سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / باكر نطوي الكريش

1 يناير 1970 08:00 ص
| سلطان حمود المتروك |

ديرة عزيزة مفعمة بالخير وتتمتع بتراث أصيل ولا بد للمرء أن يلقي الضوء على هذا التراث الذي يتمثل بخصائص وسمات وصفات لمناسبات وذكرى متنوعة وكثيرة يعتز أهل هذه الديرة بأن يحتفوا بهذه المناسبات والذكريات لأنها تعبر عن تراثهم الجميل ولن يستطع اي احد ان يطمس هذا التراث، لأنه يسطع كالنجم في السماء ويخلد في القلوب وتنقله الأجيال بعضها لبعض ومن المناسبات التي يحتفى بها قبل حلول شهر رمضان المبارك هو القريش والقريش يصادف اليوم الثلاثين من شهر شعبان حيث يكون في الشهر الوافي وليس في الشهر الهافي والذين يحتفلون بالقريش قبل يوم الثلاثين من شهر شعبان، فإنهم لم يدركوا القريش إنما هو يقع في اليوم الثلاثين من هذا الشهر فقط، حيث تحتفي به قديما الفرجان فتوضع الاغذية المختلفة كل حسب قدرته، ويأتي الأهل والأصدقاء والجيران في وقت الغداء وهم يستبشرون بأنهم يقضون يوما ممتعا يودعون فيه الغداء لكي يستقبلوا شهر رمضان بفطوره الشهي الذي يحل بعد انطلاق مدفع الإفطار وسحوره المميز والذي يأتي بعد ان تنطلق دقات أبو طبيلة.

تراث جميل لن يطمس ولن يبعد عن أذهان الأجيال ولن تقذف به أتون السياسة المحرقة بعيدا انما يخلد بالذهن والفكر والذاكرة وتعمل الأجيال على تفعيله عبر الأيام والسنين والدهور، جميل هو منظر القريش قديما حيث يعيش الفريج في جو مفعم بالالفة والمحبة والاخاء لا يجمعهم الغداء انما يجمعهم الود والوفاء اما الذين يحتفلون بالقريش في أعمالهم ومؤسساتهم في يومنا الحالي فلم يعطوا الذكرى صفتها ولا سمتها بالبذخ وكثرة المأكولات ومد الولائم وتعطيل العمل ولو أنهم يخلدون ذكرى القريش ولكن لم يفعلوها في وقتها المناسب فهم يعملون على تبصير الأجيال بماهية هذه الذكرى.

ما أجمل هذه الذكرى العطرة وما أحلى جلوس الأهل قديما على سفرة الغداء الملونة الجميلة وهم يستمتعون بأحاديثهم الطيبة ويستبشرون بأيام الشهر الفضيل ويحمدون الباري الكريم الذي بلغهم حلول هذا الشهر المبارك ورحم الله عمتي أم صالح السماك التي تقول لنا ونحن صغار:

كلوا بالعافية

اليوم القريش وباكر نطوي الكريش

مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده