصوات التي يطالب بها السواد الأعظم، إنها مسألة سوء إدارة مما تسببب في ظهور معالم الانحراف الفكري الذي نرى خطره أكبر ما يتوقع البعض... والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]