«البارونات» دراما تقرع ناقوس الخطر ... حول تعامل رجال الأعمال الخليجيين مع إسرائيل

1 يناير 1970 06:07 م
| متابعة محمد داوود |

وصلنا إلى مكان تصوير مسلسل «البارونات» في أحد المنازل في منطقة «القرين» الساعة الخامسة مساء. طلبنا الإذن من أحد أفراد فريق العمل للدخول وعندما علم أننا من «الراي» رحب بنا وأذن لنا بذلك، وكان في استقبالنا الفنان مشعل الجاسر الذي طلب منا الجلوس والاستراحة.. وقد كان شعلة من النشاط والحركة، ورغم جديّة العمل، إلا انه لم يكف عن المزاح مع «كاست العمل» خصوصا مخرج العمل منير الزعبي الذي كان يتعامل بمودة وحميمية مع الجميع.

وأثناء جلوسنا ومراقبتنا لسير أعمال التصوير، كان الفريق يعمل بحركة متواصلة كخلية نحل. وبعد لحظات ليست بقصيرة أعلن الزعبي الانتهاء من المشهد الأخير لهذا اليوم الطويل.

وعند الانتهاء من التصوير توجه الجميع إلى السفرة الطويلة التي ذكرتنا بالأجواء الرمضانية، لا سيما أن أفراد فريق العمل تناولوا الطعام وكأنهم أسرة واحدة.

وفي هذه الأجواء الرائعة تحدثنا مع مخرج العمل وبعض أبطاله في هذه الدردشة السريعة.


السيدات الأرستقراطيات

في البداية تحدثنا مع المخرج منير الزعبي الذي بادرنا قائلاً:

«البارونات» عمل نعدّه لقناة  «الراي» حصرياً، حيث سيعرض في رمضان المقبل، وهو من تأليف الكاتب حمد بدر، ويتولى الإنتاج باسم عبدالأمير ويضم مجموعة متنوعة من نجوم الخليج والكويت منهم الفنان جاسم النبهان، مشعل الجاسر، محمود بو شهري، شيماء علي، عبير أحمد. ومن قطر يشارك الفنانان عبدالعزيز جاسم وعبدالله عبدالعزيز. ومن الإمارات الفنانة هدى الخطيب وبلال عبدالله ومن عُمان بثينة الرئيسي وأيضاً من البحرين الفنانة مروى.

أما عن اسم «البارونات» فهو مصطلح أوروبي يطلق على سيدات الطبقة الارستقراطية. وهذا العمل يتحدث عن الطبقات الارستقراطية الموجودة في دول الخليج وعن رجال الأعمال بالتحديد ويظهر طبيعة المشاكل التي تعاني منها تلك الطبقة، وكيفية تعاطي أفرادها مع الجانب المادي الذي يعتبر الحل السحري لمعظم قضاياهم. وفكرة العمل تدور في فلك شخصيتين يجسد الأولى الفنان جاسم النبهان والشخصية الثانية يجسدها الفنان عبدالعزيز جاسم وهما متشابهان على المستويين المادي والاجتماعي، ولكن جاسم النبهان يمثل الجانب الإيجابي في تعامله مع المال، فهو انسان يساهم في الاعمال الخيرية ويقدّم التبرعات لمساعدة الناس، أما عبدالعزيز جاسم فهو النقيض تماماً، إذ تصب اهتماماته في اطار السهرات واللهو، فهو يمتلك المال ولكنه لا يعرف ما يتوجب فعله، وكيفية صرف المال وفقاً للطرق المشروعة.

محور آخر في المسلسل يتناول قضية تلامس الجانب السياسي، تتمثل في وجود جهة اسرائيلية تحاول التقرب من أحد رجال الأعمال الخليجيين من خلال انشاء شركة معه، مخفية حقيقة هويتها، لكنه حينما يكتشف الأمر يرفض التعامل معها، فيتعرض لشتى أنواع الضغوطات والتي لن نكشف عنها النقاب إلى حين عرض المسلسل.

