خالد طعمة / الكلام المقتضب / وأتى العيد

1 يناير 1970 08:21 م
| خالد طعمة |

الحمدلله على النعم التي حبانا بها سبحانه وتعالى وها هو العيد يأتي إلينا بعد شهر مبارك حتى نفرح ونمارس الفرح، إن صور الفرح تختلف من شخص إلى آخر وقد تتشابه أحياناً، إن العيد فرصة لنا للتعبير عن السعادة ولنبذ الحزن ولتجديد الطاقة التي استهلكناها في فترات سابقة.

العيد مرتبط بالسرور وبالسعادة ولا يعني قدوم العيد بألا نفرح إلا في يومه فقط، في السابق كنت أشعر ببعض الضيق عند اقتراب نهايته وكانت تختلف طرق تعبيري عن هذا الشعور فكنت أسمع رد والدي حفظه الله بأن أيام الله كلها عيد، إن ترديد مثل هذه العبارة بأن الأيام كلها عيد تجعلنا ننبذ كل المنغصات التي قد تعتري نفوسنا الضئيلة أمام هذا العالم الفسيح، إن تمرين العقل على تأهيله للسعادة يجعل منا أشخاصاً إيجابيين لا سلبيين، نقبل على الحياة ونحن نعلم بأنها منتهية، ولكن نتعلم كيفية التعايش مع منغصاتها وصعوباتها وهمومها، فكل هذا العالم برمته سوف ينتهي ومن باب أولى الأحزان فإنها سوف تنتهي ولن تكون دائمة، وحتى الفرح والسعادة وكل المشاعرالأخرى لن تكون دائمة ولكن يجب أن نعتاد على العيش فيها ونفهم الواقع ونعرف قدراتنا وحدودها ونتعاطى مع تلك الحدود بالقدر المناسب.

الخلافات والمشاكل التي نشهدها ليست دائمة، ففي فترة الاحتلال كان يأتي إلي هاجس وقلق في الكيفية التي سوف نفرح بها، هل سوف يأتي العيد ونحن شعب أرضه محتلة أم لا؟ حتى شاءت قدرة الله عز وجل وأنعم علينا بالتحرير في فبراير ومن بعده قدوم رمضان في مارس وبعده العيد، ففرحنا مع أن الامكانات لم تكن مماثلة لما نحن عليه اليوم ولكننا فرحنا ومارسنا الفرح، واليوم واقعنا السياسي قد يجعلنا قلقين وقد يزعجنا في التفكير مع سماع وتداول التصريحات والمواقف والتهديدات التي تشعرنا بأن الظروف غير مستقرة، إلا أن الفرح لا بد وأن يفرض نفسه، لذلك لنتيقن بأن التفاؤل مطلوب والتعايش أمر لازم وأن أيام الله كلها عيد، ولا يسعني إلا أن أقول تقبل الله طاعتكم وعيدكم مبارك.

 

[email protected]