رسالة ندم / تهاونت في حق نفسي..!
1 يناير 1970
12:53 م
ليت الندم كان حلاً لمشكلتي أو ليته كان بلسماً لجرحي الغائر.... ندمي الذي أبثه لكم في رسالتي هذه ليس على ذنب ارتكبته، بل على تخاذلي وتهاوني في حق نفسي وكرامتي... ذلك هو ما يفتت قلبي ندماً, فمنذ تلك اللحظة المشؤمة التي جاءت الينا فيها صديقة للعائلة تطلبني للزواج من ابنها, وموافقة والدي عليه... وأنا لم أذق للراحة طعماً ولا للنوم لذة... السمعة الطيبة والذكر الحسن لعائلته دفعا والدي للموافقة عليه دون التقصي عنه هو شخصياً, وساهم كوني من بلدٍ آخر غير الكويت, في عدم وصول الصورة واضحة المعالم عن زوج المستقبل... وافقت تبعاً لموافقة والدي وهو الأمر المتعارف عليه عندنا, وتركت دراستي الجامعية وحضرت الى الكويت معه وبلا أي ضمانات طلبتها أو طلبها أبي منه ولا أي شيء يضمن لي حقي... وكان ذلك الخطأ الثاني في سلسلة الأخطاء التي أضاعتني... حين وصولي للكويت بدأت الصورة تتضح أكثر واكتشفت أنه لا يملك بيتاً، ولا راتباً ثابتاً وأن كل ما يملك لمواجهة ظروفه هو التبلد وعدم الاحساس بالمسؤولية، أو التنفيس عن همه بضربي واهانتي كل ليلة.... ونظراً لذلك صرنا ننتقل من سكن الى آخر بعد أن نطرد بسبب عدم دفع الايجار، حتى الصدقة صرنا من المستحقين لها بل من أحوج الناس اليها حتى نجد ما نأكله كل ذلك وأنا صابرة صامتة لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.
وعندما ساءت الأمور أكثر اضطررت أن أعيش في بيت أقرباء له موقتاً وهم جماعة طيبون على خلق ودين ولكنهم ليسوا مضطرين لتحملي لفترة طويلة ونحن بلا دخل... ومع هذا الزوج الكسول, فكرت في الطلاق وفي الرجوع الى أهلي خارج الكويت وبدأت في اجراءات الطلاق وبالطبع حاول زوجي منعي ومحاربتي ولكني عزمت على أمري وقررت المضي فيه... وانتظارا لانفصالي عنه طلبت مني قريبة لأمي أن أسكن معها حتى ذلك الحين... وقد وجدت في الدروس الخصوصية معيناً لي على ايجاد ما أعيش عليه...
وصرت أعطي دروساً خصوصية لمن تطلبني... وتلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير... ففي احدى المرات طلبت مني احدى السيدات اعطاء ابنتها درساً في اللغة الانكليزية فذهبت بكل حسن نية يدفعني الى ذلك الحاجة وما أقساها من دافع... وبمجرد دخولي الى البيت أحسست أن شيئاً مريباً يحدث ولكني كذبت نفسي الى أن ظهر ثلاثة رجال لا أعلم من أين... وبدا واضحاً اتفاقهم مع صاحبة البيت حيث دفع لها المال أمامي... حاولت الهرب ولكن الأوان قد فات وأخذوا مني حاجتهم. عندها فقط تركوني أخرج وأنا محطمة الجسد زائغة العينين أجر قدمي جرا... ذهولاً مما حصل لي في لمح البصر....
وليت مأساتي قد توقفت هنا وانما كان لها حلقات أخرى أكثر ظلمةً ووحشة... حيث اكتشفت حملي سفاحاً بعد أن أصابني نزيف أدخلت على أثره المستشفى الذي بدوره أبلغ الجهات الأمنية مما أوصلني الى خلف القضبان.... حيث أكتب لكم... وها أنا أدفع ثمن أخطاء الآخرين في حقي وان كنت لا أخلي نفسي من الخطأ، فسكوتي وتهاوني في الدفاع عن حقي وكرامتي مع زوجي، ثم تهاوني في الدخول الى بيت لا أعلم عنه شيئاً... ثم تهاوني في اثبات براءتي.... كلها أخطاء أعض عليها أصابع الندم في كل لحظة.
واني أطمع من كل من يقرأ رسالتي هذه ألا يبخل عليَّ بالدعاء الى الكريم المنان بأن يمن عليَّ بفضله.... ويفرج كربتي, انه ولي ذلك والقادر عليه.