| د. تركي العازمي |
تغريدة ضاحي خلفان القائد العام لشرطة إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة حول «عيال الشوارع» واصفا التوجه لساحة الإرادة حيث كان نص التغريدة «لي ينزل الشارع عيال الشوارع والا عيال البيت ينصون للبيت يامن خذلت الدار وش لك تصارع عزات ماتسوى ثرى ارض لكويت» واجهتها ردود فعل من قبل كتلة الغالبية في مجلس 2012 المبطلة عضويته!
كان دفاع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الاماراتي سريعا عبر حسابه من «تويتر» حيث قال «لن أنسى حق الكويت علينا في الامارات.. في التعليم والصحة.. مساعدتها في قيام الاتحاد» بمثابة رد رسمي على تغريدة خلفان والتي لم تكن الأولى من قبله حيث تدخل في تغريدة سابقة في الشؤون المصرية وردت الامارات باعتذار رسمي!
كانت الردود الشعبية في غاية «العنف» وغاب الرد الرسمي من قبل الإعلام الكويتي والخارجية الكويتية، ونحن هنا لا يجب أن نغفل الجزء الأخير من التغريدة «... وش لك تصارع عزات ما تسوى ثرى أرض الكويت» وكأنه أراد أن يكحلها وأعماها في بداية تغريدته التي فهمت بشكل سلبي!
وأهل الامارات أحبة على قلوبنا ولا ننسى وقفتهم التاريخية في عام 1990 وهذا واجب منا ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاهلهم أو نغيب جانب أواصر المحبة التي تربط بين المجتمعين الاماراتي والكويتي، وما كان ينبغي للفريق خلفان التدخل في شأن داخلي لدولة لها مكانة خاصة في قلوب الاماراتيين!
نحن من سمحنا للغير بالتدخل في شؤوننا الداخلية وخلفان قال «عيال البيت ينصون للبيت» وهنا لم يفهم خلفان مع الأسف طبيعة الحراك السياسي الكويتي رغم اننا كنا من أول المطالبين في حل مجلس 2009 وترك تعديل الدوائر للمجلس القادم لكن بعض الاستشارات هي من تركتنا في موقع مكشوف يعرف منه الظاهر ويجهل بواطن أموره من هو بعيد عن حيثيات وتاريخ الحراك الكويتي!
للكويت طبيعة سياسية خاصة منذ القدم فالحراك السياسي الشبابي بدأ في عام 1932 لكن الواقع يشير إلى أن استمرار الحراك الشبابي له تداعياته ونظرا لعدم فهم الحكومة لمتطلبات الشارع استمر هذا الحراك!
نعم الكويت لم تقصر مع الامارات في جانبي التعليم والصحة عندما كان هذان المرفقان لهما أهمية كبيرة في ذهن أصحاب القرار خلافاً للواقع الآن حيث الصحة والتعليم كمرفقين يعانيان من تدهور كبير و«بلاوي» لا تحملها القطارات!
إذن، نحن أمام مأزق اجتماعي وسياسي دفع بخلفان وغيره الى التدخل في شؤوننا الداخلية وهذا الوضع بحاجة إلى فهم سريع لخطورة ما تمر به البلاد وواجب علينا أخذ الحيطة من انتقال مشاكلنا الداخلية إلى خارج حدودنا السياسية والاجتماعية!
الدرس انتهى... الدرس انتهى. وقد ذكرنا مرارا وتكرارا بوجوب معالجة قضايانا عبر الحكماء قبل أن تطفو على السطح أمام العامة لكن... «يا ليل ما أطولك» عند الحكماء. والله المستعان!
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi