د. وائل الحساوي / نسمات / الأقطاب الخمسة أسطورة انتهت!

1 يناير 1970 10:06 م
يعتقد غلاة الصوفية ان للكون خمسة اقطاب او ابدالا تتحكم فيه وكل واحد منها يتصرف بجانب من جوانب الخلق، منها القطب الاكبر او الغوث ثم الامامان ثم الاوتاد الاربعة، وهنالك روايات عن كونها ستينا بدلا... من خمسة او اكثر او اقل، كما ان اكثر الروايات عن كون الاولياء كلهم في الشام، ولا شك ان كل ذلك باطل وشرك بالله تعالى.

عالمنا المتحضر يريد اليوم ان يقنعنا بأن للكون خمسة مراكز قوى تتحكم فيه وتعز من تشاء وتذل من تشاء ألا وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ويكفي ان تقوم احدى تلك القوى (الابدال) برفض اي مقترح او حل من الحلول حتى ولو ارتبط به مصير شعوب كاملة وحقوقا للإنسان، حتى يسقط ذلك المقترح ويصبح عديم الفائدة، وهذا ما شاهدناه بوضوح في قضية الشعب السوري المضطهد الذي رفض اثنان من الابدال (روسيا والصين) السماح للعالم بأن ينتصر له او يدافع عنه بسبب المصالح البشعة، لكن الشعب السوري البطل الذي توكل على الله وبذل ما يستطيع من الاسباب قد حطم اسطورة الابدال الخمسة واثبت للعالم بأنه قادر باذن الله علي نيل حقوقه كاملة رغما عن انف الابدال الخمسة التي تحكمهم المصالح والاحقاد على المسلمين، فباراك اوباما مشغول بانتخاباته وهو حريص على ارضاء الكيان الصهيوني الذي لا يرى بدلا عن نظام الاسد لحمايته، وقد ظلت الولايات المتحدة الاميركية تكذب على العالم اكثر من 17 شهرا وتوهمه بأنها مهتمة بمصير الشعب السوري حتى وان كان الأمر لا يحتمل التأخير، بينما وقفت روسيا والصين موقفا عدائيا واضحا، وراحت روسيا تمد النظام المجرم بالسلاح وتقاتل معه حتى لا يسقط، واوهموا العالم بوجود وسيط دولي يعمل على حل الازمة (كوفي انان) ثم تبين بأن كل ذلك ليس إلا تمثيلية وابرا مسكنة لضمان المزيد من اخضاع الشعب السوري.

ان عملية تفجير وحدة التخطيط المركزي للنظام السوري وقتل اهم قياداته ثم احتلال المراكز الحدودية قد اثبتت للعالم كله بأن النصر آت باذن الله تعالى، ولتخطط الاقطاب والابدال الخمسة كما تريد، لكن مشيئة الله ثم مجاميع قليلة من المقاتلين بأسلحتهم البسيطة، والذين يرددون نداءات: الله اكبر قد غيرت من نظرية الابدال التي تتحكم في الكون الى الابد بإذن الله تعالى.



السيف أصدق أنباء من الكتب

اراد امبراطور الروم ان يغزو الدولة العباسية ودخل بقواته مدينة (زبطرة) وقتل من بداخلها من الرجال ثم اغار على مدينة (ملطية) وقتل كل من وقع بيديه من المسلمين وسمل اعينهم وسبى اكثر من الف امرأة مسلمة، فما كان من الخليفة العباسي المعتصم إلا ان اعد العدة لحرب ذلك الامبراطور الظالم، فهاج عليه المنجمون يحذرونه من غزوته ويبشرونه بالهزيمة، لكنه اصر على الحرب وغزا عمورية وهزم الروم شر هزيمة، وفي ذلك كتب الشاعر الكبير ابو تمام قصيدته الشهيرة:

السيف اصدق انباء من الكتب

في حده الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصحائف في

متونهن جلاء الشك والريب

والعلم في شهب الارماح لامعة

بين الخميسين لا في السبعة الشهب

اين الرواية؟ أم اين النجوم؟ وما

صاغوه من زخرف فيها ومن كذب

تخرصا واحاديث ملفقة

ليست بنبع اذا عدت ولا غرب

فتح الفتوح تعالى ان يحيط به

نظم من الشعر او نثر من الخطب

فتح تفتح ابواب السماء له

وتبرز الارض في اثوابها القشب





د. وائل الحساوي

[email protected]