استطاع الفنان مروان خوري ان يوجد لنفسه امارة فنية مستقلة فبعدما لحن وكتب، ها هو يطلق الالبوم تلو الالبوم مطرباً تشبه اغنياته مظهره، والصورة التي رسمها الجمهور له، فهو قريب من الناس، حساس، متواضع، قليل الظهور في المقابلات سواء كانت مكتوبة ام مسموعة ام مرئية معتبراً ان «صوتي هي عملي الفني واكثر، ما اريد قوله عندي صوتي وأغنيتي».
ولا شك في ان هذا الفنان اختار واقعاً مستقلاً في المشهد الغنائي العربي، والا لما كان استطاع النجاح محلياً، ثم عربياً واغترابياً وبالتالي طرق بابه اكثر من مطرب عربي كبير فغنى له التونسي صابر الرباعي والسعودي عبد المجيد عبدالله وغيرهما وصولاً الى المشروع الذي يجمعه بالاماراتي الرائع حسين الجسمي قريباً.
«أنا والليل»، عنوان ألبومه الجديد والذي ينهج فيه اسلوبه المعروف في الرقة، والكلمة الحلوة العميقة، والنغمة التي تدخل القلب والوجدان، مع توزيع لافت جداً لـ داني خوري، ناصر الاسعد وكلود شلهوب، بينما الكلمات باستثناء اثنتين لـ عبد الرحمن الانبودي (دواير) ولولا الهوى (للشاعرة جنان) مضافاً اليهما الـديو بينه وبين كارول سماحة «يا رب»، والذي ظلمه النقاد كثيراً حين اعتبروه اقل من قيمة نتاجه، وها هو بعد اعادة بثه يحقق حضوراً رائعاً في النفوس، وكأننا به على الخط نفسه للاعمال التي لا يحبها السامع بقوة منذ لحظة الاستماع الاولى.
«انا لو فيي، اولك، ليل مبارح، خاينة، القرار، خليك وأنا والليل». بما يعني كما لو ان الشريط يتضمن ثماني اغنيات اضيفت اليها اغنيتان معروفتان لدى الجمهور.
«انا لا اريد التعليق على ما كتب وقيل عني وعن الشريط عندي سعادة ان اقرأ آراء وردات فعل، والحكم في النهاية للناس الذي قالوا لي من خلال اعداد السي دي والكاسيت المباعة بأنهم احبوا ما قدمته اليهم وهذا يكفي، ليس لأنني لا اريد الاستماع او قراءة اي رأي بل لان الجمهور هو الوحيد الذي يحق له الجهر برأيه ويقول لهذا نعم ولذاك لا».
هذا الكلام لـ مروان الذي يواصل تعاونه مع اوسع مساحة من الفنانين، منوعاً بين الدرجات من اولى الى الاخيرة، ونعني فئة الهواة الحاضرة عموماً من خلال العديد من البرامج على ست محطات على الاقل.
ما زال مروان في الخط السليم للمناخ الذي فرضه على الساحة ولكن لا بأس من الانتباه الى ما قد يحصل من تشابه في بعض الاغاني فيما هو قادر على التنويع ضمن الرومانسية التي يجيدها ونحن نحبها.