وعندما سألناه عن جدوى تناول رجال الاعمال الخليجيين بهذه الجرأة قال: نحن نتعامل في المسلسل على ان اسرائيل عدو واضح ومن الضروري لفت انظار رجال الاعمال الخليجيين الى إمكانية مواجهتهم لحالة مشابهة، ولف انظارهم الى ما يتوجب عليهم فعله في مثل تلك الحالات. كذلك ثمة رجال أعمال يتعاملون مع الاسرائيليين على أرض الواقع، وهذا العمل موجّه لهم، كرسالة نقول لهم فيها: ارفضوا التعامل معهم كما فعل «عبد العزيز جاسم» من خلال الشخصية التي جسدها في المسلسل وأن يغلبوا الجانبين الوطني والقومي على الجانب المادي.

وأضاف الزعبي: ما يميز عملنا عن باقي الأعمال انه عمل جريء ويعرج على قضايا مختلفة لكنها تصب في النهاية في محور واحد. كذلك فان الجهة المنتجة تهتم بالقيمة الفنية أكثر من حسابات الربح. أما على المستوى الاخراجي فاني راعيت أعمال الإضاءة، والعمل على التكنيك المشابه لتكنيك الدراما السورية وتطورها، لاسيما ان الدراما الكويتية الآن أصبحت تشكل ثالوثا درامياً متميزا مع الدراما السورية والمصرية بفضل انتشار الفضائيات، ونحن نسعى الى الارتقاء بالدراما الخليجية.

وحول المشاكل التي تواجه الدراما الخليجية قال: للأسف هناك خلل في الجهات المنتجة، فرغم وجود طاقات فنية جيدة في الخليج، إلا أن الجهات المنتجة تبحث عن الربح على حساب القيمة الفنية، وعلى سبيل المثال اذا كان المسلسل يحتاج الى ثمانين يوما من التصوير يقول المنتج «لازم يخلص خلال خمسة وأربعين يوماً» لكي يوفر المال المرصود للعمل، ويضغط على المخرج والنتيجة تكون في ظهور عمل مليء بالاخطاء.

وأوضح الزعبي أن الحلقات الثلاثين التي تستعرض أحداث العمل لا تطويل فيها لأن المسلسل يناقش أكثر من خط سياسي ورومانسي ويلقي الضوء على العادات والتقاليد ومنها تعدد الزوجات إذ إن محمود بو شهري يصير صقارا ويتزوج امرأة ثالثة. وعبر الزعبي عن سعادته بأن العمل سيعرض حصرياً على تلفزيون «الراي».


الكويت هوليوود الخليج

وبعدها تحدثنا مع الممثل الإماراتي بلال عبدالله عن دوره في مسلسل «البارونات» فأفادنا قائلاً: أنا اجسد شخصية رجل من فئة «البدون» ومتزوج من امرأة كويتية، تصادفه مشاكل كثيرة ومنها وفاة ابنه بشكل غريب، ويحاول أن يواجه أسرة زوجته التي تعتبر من طبقة البارونات.. الشخصية كوميدية وفي نفس الوقت لا تخلو من التراجيديا وثمة «لزمة» لدى الشخصية التي اجسدها يكررها دائماً وهي «الله بالخير» وبهذه المناسبة اوجه هذه اللزمة الى قراء جريدة «الراي» وأقول لهم «الله بالخير».

وعند سؤالنا له حول ما اذا كان قد تعمّق في قضية فئة البدون قال بلال: صدمني ان مشكلة البدون ما زالت عالقة.. عندنا في الامارات انتهت قضيتهم والحمد لله، ولكن في الكويت الأمر مختلف، وقد التقيت ببعض أبناء فئة البدون وهم من مواليد الكويت وأمضوا حياتهم كلها في الكويت، وجلست معهم وتسامرنا.. وحين حاولت أن أسبر أغوارهم اتضح لي أنهم يبتغون العودة إلى وطنهم الأم وتحصيل فرصة للعمل في أبسط المهن المتاحة يكسبون من خلالها رزقهم وتابع قائلاً «أخذت الجانب الانساني الذي في داخلهم وبنيت عليه الشخصية التي أجسدها وان شاء الله انه كاركتر جميل والمٌشاهد لن يشعر بالملل».

وعندما استطلعنا رأيه حول التخمة في الكمية الإنتاجية للأعمال الخليجية في رمضان قال «انتوا الكويتيين تسونه بالمشخال, ولو تييب المشخال وتشخل هذي الأعمال تلاقي مسلسلين أو مسلسل واحد نظيف والباجي راح يتسرب من خلاله المشخال» ... وفي النهاية أنا أوجه نصيحة لجميع الممثلين الخليجيين وأقول لهم الذي يبحث عن الشهرة والتميز يتوجه للكويت لأنني دائماً أقول ان الكويت هوليود الخليج.


