د. وائل الحساوي / نسمات / الأوروبيون ليسوا أذكى منّا !

1 يناير 1970 08:03 م
يقول الدكتور أحمد زويل - الحاصل على جائزة نوبل في العلوم: «الأوروبيون ليسوا أذكى منا، ولكنهم يقفون ويدعمون الفاشل حتى ينجح، أما نحن فنحارب الناجح حتى يفشل».

نحن نعيش اليوم أوضاعاً استثنائية كثر فيها الهرج والمرج واختلط الحابل بالنابل وأصبح أبناؤنا يجدون أمام طموحاتهم المشروعة جدراناً عالية من الإحباطات والتثبيطات والتشكيك والاتهام بالفشل والطعن في الأمانة، حتى أصبح همّ أكثرهم أن يعيش حياته معزولاً عن الناس خوفاً من فتنتهم وطمعاً في أن ينجو بنفسه، وبالرغم من أننا نبدو متماسكين إلا أن واقعنا يكشف عن جزر متباعدة لا علاقة بينها إن لم تكن متضادة متحاربة.

ولئن كان لذلك الوضع المحزن أسباب كثيرة، لكن السبب الأهم هو أننا لا نساعد الفاشل حتى ينجح بل نلاحقه إلى أن يزداد فشلاً، أما الناجح فإننا نبذل جهودنا من أجل إفشاله، وكأنما نجاحه سيكون على حسابنا.

إن شبابنا عبارة عن خامة طرية يمكننا تشكيلها كما نريد وكل ما تحتاجه هو قليل من التشجيع، ولكن نجد بأن نظامنا التعليمي يضع العراقيل أمامه لكي ينجح، من عدم توفير الفرص التعليمية أمامه لاستكمال دراسته وإجباره على تخصصات لا تتناسب ومستواه الذهني ثم بعدها نقف له بالمرصاد بعد التخرج، فيظل سنوات ينتظر العمل في الجهات التي تتناسب وتخصصه العلمي، ثم يدخل سوق العمل فتبدأ عملية تطفيش أخرى من خلال إسناد وظيفة له لا دخل لها بتخصصه أو بتجميده وتقريب آخرين عليه أو تطفيشه لكي يهرب من الوظيفة.

أما الشباب الطموح لإنشاء عمله الخاص فترى شياطين الجن والإنس جميعها تقفز في وجهه وتحاول منعه عن طريق تطبيق لوائح وقوانين هدفها تفريغ الأعمال من المبدعين وتسهيل هروبهم، فقوانين الشركات التي ليس لها أول ولا آخر ثم قوانين الدعم للعمالة فقوانين المشاريع الصغيرة التي تُشعر المتقدم بأنها لجان تحقيق في سرقاته ورقابة على أعماله.

وقد يبرز في طريق تسجيل براءات اختراعاته من يسطو على أعماله وينسبها له دون أن يجد من يتصدى له أو يحاسبه.

يذكر المؤرخون بأن (توماس أديسون) قد أجرى أكثر من 14 ألف تجربة في محاولته لتطوير المصباح الكهربائي، وكلما سئل عن تجاربه الفاشلة كان يقول: (أصبحت الآن أعرف طريقة أخرى لا يمكن أن يعمل بها المصباح).

ويقول الشاعر:

وإذا النفوس كن كبارا

تعبت في مرادها الأجسام





د. وائل الحساوي

[email protected]