فوجئ المخرج المصري يسري نصر الله بخروج الجمهور - وبينهم عدد من الصحافيين والنقاد من العرض الخاص لفيلمه الجديد «جنينة الأسماك»، والذين عبروا عن غضبهم من المستوى الذي ظهر عليه الفيلم، الذي يعيد نصر الله للسينما بعد سنوات من الغياب، والأغلبية قالت أنهم لم يفهموا شيئا.
ولم يشفع للفيلم كون كاتبه ناصر عبد الرحمن الذي قدم مؤخرا «هيَّ فوضى؟» و«حين ميسرة»، ولا مجموعة الأبطال المشاركة: هند صبري وعمرو واكد وجميل راتب وأحمد الفيشاوي وباسم سمرة وسماح أنور، الذين بدت شخصياتهم باهتة في سيناريو جديد تماما على الجمهور المصري والذي أدى الى نوع من الملل.
ما دفع كل من عمرو وهند والمخرج يسري نصر الله - تلميذ المخرج العالمي يوسف شاهين - الى الهروب قبل انتهاء الفيلم بساعة كاملة.
المخرج استخدم في الفيلم أسلوبا جديدا أصاب الكثيرين بالحيرة، حتى ان معظم التعليقات عقب الفيلم ربطت بينه وبين الكثير من أفلام يوسف شاهين التي يخرج الجمهور منها عادة دون أن يفهم ما يقصده المخرج من الفيلم، لكن كثيرين اعتبروا أفلام شاهين مفهومة جدا مقارنة بفيلم نصر الله.
ولا يضم «جنينة الأسماك» موضوعا محددا أو شخصيات رئيسية، وان كان يركز على حالة «التوهان» التي يعاني منها الجميع باختلاف طبقاتهم وثقافتهم والتي ربط بينها وبين ذاكرة الأسماك التي لا تتجاوز في الحفظ 4 ثوان فقط.
ويتناول الفيلم عددا من العلاقات المتشابكة بين مقدمة برامج اذاعية ومخرجها وطبيب تخدير ووالده وعدد من الشخصيات الثانوية يربطهم جميعا ادعاء مبادئ يخالفونها طيلة الوقت.
لكن المخرج استخدم أسلوب «الراوي» بشكل مبتكر، حيث تحولت جميع الشخصيات الى رواة داخل أحداث الفيلم، وأحسسنا أنه فيلم تسجيلي.
فكل شخصية تحكي عن نفسها وعن تطورها داخل الأحداث فور ظهورها قبل أن يعود الممثل أو الممثلة للحديث عن رأيه الشخصي في الدور الذي يقدمه وكيفية قبوله القيام بهذا الدور بشكل لم تعرفه السينما المصرية من قبل، وربما كان هذا أحد أسباب عدم استساغة الجمهور للفيلم.
وبررت هند صبري ذلك قائلة: أعلم أن الفيلم جديد تماما عن السينما العربية، لكن أتمنى أن يقبل الناس عليها لأنها تحتاج أن نغير من دمها كل فترة.
مخرج العمل يسري نصر الله أكد، أن الفيلم قوي جدا، وسيعرضه في كثير من المهرجانات وينافس به، وبرر ذلك أنه جديد من نوعه حتى في الأفيش الذي صممت أن يقدم بتقنية الأبيض والأسود.
يذكر أنه قبل عرض الفيلم في مصر قدم في مهرجان برلين ولم يحصل على أي جوائز.