أدمنت على... التمثيل

وبعدها حدثنا الفنان مشعل الجاسر عن دوره وهو يعتبر دوراً جديداً على الرغم من انه لا يخلو من الرومانسية أي نمط الأدوار التي اشتهر من خلالها... لكن القصة مختلفة تماماً عما قدمه سابقاً... فهو يؤدي دور بدر شاب من عائلة غنية يحاول ان ينتقم لأخيه. والملفت في الشخصية ما يطرأ عليها من حالات نفسية متنوعة ومتناقضة فتعيش صراعات ما بين الجنون والواقع والرومانسية والحب والكره.

كما أن العمل زاخر بالقضايا الشيقة ومجموعة الممثلين المشاركة في العمل أقل ما يقال فيها أنها مجموعة حديدية من كبار نجوم الخليج.

ورداً على سؤال حول إمكانية عودته إلى مجال التقديم أكد الجاسر أن هذه المسألة مؤجلة حالياً إلى أجل غير مسمى وإذا ما خيّر بين التقديم أو التمثيل أجاب الجاسر «انا متمكن من الاثنين لكن التمثيل يمنحني الرضى النفسي الذي أبحث عنه فمن خلال الأدوار التمثيلية يسعك أن تقدم جملة من الرسائل الإنسانية، وبلوغ الأهداف المرجوة كما أن التمثيل بالنسبة لي صار أشبه بالإدمان أكثر من التقديم فهذا الذي جعلني أتنقل من مسلسل الى آخر».

وختم كلامه بالقول:» وآخر شي أقول حق جمهوري مشتاق لكم وايد آخر مره طلعت بالدروازه وإن شاء الله الدور اليديد يعجبكم ويكون البارونات نقلة نوعية بالدراما الخليجية».


انتظروني في شكل جديد

وفي ختام حواراتنا التقينا الممثلة الجميلة شيماء علي التي أعربت عن سعادتها بمشاركتها في مسلسل «البارونات» وأوضحت أنها تؤدي دور فتاة ثرية من الطبقة الارستقراطية لا مبالية تعتقد أنها تستطيع امتلاك أي شيء بالمال، وتعيش قصة حب مع بدر «مشعل الجاسر» وتشهد الشخصية العديد من التطورات وتتغير نظرتها تجاه المال فتدرك أن المادة ليست وسيلة لامتلاك كل ما نشتهيه في الحياة.

وعقبت شيماء أن هذا الدور يعتبر جديداً بالمقارنة مع أدوارها السابقة فعلى الرغم من أنها اعتادت الظهور في دور الفتاة الغنية «اللي تحب تلبس وتكشخ وتعيش قصة» إلا أن التطورات التي تعيشها الشخصية لم يسبق لها أن جسدتها من قبل. وأردفت «ما من شيء يحول دون أدائي لأدوار الفتاة الفقيرة لكن يفترض أن يكون الدور محاكاً ضمن حبكة درامية متينة».

وبعدها أعربت شيماء على انها سعيدة بالعمل مع فريق البارونات... على الرغم من أن هذا العمل هو الأول الذي تقدمه بعيداً عن فجر السعيد وسكوب سنتر ووصفت شعورها في اليومين الأولين من التصوير أنها كانت مرتبكة «لأني متعودة على فريق سكوب سنتر, اللي انا احبهم ووايد مشتاقة لهم... والحقيقه ان فريق سكوب اعتبرهم اخواني وأوجه لهم تحية عبر جريدة الراي».

 واضافت انه لا مشكلة لديها في أن تمثل دوراً مع سكوب وفجر السعيد شرط أن يكون الدور مقنعاً.

وعند سؤالها عن الاحتكار للفنان من قبل شركات الإنتاج أوضحت ان الاحتكار له ايجابيات وسلبيات... الايجابيات تكمن في أن الشركة تعمد إلى اختيار الأعمال التي تناسب الفنان وفقاً للطاقات المتوافرة لديه... أما السلبيات فتتمحور حول حصر الفنان ضمن نطاق محدد من الأدوار.

بالنهاية وجهت شيماء تحيه لجمهورها وتمنت ان ينال دورها في البارونات إعجابهم واستحسانهم وأقول «تابعوني بعمل يديد برمضان وشكل يديد».



بثينة الرئيسي وشيماء علي مستعدتان للتصوير