حوار / زعيم جماعة «الجهاد» أشار إلى تعاون بين «الإخوان» وتل أبيب

نبيل نعيم لـ «الراي»: مرتكبو حادث رفح تكفيريون كانوا ينتمون لجماعتنا أيام زعامة الظواهري

1 يناير 1970 06:55 ص
| القاهرة - من أحمد إمبابي |

كشف زعيم تنظيم جماعة الجهاد في مصر نبيل نعيم عن أن المجموعة التي نفذت حادث رفح الأسبوع الماضي ينتمون الى جماعات تكفيرية انتشرت في سيناء تحت مظلة جماعة الجهاد المصرية، عندما كان زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري قائدا لجماعة الجهاد.

وقال نعيم في حوار مع «الراي» إن الجماعات التكفيرية انتشرت بكثافة في سيناء وشهدت انتعاشا اقتصاديا وبشريا بعد ثورة 25 من يناير وتتعاون مع جماعات تكفيرية أخرى موجودة في قطاع غزة من أجل تهريب السلاح والعملات المزورة والبضائع، مشيرا إلى أن أهالي سيناء يرفضون تلك الجماعات، ولكنهم لايستطيعون مواجهتها، ولذلك فهم يتعاونون مع الأجهزة الأمنية في الوقت الحالي من أجل القضاء على تلك الجماعات، مشيرا إلى أن القوات المسلحة هي الوحيدة القادرة على مجابهة تلك الجماعات.

ورأى أن الأوضاع المتردية في مصر تمهد بشكل كبير إلى ثورة ثانية ستشهد عنفا كبيرا، خاصة وأنها ستكون ثورة جياع، وقال إن جماعة الإخوان لايشغلها تنفيذ برنامج محمد مرسي بقدر تنفيذ خطة التمكين الخاصة بأخونة أجهزة الدولة وخداع السلفيين بحلم الخلافة.

وإلى نص الحوار:



• كيف ترى حادث الاعتداء على قوات حرس الحدود المصرية في رفح ومن المسؤول عنه؟

- هذا الحادث الأليم قامت به الجماعات التكفيرية المنتشرة في سيناء، وهي جماعات زاد انتشارها في منطقة سيناء وغزة بعد ثورات الربيع العربي.

• ما هو شكل تلك الجماعات ولمن تنتمي تنظيميا ومن المسؤول عنها؟

- هي مجموعات تكفيرية بدأت وجودها تحت مظلة جماعة الجهاد عن طريق احدى قيادات الجهاد في مصر ويدعى خالد مساعد وهو طبيب أسنان من العريش ويتبع تنظيما لجماعة الجهاد المصرية والتي كان يرأسها الدكتور أيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» حاليا.

وخلال فترة التسعينات من القرن الماضي كانت قيادات الجهاد تسافر إلى أفغانستان للجهاد هناك تنفيذا للفتوى الجهادية «العدو البعيد»، إلا أن الدكتور خالد مساعد اختار أن يجاهد مع العدو القريب وهي إسرائيل واليهود في المنطقة، وبالفعل قام بمجموعة من التفجيرات مثل تفجير الفنادق التي كان بها نزلاء يهود في طابا وشرم الشيخ عامي 2004 و2005.

خالد مساعد قتل في اشتباكات ومواجهات مع أجهزة الأمن في العام 2005، إلا أن مجموعته التي تعتنق الفكر التكفيري، وهو الفكر الذي يطلق عليه في جماعة الجهاد فكر الشوفيين، ظلت في المنطقة بأفكارها، وساعدها على الانتشار في سيناء اتصالها واحتكاكها بمجموعة الجهاد في الفيوم والذين هربوا من الفيوم إلى منطقة العريش والشيخ زويد، حيث يحملون فكر أبو قدامة المقدسي وأطلقوا على أنفسهم جماعة التكفير والجهاد.

ولكن هذه الجماعة غيرت اسمها مرة أخرى عندما رأت أن كلمة التكفير مستهجنة من السلفيين والتيارات الإسلامية الأخرى، حيث أطلقت على نفسها جماعة التوحيد والجهاد.

• لماذا انتشرت تلك الجماعات بهذا الشكل في منطقة سيناء؟

- الجماعات التكفيرية الموجودة في سيناء لديها تعاون كبير مع جماعات تكفيرية أخرى منتشرة في قطاع غزة مثل جيش التحرير، وهذا التعاون قائم على تهريب السلاح والعملة والبضائع والسولار، ولكن لايوجد بينها وبين حركة «حماس» وحركة الجهاد الاسلامي في غزة تعاون بنفس درجة تعاونها مع الجماعات التكفيرية الأخرى هناك.

