| سهيلة غلوم حسين |
أيام تفصلنا عن احتفال الدول باليوم العالمي لمحو الأمية في وقت تتراءى لنا أبعاداً ومفاهيم فرعية أخرى لهذه المناسبة التي تعد واحدة من كبرى الاهتمامات الرئيسية لمنظمة «اليونيسكو»، التي تهدف برامجها الى بناء عالم غير أمي ويواكب الحضارات العلمية والثقافية في العالم المتحضر.
قد يكون هذا العام أكثر تميزاً باعتباره خاتمة مشروع الأمم المتحدة لمحو الأمية الذي انطلق عام 2003 تحت شعار «محو الأمية ليشكل صورة من أوجه الحريات»، ويمثل نقطة عبور من الجهل الى الوسطية العلمية وبذلك تكون الأمم المتحدة قد حققت قفزة نوعية على هذا الصعيد بعد أن منحت شعوباً كانت غائبة قسراً عن الساحة، وعبر عقد من الزمن فرصة الانطلاق لتحقيق الذات والتعبير عن ارادة المجتمع الدولي مجتمعاً لبناء بيئة متعلمة.
ان محو الأمية حق من حقوق الانسان لأنه يعزز من قدراته وامكاناته الشخصية، كما انه عامل ضروري للقضاء على الجهل وسوء التغذية والحد من المشكلات الاجتماعية والنمو السكاني العشوائي، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وأهمها الثقافة المجتمعية.
سابقاً كان مفهوم الأمية هو عدم معرفة القراءة والكتابة والالمام بمبادئ الحساب الأساسية، أما اليوم وفي عصرنا التكنولوجي والتقدمي اختلفت النظرة الى الأمية باختلاف مفهومها الحضاري والاجتماعي، فمفهوم الأمية على سبيل المثال في الولايات المتحدة واليابان هو الذي لا يعرف باستخدام الإنترنت والتكنولوجيا نظراً لارتباطه بحياة الانسان، وأصبح للأمية أنواعاً مختلفة فبالاضافة الى الأمية الأبجدية هناك الأمية الصحية وتتمثل في عدم الوعي عن الأمراض المختلفة والمشكلات الصحية وسبل الوقاية منها وعدم الالمام بمبادئ الاسعافات الأولية.
كما أن الأمية الثقافية تشكل عقبة أساسية في مسيرة العلم والأمية التكنولوجية فسرعة تغلغل ثورة التكنولوجيا في معظم وجوه الحياة أدت الى الحاجة الى محو أمية التكنولوجيا ليقوم الفرد عمله بكفاءة وفاعلية في مختلف الظروف التي يوجد فيها، أما الأمية الدينية تتمثل في قصور الفهم الحقيقي للاسلام الذي هو دين التسامح والعدل والمساواة لينقلب بفعل التزمت اللاواعي الى تزمت وتطرف وطائفية ومن ثم تؤدي الى العنف كأبرز نتائجها بدلاً من مواجهة الأعداء الحقيقيين.
ومن أنواع الأمية، القانونية التي تلتبس الفرد وقد لا يتمكن من اكتشافها ومحاولة تجاوزها ومحو تلك الأمية مهمة لتعزيز الأمن الوطني والفردي، والأمية المهنية التي تتمثل في انعدام القدرة المهنية عند ممارسة أي نشاط ولها مظاهر كوضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب فيؤدي ذلك الى سوء السير في المؤسسات مما يساهم في ظهور انعكاسات سلبية في الميدان الانتاجي.
ولا شك أن الأمية المرورية لها وجهها السلبي فالجهل بمخاطر الطرق وفي القوانين والأنظمة والسلامة المرورية يودي بالمجتمع الى المهالك وبفعله نقرأ ونشاهد عن تلك الحوادث بفعل السرعة والتسرع ولذلك نجد أن ثمة ضرورة لتفعيل الارشادات وفق برامج توجيهية تساهم في الحد من هذه المخاطر وتكون مبنية على علم واقعي وحقيقي لمحو هذه الأمية الخطيرة.
طبعاً أن معنى الأمية الحضارية يشير الى التثقيف والتطوير وفهم المتغيرات الجديدة وتوظيفها بشكل فعال وهناك أيضاً الأمية البيئية والأمية الأخلاقية والأمية الفكرية والعلمية والاقتصادية والأهم الأمية السياسية التي أدخلت شعوباً في دهاليز المغامرات، كما أن هناك أميات كثيرة يصعب حصر أنواعها وقد لا تنال القدر الكافي من الاهتمام.
ان الحاجة تزداد الى التكيف مع المتطلبات الجديدة والضغوط مع تقدم المجتمع مما يجعلنا في توق الانتظار الدائم للتفاعل والانسجام بين ما يقال نظرياً ويطبق فعلياً كي لا يذهب الجهد الذي بذلته الأمم المتحدة أدراج الرياح فالعالم يتطلع بحقيقة الى محو الأمية مدى الحياة.
سهم
قيل أن غالبية أسماء مناطق الكويت مستمدة من أسماء النباتات الصحراوية التي ما زالت تعيش على حالها وتغذي نفسها من تلقاء نفسها ولم يطرأ عليها أي تبديل أو تعديل، والملفت أن أبوحليفة من أقدم القرى الكويتية وتعتبر من المناطق الزراعية.
* كاتبة كويتية
[email protected]