سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / بين أمواج الزمن

1 يناير 1970 08:00 ص
| سلطان حمود المتروك |

الحياة بحر كبير امواجه تعلو تارة ويكون مكفهرا تعلوه ظلمات تفزع الناس فتضطرب قلوبهم وترتعد جوانحهم ويكونون في قلق واضطراب يصعب عليهم ان يحققوا رغبتهم ويصلوا الى بغيتهم ويبلغوا آمالهم ويهدأوا وتارة يكون مستقرا الناس فيه هادئة قلوبهم مستقرة نفوسهم يجدون في وسط خلاق يعملون على تحقيق اهدافهم.

هكذا هو مسرحنا السياسي لو يستقر ويجد الجميع نحو تحقيق هدف التنمية الشاملة لاستطاع كل فرد ان يعمل من اجل تحقيق الهدف والبلوغ الى الغاية بعيدا عن اتون السياسة المحرقة ولكن المتتبع لمسرحنا السياسي يجده بحرا لجى امواجه عاتية كله مطالب لم يتحقق المطلب، فيأتي مطلب جديد لتتراكم المطالب وقد افصحوا عن ذلك بقولهم ان ساحة الارادة لا سقف لها، والمقصود بأن المطالب ليس لها مدى وكلما حقق مطلب نودي بآخر، واذا كان اي امر او قضية اومطلب لا سقف له فإن الامر يكون فوضى ونخرج من جدول صغير الى نهر كبير ثم الى بحر متلاطم الامواج ريحه ومورها عالية وامواجه وزفيرها عاتية.

امواج اعترت هذه الساحة السياسية ولعل آخرها صدور قرار المحكمة الدستورية التي تقضي بأن قانون الدوائر الخمس لا يخالف الدستور فبدلا من ان تستقر الساحة وينتظر الناس ماذا سيسفر بعد قرار المحكمة نودي بالتجمع في ساحة الارادة للمطالبة بحل مجلس 2009 والمطالب تترى لا سقف لها حتى لا يستقر الناس وكل يفسر الفساد على رأيه، فأين مجلس 2012 المبطل من حماية الدستور وصيانة مواده وعدم الانقلاب عليه وتفريغه من محتواه، حاولوا ان يمسوا مواده وينقلبون عليه ولكن الله سلم وكان بإمكانهم ان يكونوا لجنة تعمل على تحديد الفساد وتفضي عن ماهيته وتحدد المفسدين وتعمل على إيجاد المعلومات والحقائق التي تدينهم وتجعل المجتمع الكويتي يطمئن من سلامة المسرح السياسي ويستقر ويؤمن بأن المجلس يعمل على ايجاد خطة تنموية متكاملة يشترك في تنفيذها جميع ابناء المجتمع بعيدا عن التأزيم والتبعيض والتشكيك.

نسأل الله القدير ان يجعل بحر المسرح السياسي هادئا مستقرا وجميع الناس يعملون من اجل الوطن ورقيه وتقدمه وازدهاره وان الكويتيين جميعا هم سور الكويت المتماسك الذي يعمل على حمايتها وصيانتها من عبث العابثين.

واسمح لي يا سمو الامير ان اقول:

اب البلاد وأب الجميع

سلمت معافى طوال السنين

حفظك الله من كل عين

وأبقاك ذخرا لنا اجمعين