• لماذا ينتشر هؤلاء في منطقة سيناء تحديدا ولماذا ظهروا أكثر بعد الثورة والثورات العربية من وجهة نظرك؟

- في فترة الثورة بمصر والثورات العربية وفي ظل عدم وجود أمن واستمرار حالة الانفلات الأمني، شهدت تلك الجماعات الجهادية انتعاشة اقتصادية وبشرية، حيث زاد تمويلها وأعدادها بالتعاون مع الجماعات التكفيرية المنتشرة في العالم لأنها ترى أنه يمكن إقامة إمارة إسلامية في المنطقة بسيطرتها على سيناء.

• معنى ذلك أن تلك الجماعات هي التي قامت بعمليات التفجيرات التي شهدتها سيناء بعد الثورة؟

- نعم هي التي قامت بتفجير ضريح الشيخ زويد وقسم شرطة العريش وتفجير خط الغاز أكثر من مرة وأخيرا حادث رفح الأخير على الحدود، لأنهم يرون أن الجيش كافر ويجب جهاده، ولكنهم سفهاء أحلام لأن أحلامهم سفيهة وغير منطقية.

• هل أجهزة الأمن كانت بعيدة عنهم طوال تلك الفترة؟

- نتيجة للغياب الأمني انتشرت تلك الجماعات وعملت في تهريب العملة وتحديدا الدولار المزور وأيضا الأسلحة المهربة من ليبيا والسودان وغزة، خصوصا أن هناك تعاونا كما قلنا بين تلك الجماعة والجماعات التكفيرية.

الأمن المصري يعرف هؤلاء وملفاتهم موجودة، وهناك عناصر جديدة انضمت إليهم ولكن القيادات القديمة معروفة لأجهزة أمن الدولة، كما أن تلك الجماعات غير مقبولة من أهل سيناء لأنهم يعاملون أهل سيناء على أنهم كفار ولكن الأهالي لا يمكنهم مواجهتهم، وبالتالي سيتعاونون مع أجهزة الأمن والقوات المسلحة المصرية للقضاء عليهم وتحجيم دورهم هناك.

• ما هو موقف التيار الإسلامي المصري من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية من تلك الجماعة، وهل سنشهد مواجهة معها؟

- السلفيون والإخوان يعتبرون تلك الجماعات «خوارج» والإخوان تحديدا يرون أن نشاط تلك الجماعة سيفسد عليهم حياتهم وحكومتهم، وبالتالي فهم يريدون أن ينجحوا وبالتالي لاسبيل أمام الإخوان سوى مواجهة تلك الجماعات للحفاظ على مكانتها السياسية.

• لكن هناك من يرى أن نجاح الرئيس محمد مرسي المنتمي للتيار الإسلامي ساعد على انتشار مثل هذه الجماعات؟

- نعم هذه الجماعات تنتعش في ظل وجود حكومات مثل «حماس» في غزة ومحمد مرسي في مصر، لأنها ترى أن هناك متنفسا لها يساعدها على الحركة، ولكن يجب أن تقوم حركة «حماس» بتسليم العناصر المتهمة في حادث رفح إلى مصر بعد أن هربت إلى قطاع غزة، لأن هناك متهمين نفذوا العملية وانتقلوا إلى غزة وتعرفهم «حماس» وإلا ستكون «حماس» متورطة ومتهمة في ذلك الحادث أيضا.

• هل قرار مرسي بفتح المعابر والحدود مع حماس في غزة ساعد على انتشار تلك الجماعات؟

- الدكتور محمد مرسي نيته حسنة بهذا القرار وهو التخفيف على الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن إدارة الدول لاتدار بالنيات الحسنة، ومصالح الدول لها حسابات أخرى عند رجال السياسة، خصوصا أن مثل هذا القرار سهّل من مهمة تلك الجماعات في المنطقة.

• هل كان المقصود بهذا القرار تقوية ذراع المقاومة في غزة ضد إسرائيل؟

- غير صحيح لأن هناك تعاونا بين إسرائيل والإخوان بدليل أن صحف إسرائيل وصفت الشهر الأول من حكم الدكتور محمد مرسي بأنه شهر العسل مع إسرائيل بسبب التعاون معها في تبادل المعلومات، وأنا أرى أنها ستكون سنة عسل على إسرائيل لأن التعاون سيستمر بين الإخوان وإسرائيل.

