مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / حديث من قلب مخلص
1 يناير 1970
04:38 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
محمد من المرشحين الشباب الذين اقتربوا من النجاح في انتخابات 2012 سألته: هل ستخوض التجربة مرة أخرى؟ فأجاب: الأمر سابق لأوانه، خصوصا مع هذا الضغط الهائل من نواب المعارضة، ورفض شيوخ القبائل المشاركة فيها، ما ولّد رفضاً شعبياً لهذه المشاركة، وإن كنت أتمنى عودة نواب المعارضة عن قرار المقاطعة، وهو سيعودون لكراسيهم لاتساع وقوة قواعدهم الانتخابية، وبتنظيم بسيط لتوزيع أصوات الناخبين في المناطق السكنية داخل الدوائر الانتخابية على مرشحيهم، سيفوز من 25 إلى 30 عضواً منهم بسهولة، وهذه غالبية كافية ومن داخل المجلس ودستورياً يستطيعون رفض كل القوانين التي صدرت بمراسيم ضرورة.
أما الحديث عن شراء الأصوات فهو اتهام مسيء للشعب الكويتي ببيع ضميره، وإن وجدت هذه الفئة فهي لا تتجاوز الـ 1 في المئة.
أما المظاهرات والاعتصامات ففيهما أذى كبير للوطن في استقراره واقتصاده، ما يجعل الغالبية تخسر التعاطف الشعبي مع الزمن، بسبب كثرة سقوط الضحايا وازدياد عدد المحتجزين واتساع رقعة الانشقاق بين مكونات الشعب الكويتي. وإن هم امتنعوا عن المشاركة وأساؤوا لمن يريد الترشح من الوطنيين المخلصين من أصحاب الكفاءة والنزاهة فسيتقدم للترشح المتسلقون والمتنفعون ويقرون قوانين فيها خدمة لمصالحهم وفئاتهم ويمهدون لعودتهم للمجلس مرات عديدة، ويهدمون وينقضون كل ما بناه مجلس 2012 وأول ذلك لجان التحقيق المتعددة في الفساد والمخالفات والتنفعات.
نعم من حقهم المقاطعة ولكن ليعطوا الفرصة لغيرهم بوقف سيل التجريح والتخوين والتسفيه في كل من ينوي المشاركة في الانتخابات القادمة، فالكويت ولّادة وفيها الكثير من الشرفاء والخيرين، وللعلم شارك في انتخابات المجلس الوطني (غير الدستوري والمرفوض شعبيا) العشرات من المرشحين ولا يزال بعضهم على الساحة السياسية - نواباً وقادة رأي - يتلقون المديح والإشادة فهل يريدون مجلساً وطنياً آخر، أم مجلس أعيان بالتعيين؟ الأمر بأيديهم ولا يلوموا إلا أنفسهم، فالبلد منقسم قسمين متقاربين، معهم وضدهم، والحياة ستستمر بهم أو من دونهم.