مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / طبعة ليل
1 يناير 1970
04:29 ص
| مبارك مزيد المعوشرجي |
العم محمد المعتوق، أطال الله عمره ومده بالصحة والعافية، من مثقفي الرعيل الأول الذين حفظوا لنا تراث الكويت بأمانة وصدق ودقة، المكتوب منه والمحفوظ في الصدور، وصف حالتنا السياسية هذه الأيام بطبعة ليل، أي السفينة غرقت في ليل مظلم، وابتعد عنها البحارة وأخذوا يسبحون على غير هدى، لأنهم لا يعرفون اتجاه البر، حتى تخور قواهم فيموت البعض وينجو القليلون.
فكلما اجتمعت القوى السياسية المعارضة- النيابية والشبابية- ليلاً في ساحة أو ديوانية ازدادت المطالب وارتفع سقف النقد والتحدي والتهب حماس الشباب عن اللازم، ونفد صبر القوات الخاصة مما تسمع وترى وتواجه.
بدأت سفينة الحوار العقلاني بالغرق، وأخذت المياه تتسرب إلى جسمها الذي أنهكته الرياح والأمواج، وتعطلت الديرة وعجز «البِلْد» عن قياس العمق لشدته.
أرجو أن يعذرني القارئ الكريم عن رمزية كلامي في مقالي اليوم ففي فمي ماء، ولم أعد أجرؤ على تحديد الخطأ أو المخطئ، والحل واضح ولكن لعن الله العناد والتعصب، داءان لم نجد لهما دواء وأعيا المداوين.
وخوفي من التصريح ليس جبناً أو رجاءً، بل حياء وحزن، ليقيني بأن طرفي الخلاف مخلص محب لهذا الوطن العزيز، لكن وللأسف من الحب ما قتل.
وللتأكد من صحة كلامي راجعوا أسماء «الجرحى» من الطرفين وأسماء رجال الأمن والمعتقلين، فستجدونها متشابهة، بل ومتطابقة، فنحن «أهل قريّة وكلٌّ يعرف أخِيّه» وهذا ما يزيد الأسى والغصة في القلوب.
لذا نناشد القيادة السياسية العليا التي عُرفت بالرأفة والرحمة أن تصفح صفحاً جميلاً عن هؤلاء الشباب الذين غلبهم الحماس، ونتمنى على نواب المعارضة الحرص على تهدئة واندفاع الشباب حتى لا تتسع هوة الخلاف وتكثر حالات الاعتداء على رجال الأمن أو تخريب الممتلكات العامة والخاصة، وإغلاق الطرق ما يضطر رجال الأمن إلى القيام بأمر لن يرضيهم ولن يرضينا.
والله يحفظ الكويت يا رب العالمين.