وما ينطق عن الهوى

بركان عدن ونيران الحشر

1 يناير 1970 03:06 ص
إعداد عبدالله متولي



حول هذا الموضوع كتب الأستاذ طارق عبده إسماعيل فقال:

صح الحديث عن النار التي تخرج من عدن وتحشر الناس، ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة.

قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.

وفي رواية عند مسلم:.. نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس.

وعند أبي داود: وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.

ولا يمنع من انتشار النار في الأرض كلها وجود البحار، فان البحار يوم القيامة تتفجر نارا، كما في إحدى تفسيرات العلماء لقول الله تعالى «وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ» (التَّكوير: 6).

ولاسيما أن مدينة عدن يقع معظمها بالبحر المحيط وهي قد تكونت من بركان عظيم جداً انفجر من جانب البحر واستمر دهراً ثم بعد خموله وبروده أصبح له فوهة مقعرة ككل البراكين ولكنها كبيرة جداً جداً وأصبحت فيما بعد هي مدينة عدن التاريخية... لم يكن أحد يعرف في الماضي أن مدينة عدن فوق فوهة بركان حتى جاء الإنجليز واستعمروا عدن ومع بداية عصر الطيران ورصد المدن من ارتفاعات عالية عندئذ ظهرت مدينة عدن كمدينة مقعرة السطح وفوهة عظيمة لبركان عظيم هائل خامد.

كما قال رسول الله في الحديث السابق فسموها الإنجليز مدينة فوهة البركان (kraytar) وكان هذا الاسم المتداول بينهم وليس اسم عدن.

ولقد قامت البعثة الملكية البريطانية لعلوم البراكين خلال عام 1964م بدراسة بركان عدن الخامد بقيادة البروفيسور I.G.Gass الذي بدأ ورقته العلمية بقوله:

(إن البراكين الحالية ما هي إلا ألعاب نارية أمام بركان عدن) وذلك من خلال التركيب البنيوي لتلك البراكين وبركان عدن.

أما عن وجه الإعجاز العلمي والجغرافي والتاريخي والغيبي لحديث رسول الله عن مدينة عدن فيظهر فيما يلي:

1 - أخبر رسول الله أن عدن مدينة مقعرة الشكل فقال (قعر عدن) وهذا لم يتضح إلا بالتصوير عن بعد بالطيران أو بالأقمار الصناعية.

2 - أخبر رسول الله أن عدن تقوم علي بركان خامد , ولكن امتداده بالفعل يصل للب الكرة الأرضية الذي هو معروف أنه كتلة ضخمة جداً من الحديد والنيكل المنصهر.

وقد خرجت الحمم النارية من هذا البركان في ثورة عظيمة في المياه القريبة من الساحل بالبحر المحيط كون بعدها هذا البركان جبل ضخم فوقه فوهة عظيمة كانت هي مدينة عدن , وستخرج النار مرة أخرى من نفس المكان , وهذا أمر معتاد في معظم البراكين في العالم.

سيكون الخروج الأخير في صورة أشد وأقوى سيسوق فيها البشر لمكان الحشر بأرض الشام ولا يمنع من انتشار النار في الأرض كلها وجود البحار.

لأن البحار يوم القيامة تتفجر نارا، كما في إحدى تفسيرات العلماء لقول الله تعالى «وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ» (التَّكوير: 6).

وكما هو معلوم أن البراكين الكبيرة تكون مصحوبة بزلازل بسبب تكسر طبقات القشرة الأرضية جراء اندفاع الحمم البركانية من قاع الأرض إلى الطبقات العليا مما يسبب انزلاق لطبقات القشرة الأرضية محدثة ما يسمي بالزلزال من قبل خروج الحمم إلى سطح الأرض.

ثم بعد حدوث الزلزال تكون الحمم البركانية قد ألقت بأثقالها من الحديد المنصهر فوق سطح الأرض ولذا تجد قول الله سبحانه (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا).

وهذا يعني أن نهاية أحداث أخر الزمان وبداية يوم القيامة ستكون نار من البراكين بالبر والبحر وأقواها على الإطلاق نار بركان عدن تدفع الناس للحشر والحساب كما ذكرت السورة الكريمة والحديث النبوي الشريف.

لقد أكد القرآن هذه الحقيقة أيضاً في نص كريم يتحدث عن يوم القيامة، يقول تعالى: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْْ) (الانشقاق: 3-4).

ففي هاتين الآيتين إشارة واضحة إلى علاقة الزلازل بامتداد الأرض، أو بتعبير آخر بتمدد الألواح الأرضية وحركتها، وإلقاء ما بداخلها من حمم نتيجة هذا التمدد.

ولذا قد ذكر رسول الله مع حديث بركان عدن عدة خسوف وكما هو معلوم أن الخسف له علاقة بالزلازل أيضاً ويكون الترتيب العلمي الجيلوجي الحدثي مطابق لترتيب حديث رسول الله والأيات التي ذكرناها كالتالي:

زلازل ثم خسوف ثم براكين وأقواها وأولها بركان عدن وبما أن البراكين معظمها تحت البحار فعندئذ سيكون (وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ» (التَّكوير: 6).

ونذكر حديث صحيح مسلم مرة أخي عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟

قالوا: نذكر الساعة.

قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.