منال الجار الله : كنت مشفقة على نفسي وأنا على المسرح لأن حالة العمى تلبستني بشكل غريب

1 يناير 1970 08:39 ص
| حاورها - حسن الفرطوسي |

أكدت الممثلة الواعدة منال الجار الله بأنها كانت مشفقة على نفسها وهي على خشبة المسرح، حيث قالت «أنا فعلاً كنت عمياء، لم أر أي شىء طوال فترة العرض، لقد تلبستني حالة العمى وأنا على المسرح وتلبستني أحاسيس العميان الى درجة اني كنت مشفقة على نفسي للحد الذي جعلني أبكي بشكل حقيقي «وذلك أثناء حديثها مع «الراي» بعد الندوة التطبيقية التي أعقبت عرض مسرحية «سفر العميان» التي عرضت ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته العاشرة، والتي كانت الممثلة منال الجار الله تجسد أحد شخوصها.

وقد واجهت مسرحية «سفر العميان» هجوماً نقدياً لاذعاً من قبل النقاد والمهتمين بشؤون المسرح والاعلاميين.

منال الجار الله اعتبرت ان الهجوم النقدي الذي جوبه به العرض يمكن استثماره ايجابياً والاستفادة من خلال الأخذ به بعين الاعتبار من أجل اصلاح الخلل والاخفاق، وانها تعتقد بأن ليس هناك عمل فني متكامل بشكل مطلق، وهذه تفاصيل اللقاء :

• ماذا تقولين بما رأيناه في الندوة التطبيقية وما حملتها من هجوم كبير ونقد لاذع لمسرحيتكم؟

- أقول ان ما رأيناه في الندوة التطبيقية يدخل ضمن السياق الطبيعي لعروض المهرجانات، فهناك مسرح ويقابله ندوات تطبيقية لتشريح ما قُدّم وما بينهما الجمهور الذي يشاهد العرض ويستمع لآراء النقاد، وهذا هو الهدف الرئيسي من اقامة المهرجانات . صحيح أن هجوم النقاد على مسرحيتنا كان قاسياً، ولكنها تبقى في نهاية الأمر آراء نحترمها ونتعلم منها، لكنها لا تمثل التقييم الحقيقي بالضرورة. كان الجمهور أثناء العرض متفاعلاً معنا جداً وموجات التصفيق كانت تهز قاعة العرض بين حين وآخر، ثم علينا ألا ننسى بأن للناس أذواق مختلفة وكما يقول المثل لو تساوت الأذواق لبارت السلع وهذا ينطبق على الفن أيضا، فالذائقة الفنية ليست شيئاً موحداً والرؤى النقدية كذلك تنتمي الى مدارس مختلفة، ولابدّ أن يكون هناك فهم مختلف للعرض بين شخص وآخر.

• ماذا يشكّل لك هذا النوع من النقد الذي سمعناه في الندوة؟

- لابد من الاستفادة من النقد الموجه للعمل الفني، وانا شخصياً لا يحبطني النقد أبداً، بل يضيف لي شيئاً من الخبرة ويسهم في توسيع رؤيتي للفن عموماً والمسرح خصوصاً، لاسيما واني في المرحلة الاولى من دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، فأنا أعتبر هذه الندوات بمثابة محاضرات فنية خارج حدود المنهج التدريسي في المعهد، كذلك يجعلني اميّز بين ما هو نقد حقيقي وما هو انفعالات لا تمت للنقد بصلة، لأننا سمعنا بعض الآراء في الندوة تقترب في حقيقتها الى انفعلات شخصية تحمل دوافع بعيدة عن الرؤى الفنية، فما رأيناه من هجوم كاسح يمكن استثماره ايجابياً والاستفادة منه والاستفادة حتى من جوانبه السلبية.

• ما أكثر النقاط التي تجدين أن النقاد محقين فيها، وانها فعلا تشكّل خللاً في مسرحيتكم؟

- بكل تأكيد ليس هناك عمل فني متكامل، أي لابد من وجود خلل في أي عمل، ولكن بنسب متفاوتة بطبيعة الحال، وأكثر النقاط التي أتفق مع النقاد فيها هي اننا لم نكن موفقين بتوظيف الغناء بشكل جيد، رغم ان عنصر الغناء قد منح الجمهور الكثير من البهجة وهذا واضح من خلال تفاعل الجمهور مع تلك الأغاني، لكن الفن لا يتوقف عند حد والنقد لا يتوقف عند حد ولابدّ من أخذ ملاحظات النقاد بعين الاعتبار.

• هل لك مشاركات سابقة في مثل هذه المهرجانات؟

- نعم لي مشاركات سابقة، فقد اشتركت في مهرجان الشباب في مسرحية «سارة» وهي من اخراج منصور حسين المنصور، وكذلك شاركت في مهرجان الخرافي في دورته الأخيرة بمسرحية «بروفة جنرال» وهي أيضاً من اخراج منصور حسين المنصور، بالاضافة الى هذه المشاركة مع فرقة مسرح الخليج العربي.

• كيف تقيمين مشاركاتك السابقة مقارنة مع مشاركتك في هذه المسرحية «سفر العميان»؟

- مشاركاتي السابقة كانت مع فرق من نفس جيلي ومن نفس عمري تقريباً، لكن هذه المشاركة فلها أهمية خاصة في داخلي على اعتبار انها مشاركة مع فنانين ينتمون الى جيل أكبر من جيلي، فهي مشاركة تزيد من قدراتي الفنية، وتثري مسيرتي الفنية، خصوصاً وأنا اقف أمام ممثلين لهم تجاربهم الطويلة مع المسرح مثل الفنان ناصر كرماني والفنانة هيفاء عادل ونصار النصار ونواف القريشي، فهذه المشاركة تعتبر نقلة الى الأمام في تجربتي الفنية.

• كنت تجسدين دور الكفيفة في المسرحية، هل كنت تتحسسين حالة العمى وأنت تقفين على خشبة المسرح؟

- بل أنا فعلاً كنت عمياء، لم أر أي شيء طوال فترة العرض، لقد تلبستني حالة العمى وأنا على خشبة المسرح وتلبستني أحاسيس العميان الى درجة اني كنت مشفقة على نفسي للحد الذي جعلني أبكي بشكل حقيقي وهذه أول مرّة تحدث معي وأتفاعل وجدانياً مع الدور بهذه الطريقة.

• هل تعتقدين بأنك ستشاركين في المهرجانات المقبلة؟

- نعم، بكل تأكيد، وبالمناسبة لقد جاءتني عروض للمشاركة في اعمال مسرحية اخرى بعد انتهاء مسرحيتنا مباشرة . وأنا متحمسة جداً للاستمرار والانتقادات التي تلقيناها على مسرحيتنا جعلتني أكثر اصرارا على المواصلة والاستمرار، لأني شعرت فعلاً ان ثمة تواصل ذهني وثقافي بين ما قدمناه وبين اؤلئك الذين وجهوا لنا النقد - وإن كان نقداً لاذعاً - وانا شخصياً اقدم لهم جميعاً الشكر الجزيل.