في مستشفى الأميري هناك قصة يومية مع المصاعد يعيشها الموظفون والمراجعون، هذه المصاعد تتعطل أكثر مما تعمل ولذلك فإن الوضع الطبيعي كل صباح أن يكتظ الممر بعشرات المراجعين الذين يقفون أمام تلك المصاعد في انتظار وصوله، وبالطبع كلما اقترب منهم كلما علت فرحتهم وزاد ابتهاجهم حتى ليكادوا أن يتبادلوا التهاني عند وقوفه في طابقهم، إلا أن فرحتهم تلك كثيرا ما ينغصها غدر تلك المصاعد، ففي كثير من الأحيان يتعطل المصعد من دون سابق إنذار بين الطوابق، فيظلوا عالقين فيه إلى أن يقضي الله فيه أمرا ويأتي من يخلصهم.
إن توقف المصاعد في المستشفيات أشد شأنا وأعظم خطرا في سواه من الأماكن، ففي داخل المصعد هناك المريض الذي لا يقوى على مثل هذا الوضع، وهناك الطبيب الذي هرع لحالة طارئة، وتلك الأم التي جاءت لرعاية ولدها، وذلك العامل الذي يحمل عينات الدم المختبرية التي لا تحتمل الانتظار... إلخ.
وعلى الرغم من محاولات الصيانة العديدة التي خضغت لها تلك المصاعد إلا أنها باءت جميعها بالفشل، ولا تزال وزارة الصحة عاجزة عن تبديل المصاعد بجديدة مع أن الأمر برمته لا يكلف الكثير. ولقد علمت أن أحد المتبرعين جزاه الله خيرا تقدم قبل فترة بطلب للوزارة لتبديل المصاعد على حسابه الخاص، ولا يزال طلبه قابعا في تعقيدات وتعطيلات الوزارة. والواقع أن أغلب المستشفيات الحكومية في الكويت تعاني من المشكلة نفسها في المصاعد، إلا أن نظام الأدوار المتعددة في المستشفى الأميري جعلها أكثر وضوحا.
للأسف أنه في الوقت الذي يعكف فيه الغرب على دراسة فكرة عمل مصعد بين الأرض والقمر، بطول 100 ألف كم من مادة نانوتوب الكربون بعرض متر واحد يتسلق عليه مصعد يستطيع أن يحمل 20 طنا من المواد والبشر بسرعة 200 كم بالساعة إلى سطح القمر، ومن المحتمل أن ترى هذه الفكرة النور خلال 15 عاما، لا نزال نحن نعاني في مستشفى الاميري من مشاكل في مصعد يصل بين 9 أدوار فقط.
د. المنذر الحساوي
كاتب كويتي
[email protected]