• هناك قراءات تقول إن حادث رفح مدبر من أجهزة استخبارات عالمية استخدمت فيه الجماعات الجهادية المنتشرة هناك خاصة وأنها مخترقة من أجهزة المخابرات؟

- أنا من الذين عاشوا في سيناء لفترات كبيرة وسيناء لايسيطر عليها إلا نوعان من المخابرات هي المصرية والإسرائيلية لأن الوجود المخابراتي في سيناء مرتبط بأن تكون هناك علاقة مع قبائل سيناء حتى تعرف ما يحدث في سيناء.

• ولكن كثيرا من المحللين والمتخصصين قالوا إن إسرائيل وراء هذا الحادث؟

- الحادث قامت به الجماعات التكفيرية وأنا أتحدث لك بثقة لأني أعلم طبيعة تلك الجماعات، لأننا صناع تلك الجماعات فنحن الذين صنعنا العنف في المنطقة.

• من وجهة نظرك هل نحن مقبلون على عنف في المنطقة من تلك الجماعات أو في مصر تحديدا؟

- لو أن هناك عنفا في مصر سيكون مع ثورة ثانية ضد النظام القائم مهما كان انتماؤه للإخوان أو غير الإخوان، فالثورة الثانية ستكون ثورة الجياع بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية ولايوجد أي تحسن أو مؤشر للتحسن وجميع الأوضاع تؤدي إلى طريق واحد هو طريق الثورة الثانية.

• كيف تقيّم أداء مرسي حتى الآن وأداء جماعة الإخوان في الحكم؟

- الإخوان لديهم خطة يسعون لتنفيذها بعيدا عن أي برامج انتخابية وبعيدا عن مشروع النهضة الذي تحدث عنه الدكتور محمد مرسي، وهي خطة التمكين والمقصود بها أخونة الدولة المصرية عن طريق زرع عناصر الإخوان في كل مكان بالدولة وبعدها سيفكر الإخوان كيف يعملون، وبالتالي فهم يركزون على خطة التمكين أكثر من الاهتمام ببرنامج النهضة.

• وهل ستنجح الإخوان في تنفيذ خطة التمكين التي تتحدث عنها؟

- قد تحقق الإخوان نجاحا بنسب معينة ولكن الناس في النهاية سترفضهم لأنهم فشلوا في التنمية الاقتصادية، وفي تشغيل الشباب وبالتالي لن ينجحوا في أي أمور أخرى، والناس إن لم تقم بتشغيلهم وتوفير طعامهم سيكفرون بك حتى لو كنت ابن تيمية.

والدليل على ذلك أن المصريين لايزالون يحبون جمال عبدالناصر وحتى كثير من الشباب يرفعون صوره وهم لم يعيشوا في زمانه لأنه وفر لقمة العيش والكرامة.

• تجارب حكم الإخوان في فلسطين من خلال حماس وفي السودان هل ستتكرر في مصر وهل ستنتج عنها حالة الانقسام الموجودة في تلك الدول؟

- سيفشلون في مصر مثلما فشلوا في فلسطين وفي السودان لأنه ليس لديهم جديد يقدمونه، كما أنهم يرغبون في الاستئثار بكل شيء وهذا يؤدي إلى عزلهم عن الجماهير وبالتالي سقوطهم.

• هل يمكن أن نرى معارضة من التيار الإسلامي لحكم الإخوان؟

- نعم وبدليل أن حزب النور وهو الحليف الأكبر للإخوان رجع بخفى حنين في التشكيل الوزاري الأخير، حيث لم يحصل إلا على وزارة واحدة والإخوان يخدعون السلفيين بحلم الخلافة لحين الوصول لمرحلة التمكين وهم يتحدثون مع كل تيار بلغته حسب المصلحة والهدف الذي يريدون الوصول إليه.

• لماذا تتخذ ذلك الموقف الحاد من جماعة الإخوان بالرغم من أنك تنتمي للتيار الإسلامي؟

- من يؤيد الإخوان إما جاهل أو صاحب مصلحة والذي يعرف حقيقتهم لن يؤيدهم وأنا عاشرت الإخوان وأعرفهم جيدا وأتحدث بناء على تجربة حقيقية معهم.