سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / من هبوب الوقت
1 يناير 1970
07:59 ص
| سلطان حمود المتروك |
يقولون هب الهوى يعني اقبل، والهواء يختلف في شكله ولونه واتجاهه وشدته وسرعته ومدى تأثيره على الناس، فمنه النسيم العليل الذي يضفي على النفس اشراقة جميلة فيجعل الذهن مشرقا يعمل على اعمال التفكير والوصول الى الحقائق الطيبة بتفكير منظم سليم، ومنه الرياح العاتية التي تعمل على الاضطراب والتدمير الشامل في جميع الممتلكات ومن الرياح ما هو معنوي اذا حل على امة بقوته وشدته واضطرابه يعمل على ادماء القلوب واسالة الدموع واضطراب العواطف وايقاف التفكير عن السير في سبيل هادئ وناهض نحو التنمية.
ومن هبوب الوقت التي تهب على هذه الديرة الحبيبة نقتبس ثلاثا من الهبوب اولها: اشيع في وزارة التربية انه سيصدر قرار بفصل التلاميذ عن اولياء امورهم في المدارس التي يعمل فيها اولياء الامور قبل ان يصدر القرار اخذت الامة تضرب اخماسا باسداد وصارت قضية ادرجت ضمن القضايا التي تعصف بهذه الديرة قبل وقوعها ثم اشيع بأن هذه المصادر غير صحيحة وانها لا تمتلك البيانات الدقيقة والحقائق الدامغة التي تعمل على عملية الفصل فلماذا هذه الضجة؟
هل الديرة خالية من الرياح العاتية؟ او نريد ان نؤجج الوضع التربوي قبل ان تفتح ابواب الدراسة امام المتعلمين؟ أم نريد ان نقحم المعلمين بقضايا اخرى تحد دون التفكير في قضاياهم الاساسية والمتعلقة بالكتاب والمنهج والطريقة.
عزيزي القارئ والله لست ادري؟!
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم ان يكون رسولا
وثانيها: نقانق مستوردة تحتوي على لحم الخنزير النافق وقد انتشرت في بعض المطاعم ومن قبلها اطنان من اللحوم الفاسدة والاغذية المتعفنة التي تعج بها مخازن بعض المطاعم اكتشفت وتم التحقيق فيها، وهذا من زمن قد يكون شبه بعيد ولم يفصح عن اصحاب هذه الشركات واسماء شركاتهم ومطاعمهم ومؤسساتهم تعمل ولم يصغ لصحة الناس وسلامة المجتمع لماذا وما اسباب ذلك؟
ديرة ممتلئة بالخير فعلى اصحاب الخير ان ينشروه في جميع مضامينه ويجتثوا جذور الفساد لتعم الصحة وتنتشر العافية ونعلم التلاميذ تعليما صحيحا حينما ينشدون في مدارسهم:
بالصحة تحلو ايامي
وبها تتبدد آلامي
واعيش حياة هانئة
تخلو من كل الاسقامي
وثالثها: اعتداءات تلو الاعتداءات على اطباء وزارة الصحة الذين يجدون في اداء اعمالهم ويقدمون الارشاد الصحي والنصح الطبي ويعملون على تبدد الألم وازالة السقم واستقرار النفس وصفاء الذهن لكن الرياح العاتية التي تهب على هذه الديرة لم يسلم هؤلاء الأطباء من مورها القاسي فنجد اعتداءات كثيرة على الاطباء في مستشفيات كثيرة لعل آخرها في مستشفى الكويت للطب النفسي لماذا؟ وما اسباب ذلك؟
ألم يحن الوقت لوضع خطة أمنية مشتركة بين وزارة الصحة والداخلية لتلقين المعتدين على الأطباء دروسا تكون تقويما لسلوكهم وعبرة للآخرين.
ومستشفى الأمراض السارية يمكث فيه عدد لا بأس به من مرضى الايدز وقد كشف النقاب اخيرا عن اعداء هؤلاء المرضى ومن اين اتوا بالمرض؟
منهم من اتى به من الخارج، ومنهم من اتى به من منطقة الجليب. ألم يحن الوقت للتفكير في هذه المنطقة وما تشتمل عليه من رياح عاتية واتنة تعمل على تخريب المجتمع وبث السموم في اوساطه.
عزيزي القارئ لا نملك إلا ان نقول:
قم للطبيب وحيه
وامدد يديك مسلما
آسى بكفيه الشفا
ولك ازال الألما
وصافحه وابتسم له
والحق ان يكرما