سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / خبرني يا طاير

| سلطان حمود المتروك |

عالم الطيور عالم جميل تختلف فيه الالوان والاشكال والاصوات، والطيور تكثر في فصل الربيع، حيث كان الشباب قديما يجدون في صيدها ومن أسماء الطيور التي تحل على هذه الديرة الحبيبة في فصل الربيع الحمامي والمدقي والقفصي والزرزور والترمة ولها أدوات مختلفة في الصيد منها النباطة والفخ.

ولعل من أهم أنواع الطعم الذي يوضع لكي يجلب الطير هو بعض الديدان التي يحفر الشباب عليها في السيسان ويستخرجونها من وسط التربة ومنها العقل والمسيويج وكثيرا ما يهرب التلاميذ من المدرسة لكي يمارسوا عملية الصيد وكثيرا ما يجد المعلمون نصبا في الحد من تسرب التلاميذ وهروبهم من المدرسة، وذلك بتفقدهم والامساك بهم في أماكن هروبهم التي تكون قريبة من المدرسة والجميع يجتهدون ويجدون من أجل التنمية والعمل نحو مستقبل أفضل.

ولم نجد تلميدا احتج على معلم او على موقف تربوي او اعتصم او قام بتقديم دعوة ضد العمل التربوي انما جميع الاطراف تشترك من اجل بناء المواطن الصالح.

وقد تحتوي المناهج المدرسية على كثير من الأناشيد والقصص والموضوعات التي تحكي أحوال الطيور وقد اشتق الطيران من كلمة طير وحلقت الطائرات في الاجواء ومن أهمها الطائر الأزرق الذي ولد في الخمسينات من القرن الماضي وقويت أجنحته وصار من أفضل الانواع في المنطقة بل في العالم، وعلم كثيرا من طيور المنطقة عملية الطيران واقتبس من خبراته وإمكاناته وتقنيته وفكره الشيء الكثير وولدت طيور بعده لم تعرف التحليق من قبل وتفوقت عليه وظل لا يقوى على اللحاق بها وأصبح في تحليقه خطورة فأوقف بعضا من سربه نظرا لكثرة ما أصابه من توعك وتهرم.

وظل الناس في حيرة يضعون أيديهم على قلوبهم عندما يستقلونه وكل يوم تظهر خطة من أجل إنقاذه والاهتمام به وتتوقف ثم تظهر فكرة من أجل إيجاد دواء ناجع لإنقاذه ثم تتعطل، ويأتي رأي ثالث من أجل الكشف عن مكامن علته ولا يأتي بدواء يعمل على نهوضه فمتى يأتي اليوم الذي يبعث فيه الامل لهذا الطائر العليل ويجد نضارة الحياة ويعود الى قوته وصلابته وعزيمته وعزمه القديم ولا يكون ذلك إلا بالتفكير المنطقي المنظم والعزيمة الصادقة والفكر الجماعي الناظر الذي يهدف الى أسطول وطني خلاق يعطي الطائر الأزرق مكانته المرموقة في فضاء الطيران.

عزيزي القارئ لا نملك إلا ان نقرأ هذه المقطوعة التي أنشدها كثير من المطربين:

يا طير الطاير من عندنا من عند الأهل

كيف الزرع بموطنا

كيف حال السهل

خبرني يا طاير