| د. تركي العازمي |
أدت الحكومة الجديدة القديمة اليمين الدستورية أمام سمو الأمير حفظه الله ورعاه في يوم الأثنين الموافق 23 يوليو 2012 وخاطب سمو الأمير الحكومة : حلوا مشاكل المواطنين وطبقوا القانون بحزم، وهذا بحد ذاته أمرا ساميا من والد الجميع ويجب أن يكون صداه واضحا على ارض الواقع!
ما هي مشاكلنا؟ وكيف نتمكن من تطبيق القانون بحزم؟
هذان السؤالان نتركهما لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي وجهنا له النصيحة في مقالات سابقة، والاجتهاد مطلوب لا سيما وان مكامن الخلل لا تحتاج الى اجتهاد وطاقة فوق العادة، انها منشورة على صدر صفحات الصحف وأهمها من الجانب الحكومي تلك التي أبرزتها شركة ماكينزي العالمية في تقريرها عام 2003 والذي يؤكد ترهل المستوى القيادي لدينا!
اذا، البداية لا بد وأن تكون في قراءة سريعة لتلك القضايا المنشورة ومراجعة تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها الساحة ولا بأس في الأخذ برؤية الشباب والمعارضة والأقلية... فهم بجانب ما أثرناه في مقال سابق حول ضرورة تبني الفكر الاستراتيجي من شأنه مساعدة الحكومة في الخروج من الأزمة!
نحن وغيرنا من أقلية وغالبية وشباب على مختلف توجهاتنا نشكل مجموعة من الأفكار تستطيع الحكومة الأخذ بها... و«يا الله سترك من فكر المستشارين» فالشارع الكويتي له مطالباته!
أمور بسيطة لا أعلم كيف لا يستطيع الجهاز الحكومي حلها... القياديون على نفس الخطى أعطونا الحلم تلو الآخر لكن لا شيء على أرض الواقع، خصوصا في ما يخص التركيبة السكانية و«الحكومة الالكترونية» والأمن، الصحة، الاسكان، المرور، ومشاريع الأشغال، والتعليم الذي ما زال يبحث في موضوع الفلاش ميموري ناهيك عن قادة التعليم العالي الذين رفضوا معادلة السفارات لشهادات الخريجين وأي خريج يحتاج لأربعة أشهر كي يحصل على شهادة لمن يهمه الأمر (وهذه المعضلة واجهتها شخصيا مع الأسف رغم أن المعادلة أرسلت من قبل السفارة التابعة لوزارة التعليم العالي التي رفضتها)، وغيرها من المشاكل التي يعاني منها المواطن البسيط!
وبما أن سمو الأمير حفظه الله ورعاه قد طالب الوزراء بتطبيق القانون بحزم، فأول تطبيق حازم يجب توجيهه لكل قيادي ثبت فشله في حل القضايا التي تعرضها الصحف بشكل يومي وبالتالي ازاحته باتت واجبة!
ملامسة واقع الحال وطريقة معالجة الوقائع السياسية بحاجة الى نمط قيادي بنفس اجتماعي سليم يضبط سلوكه مستندا على أسس دستورية وقانون يطبق على الجميع وبحزم، وهو كذلك بحاجة الى تجديد الدماء من خلال ازاحة القياديين وعدم التجديد لمن «عشعش» في منصبه!
اننا جميعا نحلم في طي صفحة الخلاف، ونحلم في عيشة الرخاء والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص ونريد من يستمع الينا فنحن منكم وفيكم ولا يجب أن يفرقنا عنكم أي مخلوق مهما كانت صفته وأجندته الخاصة.. فالمجتمع لا يزدهر الا من خلال تلبية طموح الشباب وتنمية الموارد البشرية التي لم تلقَ أي اهتمام منذ عدة عقود... والله المستعان!
@Terki_ALazmi
[email protected]