سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «بيت اقصير ورميضان»

1 يناير 1970 08:00 ص
| سلطان حمود المتروك |

شهر رمضان شهر خير ورحمة تنتشر في ربوعه نفحات مملوءة بالعطاء يعمل الناس على فعل الخير والارشاد عليه في هذا الشهر الكريم كثير من الأعمال التراثية التي توارثتها الأجيال وهذه الآثار لن تطمس ولن تذهب أدراج الرياح لأن هذه الديرة بنيت بأيد ورثت عادات وتقاليد وذكريات ومناسبات وأياما صدرتها للأجيال عبر الأيام والسنين والدهور ولن يستطيع كائن من كان أن يطمسها أو يجعلها تذهب أدراج الرياح وكأن لسان الأجداد يقول:

هذه آثارنا تدل علينا

فاسألوا بعدنا عن الآثار

ومن أهم الذكريات التي كانت تفعل قديماً هي ذكرى القرقيعان التي يحتفل بها في النصف من رمضان حيث كان الأطفال قديما يجوبون الشوارع والسكك والفرجان والبرايح وكلهم تفاؤل وأمل قلوبهم واحدة وصوتهم واحد.

سلم ولدهم ياالله

خله لامه ياالله

دعوات تنطلق من حناجر صغيرة يدعو بعضهم لبعض بالسلامة.

هذه روح أهل الديرة لا يعرفون أتوناً للسياسة ولا يرون شاشات تنطلق من خلالها أصوات وأصوات مضادة تدعو إلى زعزعة في الأمن واضطراب في الاستقرار وشغل الوقت دون النظر إلى أفق للتنمية ونظرة في مجال التخطيط والعمل على تنمية الأمة وبناء الوطن.

فعسى للمحطات الفضائية ووسائل الاتصال الاجتماعي أن تفعل هذه الذكرى ولو في ليلة واحدة لتبين للأجيال كيف كان الأهل يحتفلون في هذه الذكرى ويعملون على تفعيل التراث وتصديره للأجيال.

وأما الذين يقومون بتفعيل هذه الذكرى عن طريق ارسال أبنائهم في الفريج تصطحبهم أمهاتهم أو مربوهم ذلك تفعيل جيد يعمل على ترسيخ هذه الذكرى، وأما المؤسسات والجمعيات والمراكز الاشعاعية المختلفة في هذه الديرة فلها أثر في تخليد هذه المناسبة عن طريق تسليط الأضواء عليها والاحتفال بها.

نسأل الله أن يحفظ أطفال هذه الديرة وألا يتسرب بعض القرقيعان الفاسد إلى أيديهم وتكون بلدية الكويت قد استطاعت أن تعدم جميع القرقيعان الفاسد عن طريق حملتها التي استولت من خلالها على كميات من هذا القرقيعان.

حمى الله هذه الديرة وأهلها من كل فكر حاقد وقلب حاسد ولسان فاجر حتى تسعد بأيام مليئة بالتراث الطيب والذي يفعل عبر الأجيال.

عزيزي القارئ ما لنا إلا أن نقرأ ما يردد على ألسن بنات هذه الديرة الحبيبة في ليلة القرقيعان.

قرقيعان وقرقيعان

بيت اقصير ورميضان

عادت عليكم صيام

كل سنة وكل عام

ياالله سلم ولدهم

ياالله خله لأمه

عسى البقعة ما تطمه

ولا توازي على أمه