البابا يدافع عن «حقوق الأضعف» في الولايات المتحدة والامم المتحدة

1 يناير 1970 06:08 م
الفاتيكان، واشنطن - ا ف ب، يو بي اي - يزور البابا بنديكت السادس عشر من 15 الى 20 ابريل الجاري، الولايات المتحدة، حيث سيشدد على مسألة حقوق الانسان امام الجمعية العامة للامم المتحدة، وسيحاول طي صفحة فضائح الكهنة الضالعين في قضايا تحرش جنسي باطفال التي تهز الكنيسة الكاثوليكية الاميركية منذ سنوات.

وفي برنامج الزيارة الاولى للبابا الالماني للولايات المتحدة محطتان: واشنطن من 15 الى 18 ابريل ونيويورك من 18 الى 20 منه. وسيحتفل خلال هذه الزيارة بعيد ميلاده الحادي والثمانين في 16 ابريل والذكرى الثالثة لتوليه الحبرية في 19 من الشهر ذاته.

وقال الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي، ان زيارة الحبر الاعظم لمقر الامم المتحدة لمدة ثلاث ساعات «تشكل الحدث الاهم» في الرحلة. واوضح سكرتير دولة الفاتيكان تارشيسيو برتوني، ان خطاب بنديكت السادس عشر امام الجمعية العامة «سيركز على حقوق الانسان خصوصا على وحدة حقوق الانسان الاساسية» في وقت تحتفل الامم المتحدة بالذكرى الستين للاعلان العالمي لحقوق الانسان.

وسيذكر البابا المجتمع الدولي بضرورة ان تستند حقوق الانسان على «العدالة والاخلاق» وبضرورة «تحمل واجباته بحماية حقوق اضعف افراد» المجتمع. ويتوقع من البابا، وهو رجل لاهوت لا يشعر بارتياح في الشؤون الدبلوماسية ان يتحدث عن «الحق الطبيعي» للانسان و«الطابع المقدس» لكل حياة بشرية.

وهذا المفهوم يدفع بالكنيسة الى ادانة الاجهاض والتلاعب الجيني والموت الرحيم فضلا عن التعذيب او اشكال العبودية المعاصرة وفي الفترة الاخيرة عقوبة الاعدام التي كانت الكنيسة الكاثوليكية تتغاضى عنها في اطار حق الدول بالدفاع عن نفسها.

وقبل بنديكت السادس عشر، القى البابا بولس السادس العام 1965 والبابا يوحنا بولس الثاني في 1979 و1995 كلمة امام الجمعية العامة.

وانتقد البابا بقساوة الامم المتحدة اخيرا متهما اياها بممارسة «منطق استنسابي» يؤدي الى تفضيل التوافق على الحقيقة. بيد انه يدافع عن وجود هذه المنظمة اذ انها تؤمن المقاربة متعددة الطرف التي تعتبر شرطا ضروريا لاقامة التوازن في العالم.

ويبدأ بنديكت السادس عشر زيارته في الولايات المتحدة بلقاء في 16 ابريل في البيت الابيض مع الرئيس جورج بوش الذي يستقبله في المطار قبل ذلك بيوم.

واوقف البابا الحالي الانتقادات التي كان يطلقها سلفه ضد التدخل الاميركي في العراق، اذ انه يسعى الان الى انقاذ المسيحيين العراقيين من الكارثة. وسيشيد بنديكت السادس عشر في المقابل امام الرئيس الاميركي بالاهمية التي توليها الولايات المتحدة خلافا لاوروبا، للديانة في النقاش العام كما سبق وفعل لدى استقباله في 29 فبراير السفيرة الاميركية الجديدة لدى الكرسي الرسولي ماري آن غليندون.

وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ستانزل، مساء اول من امس، أن البابا لن يحضر العشاء الذي يقيمه على شرفه الرئيس الأميركي، في حين تتحضر السلطات الأمنية في نيويورك لاتخاذ تدابير حماية برية وبحرية وجوية لدى زيارة البابا للمدينة.

وتابع ستانزل رداً على سؤال صحافي، أنه لا يعلم سبب قرار البابا بعدم المشاركة. واوضح: «ليس لدي الجدول الكامل لزيارته».

ولفت الى أن العشاء الذي سيقام على شرف البابا سيحضره «قادة من الطائفة الكاثوليكية من كل أنحاء البلاد».

لكن هذه الزيارة سيكون لها ايضا بعد رعوي، خصوصا ان الكنيسة في موقع هش بسبب سلسلة من فضائح التحرش والاعتداء الجنسي على اطفال اظهرت ضلوع مئات الكهنة وعدة اساقفة الامر الذي اجبرها على دفع مئات ملايين الدولارات الى الضحايا.

وذكر الفاتيكان ان البابا لن يتحاشى هذه المسألة بل سيدعو الكنيسة الى طي الصفحة عبر بناء «ثقافة نزاهة اخلاقية وعدالة وثقة متبادلة لا سيما في المجال التربوي».

ويتضمن البرنامج كذلك قداسين في الهواء الطلق في ملعب «ناشيونال ستديوم» في واشنطن وملعب «يانكي ستديوم» في نيويورك.

لكن المشهد الاكثر تأثيرا سيكون على الارجح ذلك الذي يظهر بنديكت السادس عشر وهو يصلي في موقع برجي مركز التجارة العالمية في اليوم الاخير من زيارته. وتنظيم هذا الحدث في ساعة مبكرة (الساعة 09.30 بالتوقيت المحلي الساعة 13.30 ت.غ.) في نصب ضحايا اعتداءات 11 سبتمبر 2001 تقرر لجذب اكبر متابعة عالمية ممكنة.