د. تركي العازمي / وجع الحروف / ساحة المطالب الخمسة...!

1 يناير 1970 02:53 ص
| د. تركي العازمي |

كان يوم الاثنين الموافق 27 أغسطس موعدا لكشف النقاب عن مطالب المجتمعين، مطالب معظمها مقبول باستثناء الدائرة الواحدة بنظام التمثيل النسبي!

ولو أن المطالبة بنظام برلماني متكامل قصد منه الحكومة الشعبية التي في ظني أن الأجواء غير مناسبة لها في الوقت الحالي، ولو أن الأخوة تمسكوا في المطالب الثلاثة الأولى لكان أفضل وهي رفض استمرار مجلس 2009، رفض انفراد السلطة بتعديل الدوائر، ورفض اقحام القضاء في الخلافات السياسية!

البعض يغرد في «تويتر» حول الحضور الذي توقعت أن يصل إلى 50 ألفاً لكن المطالب هي العائق من وجهة نظري مقارنة في حضور ساحة الإرادة السابق الذي وصل إلى قرابة 100 ألف في حين وصل حضور الاثنين ما بين 5 و 10 ألاف... ومن المؤكد أن الرقم سيرتفع بعد عودة الطيور المهاجرة وانخفاض درجة الحرارة!

لم يتحدثوا عن الحكومة الخفية ولو انهم ضمنيا بشكل غير مباشر حاولوا القضاء عليها من خلال النظام البرلماني المتكامل الذي لا نرى بأننا مهيأون له في ظل الظروف السياسية التي تحيط في مساحتنا الجغرافية... المنطقة تلتهب وكان لا بد من طلب المستطاع آنيا... فخذ وطالب استراتيجية ممكن ممارستها إلى أن تهدأ الأوضاع!

نحن نعاني من فراغ سياسي وعبث اجتماعي؟ نحن نعاني من فقدان صفة القرار؟ نحن نشتكي من تداخلات في إدارة شؤون البلد لدرجة أن الفرد لا يستطيع قضاء أمر إلا من خلال واسطة من خارج المنظومة الإدارية!

فشلنا في فهم بعضنا البعض، وفشلت الساحة في استقطاب عدد أكبر من المؤيدين رغم أن معظم المطالبات يدفع بها الجميع لكنهم لم يحققوا الهدف المرجو لاستعجالهم في طرح مطالبتين أرى إن الوقت غير مناسب لهما!

فهمنا أن القصور والاحتقان السياسي سببه انفراد السلطة وخلافات الأسرة حول القرارات المصيرية، وإلا كيف يتم الطعن في الدوائر من غير وجود خصوم، وفهمنا أن مبدأ «ما خاب من استشار» واجب تفعيله لكن من هو المستشار.... كان لا بد من المطالبة في تغيير طاقم الاستشاريين ومحاسبة من أفتى بسلامة قرار حل مجلس 2009 وإحالة القياديين «المعششين» بدماء شابة مخلصة تفهم الحاجة إلى الحكومة الإلكترونية التي نسمع عنها ولا نراها!

دماء شابة تعرف كيف تفكر، نبحث، تسأل، تشاور، وتتخذ القرار في الوقت المناسب خلاف ما هو متبع..... نحن ما زلنا نعيش عصر نظريتي الوزير «السوبرمان» و «ما فيه هالبلد إلا هالولد» اللتين «طفشتا» الكوادر الشابة المخلصة التي تود أن تخدم المجتمع لكنها بعيدة عن أصحاب القرار!

من يقول إن الكويت لا يوجد فيها كفاءات ظالم لنفسه، من يعتقد بأن الأمور يجب أن تفصل لخدمة مصالحه فهو ظالم لنفسه ووطنه، ومن يظن أن القانون مطبق بحيادية فنقول له «صباح الخير»!

غباء قيادي، جهل بالمعطيات، فقر في الاستشارات الصحية السليمة، وحوكمة «التيه القيادي والسياسي» هي من أوصلتنا إلى نقطة الارتطام بعقول آن لها أن تفيق من غفلتها... فهل وصلت الرسالة؟... ما أظن. والله المستعان!

 



Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]