يقدم أول عروضه الإخراجية في الكويت

رسول الصغير: الممثلون هم مفاجأة «الخيزران»

1 يناير 1970 06:27 م
|حوار سماح جمال|
«الممثلون هم مفاجأتي، وأراهن عليهم»... هكذا وصف المخرج رسول الصغير طلاب أكاديمية «لوياك» للفنون الاستعراضية «لابا»، الذين يشاركون في مسرحية «الخيزران» التي كتبتها فارعة السقاف، مشيداً بالجهود التي تقوم بها «لوياك» وبالطموح الذي تمتلكه المؤسسة.
الصغير يواصل تحضيراته للمسرحية التي ستعرض خلال الشهر الجاري على مسرح متحف الكويت الوطني، والتقته «الراي» للحديث عن تجربته وتوقعاته لأصداء العرض، فأعرب عن سعادته بالعمل مع شباب هواة ورغبته في مساعدتهم، موضحاً أن عمله في تدريس فن المسرح في هولندا فتح له المجال للتعامل مع الكثير منهم وقد شارك في مهرجانات عدة في تونس ومهرجان القاهرة التجريبي، وفي المغرب والتشيك وألمانيا، ومعظم الدول الأجنبية، «وسبق أن قدمت مسرحيات باللغتين الهولندية والانكليزية، ومن فترة الى أخرى أحب أن أكرّس فترة للعمل مع الهواة واعدادهم، وأعتبر التعليم متعة بالنسبة اليّ وأن يكون هناك أناس يتعلمون، وكذلك عملت مع المحترفين».
ورأى الصغير أن «كل عرض مسرحي له مجموعة من الشروط الأساسية وهي النص، الممثل، ايقاع العرض المسرحي، استخدام الفضاء وكل هذه العناصر مجتمعة تقدم لنا المتعة التي هي هدفنا بالأساس كون المسرح فن المتعة، والممثلون الهواة يحتاجون الى مخرج محترف».
وعن الاسقاطات السياسية في العمل، قال: «ركزنا على جمالية المشهد واهتممنا باجادة الممثلين للغة العربية وأن يتحدثوها بأقل عدد ممكن من الأخطاء، وهذا لا ينفي وجود بعض الاسقاطات السياسية، والرسالة التي يحملها النص تنطبق على الكويت والمجتمعات العربية عموماً التي تمر بتحولات كبيرة تجتاح المنطقة».
وحول الصعوبات التي واجهها مع الطلاب في مسألة اجادتهم للغة العربية، قال: «للأسف نجد الطالب الذي أنهى دراسته الجامعية لا يجيد كتابة اسمه باللغة العربية أو أن ينطقه بطريقة سليمة فهذه كارثة نعيشها يوميا، ولكل للحقيقة تلمست الرغبة والطموح بتقديم عمل مختلف تماماً، ولا أنسى أن أحد الطلاب حضر الى البروفات رغم وفاة والده وتحامل على نفسه من دون أن يخبر أحداً من زملائه حتى لا يحزنوا».
وأكد الصغير أن مسرحية «الخيزران» لن تكون مجرد عرض ممتع للجمهور بل سيخرج منها ممثلون يؤسسون لأرضية لا تقل عن تلك التي يكتسبها الطالب الدارس في معهد أو كلية متخصصة في التمثيل، موضحاً أن «الحماسة التي يمتلكها الطلاب كونهم هواة لا يأتون للمسرح لأجل المال أو الشهرة وانما لحبهم وشغفهم به سهّل عليه الكثير».
وعن تعاونه المتكرر مع مصمم الاستعرضات ابراهيم مزنر الذي سبق له وأن أخرج أعمالاً عدة لـ«لوياك»، قال الصغير: «لا أنسى خبرته وتجربته مع «لوياك»، واتفقنا أن تكون لدينا رؤية مشتركة لأنه عمل جماعي ويجب أن تصب كل العناصر في خدمته، فالدراما والرقص في العرض نسيج واحد، ومن سيشاهد (الخيزران) سيلاحظ أن مستوى التمثيل لدى الطلاب أعلى من بقية العروض، وفي الوقت نفسه سيكون الاستعراض أساسياً فاللوحة تعني الدراما والدراما تعني اللوحة وكلاهما مكمل للآخر».
وأشار الى أن شخصية الخيزران ستلعبها ممثلتان هما شيرين بو شهري وناديه السقاف، حتى يعطى أكبر فرصة ممكنة للهواة، «فالمهم هو تقديم عرض مسرحي مهم تجتمع فيه عناصر العمل الفني، وليس أن نخرج أبطالاً فهدفنا أن نخرج ممثلين، وخلال العروض ستتبادل الممثلتان تقديم الشخصية وهذا لا يقتصر على شخصية الخيزران وحدها بل يندرج أيضاً على شخصيات أخرى وهذا يعطي مجالاً للمنافسة بين الممثلين حتى يتباروا على التمثيل».
واعتبر الصغير أن «المسرح فن مقدس واذا كان أحد عينه وسخه شاسويله أنا... ما اقدر اسويله شيء»، وتقدمت دول العالم بالثقافة التي تعتبر الوجه الحقيقي لأي بلد، والبلد الذي لا توجد لديه ثقافة لا يذكره التاريخ».
وكشف الصغير عن مشاريع جديدة يحضر لها مع «لوياك» وستبصر النور قريباً، وهي خمس مسرحيات ستتنوع بين اللهجتين المحلية والفصحى وسيكون البعض من هذه العروض كوميدياً، «وسنستعين بنصوص مجموعة من المؤلفات الكويتيات ايمانا منا بدور المرأة وقدرتها على الابداع وأنها على مر التاريخ كانت في الطليعة ولكنها للأسف تتراجع».