| القاهرة - «الراي» | ثمن الفنان عادل امام، حصوله على مباركة بابا الاسكندرية دوبطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث، لتقديم معالجة سينمائية عن قضية «الفتنة الطائفية».
امام والذي زار البابا شنودة أخيراً في المقر البابوي بالعباسية «بالقرب من وسط القاهرة» قال انه عقد جلسة خاصة دامت ساعتين، حضرها قيادات كنسية ومؤلف الفيلم يوسف معاطي، الذي شرح فكرته باستفاضة.
معاطي قال: انه ذكر لـ «البابا» أنه يطرح معالجة عميقة لأزمة الفتنة الطائفية. باحثا عن ايجاد حالة للحب والود التي كانت تربط دائما وأبدا بين المسلمين والمسيحيين.
وهو ما ذهب اليه عادل امام أيضا، الذي أوضح أنه سئم مما وصفه بالمعالجات السقيمة والسطحية لهذه القضية،حيث تعمد الصحف الى نشر صور تجمع بين رموز اسلامية ومسيحية في عناق بعد كل حادثة.
مضيفا أنه سوف يحاول جاهدا من خلال الفيلم ايجاد معالجة حقيقية، وليست كاريكاتورية لعلاقة المسلمين والمسيحيين، التي شهدت توترا في السنوات الأخيرة في مصر، بسبب ظروف قد تكون خارجة، لاسيما أن تلك العلاقة تاريخية ووطيدة، ويجب ألا تتزعزع أمام أي متغيرات واهية.
عادل امام قال: ان الفيلم يتعرض لعلاقة بين «قسيس» يجسده عادل نفسه، وشيخ مسلم، يتعرضان لمطاردات من المتطرفين، حتى أن كلا منهما سوف يغير اسمه ليوحي بغير انتمائه الديني، وتنتهي الأحداث بمصرع القسيس.
البابا شنودة من جهته أيضا ثمن مبادرة عادل امام، وباركها، ولكن طلب استبدال اسم الفيلم «القسيس» بآخر، وتم الاستقرار على أن يكون «حسن ومرقص»، كما نبه على الفنان بألا يقدم شخصية «القسيس» في صورة كاريكاتورية مثيرة للسخرية والاستهزاء، كما هي عادته في الشخصيات التي يجسدها، ووعد عادل امام البابا بتنفيذ رغبته.
وبالرغم من حرص عادل امام، على زيارة شنودة واطلاعه على تفاصيل الفيلم، الا أنه شدد على أنه لن يكرر نفس الأمر مع شيخ الأزهر، ولن يسمح للأزهر بمراجعة السيناريو، وهو ما برره المؤلف يوسف معاطي بأنه على دراية بأمور دينه الاسلام، ولكنه كان مضطرا الى زيارة الكنيسة لمعرفة تفاصيل حياة القساوسة داخل الكنيسة وخارجها.
وعلمت «الراي» أن شركة «جودنيوز» رصدت «25» مليون جنيه لانتاج فيلم «حسن ومرقص»، واستقرت على المخرج شريف عرفة، فيما لم يتم ترشيح أبطال الفيلم، وان كانت الأنباء رشحت ممثلين مثل «هالة صدقي وهاني رمزي»، خاصة أن عادل امام هاتف الأخير، وتحدث معه كثيرا بشأن الفيلم، ومن المقرر أن يبدأ تصويره بعد اجازة عيد الأضحى.
من جانبه قال مدير الرقابة على المصنفات الفنية في مصر علي أبو شادي: ان فكرة «حسن ومرقص» رائعة وتستحق الاحترام والتعاون من جميع الأطراف لانجاحها، واخراجها في أفضل صورة.
منوها، الى أن الرقابة لم تتلق سيناريو الفيلم بعد، ولكنه وعد بتقديم تسهيلات لتحريره من دون قيود أو تحفظات، مؤكدا أن يوسف معاطي مؤلف ماهر ويمكنه تجاوز أي محاذير رقابية.
يذكر أن «عادل امام» كان قد قدم فيلم «الارهابي» مطلع تسعينات القرن الماضي، حيث ضرب الارهاب مصر، واكتسب فيها عداوة الجماعات الارهابية ولكنه اكتسب أرضية سياسية، جعلته أكثر قربا من النظام المصري باعتباره أحد رجاله المخلصين الواقفين في خندقه دائما. |