د. تركي العازمي / وجع الحروف / استراتيجية «ربط العصاعص»...!

1 يناير 1970 03:11 م
| د. تركي العازمي |

عبارة «ربط العصاعص» يقصد من ورائها وصف فعل يقصد منه إثارة نوع من أنواع الفتنة والشقاق بين اثنين سواء كان هذا السلوك السيئ واقعا بين الأفراد، الفئات، الأحزاب، الاعلاميين، أو الكتل أو القبائل!

فريق يحيك في الظلام لأنه لا يجرؤ على قول ما يثيره من فتن على الملأ... وما نلاحظه في مجتمعنا الصغير نسبة وتناسبا ان هذه الخصلة في السلوك الاجتماعي باتت شائعة ولو ان البعض صرح وتركنا نبحث عن الدليل للاستدلال وهو مازال قائما!

وقد يكون وراء تحويل «الطعن في قانون الدوائر الانتخابية» مثال لـ «ربط العصاعص»، لكننا مهما كانت الأسباب نجد أنفسنا أمام رفض لتحويل «قانون الدوائر» إلى الدستورية... فـ «نهج»، «حدس»، «المنبر»، أبناء القبائل، الشعبي، ومعظم المستقلين، واتحادات الطلبة والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني ونقاباتها أبدت رفضها.. فلماذا «العناد» في توجه ستتضح معالمه في يوم 27 أغسطس 2012!

لدينا الكثير من علماء الاجتماع والنفس... لكن أين هم من الظواهر الدخيلة على المجتمع، فما أن نرتاح من فتنة «ربط عصعص» الا ويظهر لنا حدث آخر وكأن الاستقرار الاجتماعي والسياسي والأمني والاقتصادي لا يشكل اهمية عند البعض!

استراتيجية « ربط العصاعص» اشتهر بها رجال السياسة على مستوى العالم ويهدفون من ورائها إثارة الفتن لتمرير مصالح محددة مسبقا ونادرا ما تستخدم في المجتمعات الصغيرة حيث ان اكتشاف مروجيها غالبا ما يتم اكتشافهم!

نحن مسلمون ولهذا يفترض أن تكون استراتيجية «ربط العصاعص» غير معمول بها ولو طالعنا الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه «سددوا وقاربوا وأبشروا...» في كتاب صفات المنافقين لأصبح لدينا مفهوم جديد في التقريب بين وجهات النظر والتنازل عن بعض حقوقنا خدمة للصالح العام فالـ «العناد» يدمر العلاقات الانسانية حتى على المستوى العائلي!

وعلى ضوء التصعيد في مواجهة إحالة الحكومة قانون الدوائر الذي ارتقى إلى حد طرح الامارة الدستورية والحكومة البرلمانية المنتخبة، يكون المثل الدارج «خبز خبزتيه يالرفلا اكليه» هو سيد الموقف وستتضح الرؤية بعد العيد... حينذاك كل سيظهر ما في جعبته وفقا للقانون والتجمعات السلمية!

سألني صديق، ماذا تتوقع؟ قلت: الله المستعان. فالمثل القائل «حدث العاقل بما يعقل» لا نلمس له تفعيلا من قبل العقلاء... وهل يعقل أن تتفق جميع الكتل والمجاميع والغالبية والأقلية وغيرهم على رفض التحويل ويصرون عليه؟

قلنا لهم «الدين النصيحة»... ووجهنا النصح وطالبنا في مقالات عدة الابتعاد عن استراتيجية «ربط العصاعص»، لكن قيل من قبل «قال انفخ يا شريم قال ما من برطم»، فنحن نتوقع منهم العطاء العقلاني والفهم لتداعيات الأحداث ونجدهم قبل اسابيع يخبروننا بهذا السيناريو الذي لا أستطيع فهم المراد منه الا اذا كان من هم من ورائه لا يريدون لنا الاسقرار ويستمتعون في الزج بنا في منعطفات استراتيجية «ربط العصاعص» كفانا الله وإياكم شر عواقبها... والله المستعان!

 

Twitter: @Terki_ALazmi

[email protected]