علامات الساعة الكبرى / خروج يأجوجَ ومأجوج (2)

1 يناير 1970 12:52 م
| الدكتور عبدالرؤوف الكمالي |



- ذَكَرَ الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: أنَّ ذا القرنين في تَطوافه في الأرض, بلغ بين السدين, فوجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولا, فاشتكَوا له من الضرر الذي يلحق بهم من يأجوج ومأجوج, وطلبوا منه أن يقيم بينهم وبينهم سدًّا يَمنع عنهم فسادَهم, فاستجاب لطلبهم.

قال الله عز وجل: (حتى اذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قومًا لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين انّ يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجًا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما. آتوني زُبَر الحديد) أي: قِطَعَه (حتى اذا ساوى بين الصدفين) أي: جانبي الجبل (قال آتوني أُفرغ عليه قطرا) وهو النحاس المذاب (فما اسطاعوا أن يَظهروه وما استطاعوا له نقبا. قال هذا رحمة من ربي فاذا جاء وعد ربي) وهو موعد خروجهم (جعله دكّاء وكان وعد ربي حقا. وتركنا بعضهم يومئذ) أي: يومَ خروجهم (يموج في بعض) كموج البحر, وذلك قرب قيام الساعة والنفخ في الصور (ونُفخ في الصور فجمعناهم جمعا).

وعن زينبَ بنتِ جحشٍ رضي الله عنها: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يومًا فزِعًا يقول: «لا اله الا الله, ويلٌ للعرب, من شر قد اقترب، فُتِح اليومَ من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه». وحلّق بأُصبُعيه: الابهام والتي تليها. فقالت زينب: أنهلِك وفينا الصالحون؟! قال: «نعم, اذا كثر الخبث» رواه البخاري ومسلم.

ويأجوج مأجوج انما هم من ذرية آدم عليه السلام, فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله عز وجل: يا آدم! فيقول: لبيك وسعديك, والخير في يديك. قال: يقول: أخرج بعث النار. قال: وما بعث النار؟ قال: مِن كل ألفٍ تسعَمائةٍ وتسعةً وتسعين. قال: فذاك حين يشيب الصغير, وتضع كل ذات حمل حملها, وترى الناس سكارى وما هم بسكارى, ولكن عذاب الله شديد. قال: فاشتد ذلك عليهم, قالوا: يا رسول الله: أينا ذلك الرجل؟ فقال: أبشروا، فانّ من يأجوج ومأجوج ألفا, ومنكم رجل (ذَكر الحافظ ابن حجر - رحمه الله - أنّ ذكر الألف هنا يَحتمل أنه مِن جبر الكسر, فالمخرَج منهم تسعُمائةٍ وتسعةٌ وتسعون).

قال: ثم قال: «والذي نفسي بيده, اني لأطمع أن تكونوا ربع أهل الجنة. فحمِدنا الله وكبرنا. ثم قال: والذي نفسي بيده, اني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة. فحمِدنا الله وكبرنا. ثم قال: والذي نفسي بيده, اني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة. انَّ مَثَلَكُمْ في الأمم, كمَثَلِ الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, أو كالرقمة في ذراع الحمار» رواه البخاري ومسلم.



* استاذ الفقه بكلية التربية الاساسية