وما ينطق عن الهوى

الاضطجاع على الشق الأيمن

1 يناير 1970 05:08 ص
عنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي اِلَيْكَ **وَفَوَّضْتُ أَمْرِي اِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي اِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً اِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ اِلَّا اِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَاِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ (البخاري: 293).

ان الاستلقاء أو الاضطجاع على الفراش يمكن أن يكون على البطن أو على الظهر أو على أحد الشقين الأيمن أو الأيسر فما هي الوضعية الأمثل من أجل عمل الأعضاء؟

فحين ينام الشخص على بطنه كما يقول د. ظافر العطار يشعر بعد مدة بضيق في التنفس لأن ثقل كتلة الظهر العظمية تمنع الصدر من التمدد والتقلص عند الشهيق والزفير كما أن هذه الوضعية تؤدي الى انثناء اضطراري في الفقرات الرقبية والى احتكاك الأعضاء التناسلية بالفراش مما يدفع الى ممارسة العادة السرية. كما أن الأزمة التنفسية الناجمة تتعب القلب والدماغ.

ومن المعجز حقاً توافق هذه الدراسات الحديثة مع ما نهى عنه معلم الخير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: «رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً مضطجعاً على بطنه فقال ان هذه ضجعة يبغضها الله ورسوله». رواه الترمذي بسنده.

وما رواه أبو أمامه رضي الله عنه قال: «مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال: قم واقعد فانها نومة جهنمية» رواه بن ماجة.

أما النوم على الظهر فانها تسبب كما يرى الدكتور العطار التنفس الفموي لأن الفم ينفتح عند الاستلقاء على الظهر لاسترخاء الفك السفلي.

لكن الأنف هو المهيأ للتنفس لما فيه من أشعر ومخاط لتنقية الهواء الداخل، ولغزارة أوعيته الدموية المهيأة لتسخين الهواء.

وهكذا فالتنفس من الفم يعرض صاحبه لكثرة الاصابة بنزلات البرد والزكام في الشتاء، كما يسبب جفاف اللثة ومن ثم الى التهابها الجفافي، كما أنه يثير حالات كامنة من فرط التصنع أو الضخامة اللثوية.

وفي هذه الوضعية أيضاً فان شراع الحنك واللهاة يعارضان فرجان الخيشوم ويعيقان مجرى التنفس فيكثر الغطيط والشخير... كما يستيقظ المتنفس من فمه ولسانه مغطى بطبقة بيضاء غير اعتيادية الى جانب رائحة فم كريهة.

كما أنها تضغط على ما دونها عند الاناث فتكون مزعجة كذلك وهذه الوضعية غير مناسبة للعمود الفقري لأنه ليس مستقيماً واما يحوي على انثناءين رقبي وقطني كما تؤدي عند الأطفال الى تفلطح الرأس اذا اعتادها لفترة طويلة.

أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول أيضاً لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى، والتي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته ويقلل نشاطه وخاصة عند المسنين.

كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب والكبد الذي هو أثقل الأحشاء لا يمكن ثابتاً بل معلقاً بأربطة وهو موجود على الجانب الأيمن فيضغط على القلب وعلى المعدة مما يؤخر افراغها.

فقد أثبتت التجارب التي أجراها غالتيه وبوتسيه * ان مرور الطعام من المعدة الى الأمعاء يتم في فترة تتراوح بين 2.5 - 4.5 ساعة اذا كان النائم على الجانب الأيمن ولا يتم ذلك الا في 5 - 8 ساعات اذا كان على جنبه الأيسر.

فالنوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب أخف حملاً وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها بكل راحتها وهذا كما رأينا أسهل لافراغ ما بداخلها من طـــــعام بعــــد هضمه.

كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الاجراءات الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى في سرعة طرحها لافرازاتها المخاطية هكذا ينقل الدكتور الراوي.

ويضيف قائلاً: ان سبب حصول توسع القصبات للرئة اليسرى دون اليمنى هو لآن قصبات الرئة اليمنى تتدرج في الارتفاع الى الأعلى حيث أنها مائلة قليلاً مما يسهل طرحها لمفرزاتها بواسطة الأهداب القصبية أما قصبات الرئة اليسرى فانها عمودية مما يصعب معه طرح المفرزات الى الأعلى فتتراكم تلك المفرزات في الفص السفلي مؤدية الى توسع القصبات فيه والذي من أعراضها كثرة طرح البلغم صباحاً هذا المرض قد يترقى مؤدياً الى نتائج وخيمة كالاصابة بخراج الرئة والداء الكلوي وان من أحدث علاجات هؤلاء المرضى هو النوم على الشق الأيمن.