انطلقت أربع طائرات إسرائيلية بصمت من الكيان الصهيوني مسافة 1600 كيلو متر لتقصف مصنعا للسلاح التقليدي في السودان ولتحوله الى ركام خلال دقائق معدودة.
وفي تاريخ السادس من أيلول 2007 دمرت الطائرات الاسرائيلية ما ادعت بأنه مفاعل نووي تبنيه سورية بمساعدة كوريا الشمالية.
وقبل أيام قامت الطائرات الاسرائيلية بإطلاق خمسة صواريخ على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام التابع لحركة حماس في غزة وقتلت من أرادت فيه.
يذكر (غوردون توماس) في كتابه (جواسيس جدعون) حول التاريخ السري للموساد الاسرائيلي بأن مؤسس الكيان الصهيوني ديفيد بن غوريون هو الذي أشرف على تأسيس جهاز الموساد الاسرائيلي - الذي لعب دورا خطيرا في العالم كله - وتم تحديد قواعد أساسية لهذا الجهاز لخصها توماس بقوله: «بعد ثمان وعشرين سنة حافلة بالاحداث من جلوس أولئك اليهود في القدس عشية ليلة أيلول 1929 للبحث في الاهمية القصوى للاستخبارات في منع أي هجمات عربية أخرى، أصبح لدى أحفادهم جهاز استخبارات سري سيتحول بمرور الزمن الى أحد أهم وأقوى أجهزة الاستخبارات في العالم».
ثم يتحدث توماس عن سلسلة عمليات استخبارية هي أشبه بمغامرات (جيمس بوند) نفذها ذلك الجهاز وشعاره: «إسرائيل... أولاً وأخيراً ودائماً... وأبداً).
ومن تلك العمليات تمثيلية قتل (اسحق رابين) من قبل (عمير) والتي ساهم فيها رابين لكسب المزيد من الشعبية، ثم قام الجهاز الاسرائيلي بقتله في الطريق الى المستشفى.
ومن تلك العمليات اغتيال محمد الفايد وديانا في فرنسا.
ومن العمليات الجريئة التي قام بها جهاز الموساد الاسرائيلي بالتعاون مع المخابرات المركزية الاميركية ما يسمى اليوم بـ (ايران جيت) حيث حطت اول طائرة محملة بالاسلحة في طهران عام 1985 آتية من اسرائيل وتسلمت ايران 128 دبابة أميركية و200 ألف صاروخ كاتيوشا وعشرة آلاف طن من قذائف المدفعية وصواريخ جو جو وغيرها، طبعا لمساعدتها في هزيمة صدام حسين.
السؤال المحير الذي لم أجد له جوابا هو: كيف ان الكيان الصهيوني الذي يستشعر الخطر - حتى من كوكب المشترى ولا يترك للصدفة مجالا كيف يسكت عن أمر المفاعل النووي الايراني الذي يوشك ان يصل الى مراحله النهائية، وكيف نسمع كلام نتنياهو يهدد ويتوعد منذ اكثر من عام ونصف العام بقصف المنشآت النووية الايرانية ثم لا يفعل شيئا!! وهل حقيقة ينتظر موافقة الولايات المتحدة الأميركية وهو الذي لا يعيرها أي اهتمام في ما يتعلق بأمنه القومي!!
سؤال محير، ولكن اذا ربطنا ذلك بالدور المتميز الذي تقوم به ايران اليوم بدعم نظام بشار الاسد، بل انها هي السر في بقائه بسبب الدعم اللامتناهي له بالأسلحة والرجال، واذا حللنا اسباب الدعم الايراني اللامحدود لنظام المالكي في العراق وهو الذي يحيك المؤامرات ويحارب القوى الوطنية ويستجلب السيارات المفخخة من سورية لتفجير العراق من الداخل، واذا تابعنا المشهد الافغاني ودور ايران في دعم الولايات المتحدة في الهيمنة عليه، والمشهد اليمني في دعم الحوثيين ضد الحكم، والمشهد الخليجي في التآمر على دول الخليج.
أقول: ألا تستدعي تلك المشاهد على الساحة العالمية ان نصل الى تفسير لحِلم الكيان الصهيوني على ايران، ربما لتستكمل ما بدأته من إثارة القلاقل، وربما لما هو اكبر من ذلك؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]
< p>