علي عبداللطيف خليفوه... يلقي الضوء على بعض المعارك الكويتية القديمة

| كتب المحرر الثقافي |
صدر للباحث العقيد ركن متقاعد علي عبداللطيف خليفوه كتاب «موسوعة المعارك الكويتية من عام 1783 إلى عام 1928».
وتحدث المؤلف في موسوعته عن تاريخ الكويت القديم من خلال المعارك التي خاضها الشعب الكويتي من أجل وطنه، واستقرار الأمور فيه.
وكتب المؤلف في إهداء كتابه: «إلى أهل الكويت وأهل قرى الكويت وعريب دار الكويت وعربان الكويت وبادية الكويت، ممن ضحّوا بأموالهم وأرواحهم في سبيل الحفاظ على هذا التراب الوطني، وتوصيله لنا الى وقتنا الحاضر، وجعلونا نتمتع بما نتمتع به من نِعَم الآن.
أهدي هذا الجُهد المتواضع الذي يسطّر بعض الأعمال التي قاموا بها، وأرجو من الله عزَّ وجل أن تكون في ميزان حسناتهم يوم القيامة.
وقال خليفوه في تقديمه لكتابه: «لكل أمة من الأمم تاريخ، ولكل تاريخ رجاله، والأمة العربية تزخر بتاريخها ورجالها، وهذا التاريخ مأخوذ من التاريخ الإسلامي العظيم، والكويت جزء من تاريخ الأمة والوطن العربي، والتاريخ الإسلامي يحفل بالأبطال وبالرجال العظام الذين صنعوا هذا التاريخ لنا.
إن تاريخ وأحداث الجزيرة العربية ليس بمنأى عن تاريخ الأمة العربية فأحداث الجزيرة العربية بها أحداث جِسَام اجتاحت هذه المنطقة، وتاريخ الكويت هو جزء من هذا التاريخ وهذه الأحداث الجسام.
إن الأحداث والمعارك والغارات التي قامت بها الكويت بعهد شيوخها الكرام هي أسطر من نور، تسطّر جهاد أهل الكويت وحُكّامها، لتثبت استقلالها ووجودها، وأهم الأحداث التي مرَّت بها الكويت سطّرت بهذه الموسوعة، وهناك أحداث فاصلة ومهمة في تاريخ الكويت، كانت لها إفرازات أدَّت إلى تغيير كبير في المنطقة المحيطة بالكويت، ومن هذه الأحداث معركة الرقة البحرية ومعركة الصريف ومعركة الجهراء».
وأضاف: «لقد اعتمدت في بحثي على الكتاب والوثيقة وما تناقلته الأجيال من أفواه المعمرين والمعاصرين، أما الكُتّاب فهناك عدة مراجع وكتب تحدثت عن الأحداث التي مرت بها الكويت بصورة موجزة، وكتب أخرى تحدثت عن بعض الأحداث، وكتب أخرى تحدثت عن موضوع واحد فقط من الأحداث، كمعركة الصريف أو معركة الجهراء».
وفي تمهيد الكتاب نقرأ: «إن موضوعات البحوث متعددة الجوانب، ولم أشأ أن يتفرع بحثي هذا إلى أمور متعددة، لأن الذي يهمني في بحثي هذا هو الموضوع الرئيسي للبحث، وهو الحالة العسكرية التي عاشتها الكويت منذ تسلم الشيخ صباح الأول أمور المشيخة، وما الأمور التي تأثرت بها الكويت وأثرت في محيط المنطقة المحيطة بها؟ لذا لم أتطرق في بحثي هذا الى الأمور الاقتصادية والاجتماعية في الكويت. بل كان جُلّ اهتمامي بالأمور العسكرية وما يتبعها من أمور سياسية تؤثر على الحالة العسكرية.
لقد سمّي هذا البحث بـ «موسوعة المعارك الكويتية» نظراً للتطرق لجميع الأحداث والمعارك التي حصلت للكويت أو شاركت فيها الكويت من سنة 1783م الى سنة 1928م، ولم يتوفر مثل هذا العدد من المعارك والأحداث في كتاب آخر أو مرجع آخر من المراجع التي تم تداولها، مع ان هذا البحث قد احتوى على كل ما تطرقت له المراجع والكتب التي كتبت بهذا الشأن ووقعت تحت يدي.
وقال المؤلف في حديثه عن الشيخ مبارك: إن شخصية الشيخ مبارك لم تأتِ عن طريق الاختيار، بل إنه شق طريقه بنفسه الى الأعلى، وفرض زعامته العسكرية والسياسية والاقتصادية ونظم العلاقات الاجتماعية في المنطقة، متميزاً بشخصية قوية وإصرار شديد على تحقيق الأهداف معتمداً على غريزته الميالة للحرب للمحافظة على استقلال الكويت.
كان الشيخ مبارك حازماً في تصرفاته الشخصية، كان الشيخ مبارك بطلاً في تصرفاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، كان الشيخ مبارك بطلاً في معاركه سواء التي ربحها أو التي خسرها، لأن المعارك لا تقاس بنتيجتها المباشرة، بل تقاس بما ينتج عن هذه المعارك من تأثيرات لاحقة ونتائج مهمة.
وتحدث المؤلف - بشكل خاص - عن الشيخ مبارك ليقول:
وبالتالي تحدث المؤلف عن معركة الرقة، وغارة إبراهيم بن عفيصان، وغارة مناع أبا رجلين الزعبي، وغزوة مشاري بن عبدالله آل حسين للأراضي السعودية، ومعركة النصار في منطقة البريم، وغزوة بندر السعدون للكويت، وحادثة ملح الأولى، وحادثة طونيه «الطبعة»، وحملة الإحساء، وغارة محمد بن رشيد على عربان الكويت في الصبيحية، والخلافا بن بني كعب وبني النصار، ومعركة الخنقة الأولى ومقاومة القرصنة في الخليج العربي، ومعركة هدية، ومعركة الجهراء وغيرها من المعارك والأحداث التي ساهمت في بلورة الرؤى في مشاعر الكويتيين قديماً من أجل نهضة وطنهم، وتأسيسه على أعمدة راسخة وقوية.
والكتاب وضعه الباحث العقيد ركن متقاعد علي عبداللطيف خليفوه، بأسلوب أدبي ممتع يشد القارئ من أول وهلة، كما أنه استعان بالخرائط القديمة والأشكال التوضيحية التي تضع القارئ في مركز الحدث.
وعلى هذا الأساس فإن «موسوعة المعارك الكويتية».... كتاب مهم لكل باحث ودارس في تاريخ الكويت.