د. تركي العازمي / وجع الحروف / اليد اللي ما تقدر عليها...!

1 يناير 1970 06:11 م
| د. تركي العازمي |

يعجبني قياس الذكاء العاطفي المعروف بـــــــ Emotional Intelligence ولم يعد يعمل به كون الزمان قد تغيرت معالمه والرجال كذلك صارت معايير القياس لهم مبنية على أسس تدخل فيها قواعد السلوك التنظيمي وغيرها من الأسس الحديثة... لكنه يبقى أحيانا جميلا فلولا الذكاء لما تميز الفرد النابغة عن غيره!

يسيرون خلف عواطفهم وهذا حد ذكائهم... يظنون السير خلف الخطوط العريضة يغني عن التبحر في ما بين السطور وما قد يخلفه لهم هذا الاندفاع من سلوكيات تفقدهم التحكم في دفة القيادة.. وإذا نظرنا للقيادة فهي غير موجودة رغم أن شروط وجود سلوك تنظيمي صالح يعتمد على حسن القيادة!

أذكر أنه عندما ظهر حكم «الدستورية» قلت لمجموعة تحيط بي «لا تفرحين بالعرس ترى الطلاق باكر...» وقليل منهم من استطاع فهم مغزى هذا المثل!

وفي يوم الاثنين الموافق 1 أكتوبر 2012، وصلتني رسائل من البعض « ها... هذا اللي تعنيه»، قلت لا هناك مثل ثانٍ وثالث، الثاني هو «من شب على شيء شاب عليه»، والثالث نتركه لمن هبط مستوى الذكاء عندهم إلى حد لا يؤسف عليه وهو لبيتي شعر من الشعر النبطي أكرره على الدوام وهو «ما ينفع العلم في هادي.. لو ينفع العلم وصيته ______ هادي وهو دايم غادي... عند العرب كنه ببيته»!

أعتقد بأنكم تذكرون كيف كانت حادثة ديوان الحربش، وتذكرون حادثة اقتحام قناة سكوب... وتذكرون الإيداعات المليونية والتحويلات الخارجية وقرأتم عن مشاريع أقرت من عقود ولم تنفذ... وتذكرون ما تطرحه الصحف من مصائب!

رجع البعض يسألني عن الحل وكان ردي فوريا «اليد اللي ما تقدر عليها صافحها...»،ولا تتبع هواك فالكل يرى في داخله «بطل» لكن البطولة أحيانا بحاجة لمن يعرف الوقت الملائم لإخراجها وإن كانت البطولات عبر «الكلام»، فالجميع أبطال خصوصا الصغار فما بالنا بالكبار ممن لا يجيدون التحكم في أعصابهم!

قد يرى البعض في الفقرات أعلاه « شخبطة»... وقد لا يجد فيها البعض المقصود في الكلام، لكن قليل من أحبتنا يستطيع فك الشفرة من بين عبارات متناثرة... إن «السهم من أول ركزة» فلا تعاودوا القراءة فالعناوين نتركها للجميع، أما ما بين السطور فتبقى لمن يتصف بقوة الذكاء العاطفي!

المراد، إن الأحلام يحققها قادة يدركون أهمية السلوك التنظيمي سواء على مستوى المؤسسات أو حتى على مستوى المجاميع التي تبحث عن مخرج لها وسط فكر «شاب على ما خاب فيه»... ولا عزاء للشباب!

إنني أكرر مقولة مارتن لوثر كنج « لدي حلم»... فأي حلم نستطيع تحقيقه وسط «معمعة الأحداث»؟ إن الحلم هو حلم الوصول للأصلح على جميع المستويات والأحلام يخلقها شباب نير تتقدمه قيادة سليمة تتسم بالشفافية والعدالة وتعرف إن «اليد اللي ما تقدر عليها صافحها» حتى تمتلك الإمكانيات التي تستطيع من خلالها «قهر الرجال»... والحديث يطول حول هذا الحلم. والله المستعان!



[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi