ناجي المطيري: توزيع مليون أداة ترشيد للحفاظ على المياه العذبة

1 يناير 1970 10:12 ص
| كتب علي العلاس |نظم معهد الكويت للأبحاث العلمية - ممثلا في إدارة موارد المياه صباح أمس مؤتمرا صحافيا للاعلان عن مشروع توزيع أدوات ترشيد استهلاك المياه في الكويت، شارك فيه الوكيل المساعد للتطوير والتدريب في وزارة الكهرباء والماء الدكتور مشعان العتيبي ومدير عام معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري ومدير ادارة موارد المياه في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور محمد الراشد ومدير دائرة علوم المياه في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور خالد البراك.

وأكد الدكتور ناجي المطيري ان المحافظة على المياه في الكويت أمر له أولوية كبرى لدى وزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، مشيرا الى ان هذا المشروع جاء نتيجة التعاون والشراكة بين المعهد والوزارة ضمن نطاق الخدمات الاستشارية التي يقدمها المعهد فضلا عن المشاريع البحثية.

وأضاف ان الكويت تعتبر من أشد الدول ندرة في المصادر الطبيعية للمياه، وتعتمد على ما تنتجه محطات التحلية، ولكن وبرغم ندرة المياه وارتفاع كلفة التحلية، الا ان معدل استهلاك الفرد من المياه في الكويت يعتبر من أعلى معدلات الاستهلاك حيث تفوق الكميات المستهلكة من قبل الافراد الحاجة الطبيعية للمياه مقارنة بالمعدلات العالمية التي لا تتجاوز 400 ليتر في اليوم. وهذا بلا شك يدل على وجود هدر غير مبرر لنمط استخدام المياه وهو ما حتم التفكير في استخدام التقنيات الحديثة للحد من ظاهرة هدر المياه دون التأثير على الكميات التي يحتاجها المستهلك، مشيرا الى ان المشروع يهدف الى التوزيع المجاني لعدد مليون أداة ترشيد ذات جودة وكفاءة عالية على نحو 60.000 وحدة سكنية، بالاضافة الى الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية يعتبر من أهم الحملات في الكويت للمحافظة على المياه العذبة».

وناشد المطيري جميع المواطنين والمقيمين التعاون مع فرق عمل المشروع وذلك باستلام أدوات الترشيد وتركيبها لتجني الاجيال القادمة نتائج الخطوات التي نتخذها حاضرا».

وتابع ان «الاستثمار في الترشيد الفعال ذو عائد مرتفع يجب أن توجه له المبالغ المالية ويكون هو الخيار الاستراتيجي مستقبلا».

وقال: «بدأنا هذا المشروع قبل ثلاثة أسابيع تقريبا، حيث قامت فرق عمل المشروع بتوزيع نصف مليون أداة ترشيد تقريبا على المستهلكين والوزارات والهيئات. وكانت بواكير النجاح مشجعة، وفاق تجاوب المواطنين والمقيمين التوقعات ومن ثم وعي وثقافة المستهلكين والعمل وفق خطط تنفيذية واعلامية متناسقة تعكس الشراكة وتضافر الجهود بين معهد الكويت للأبحاث العلمية ووزارة الكهرباء والماء والقطاعات الحكومية والأهلية مما سيكون له أكبر الاثر على تفعيل امانة الترشيد واتمام المهمة على أكمل وجه».

ووجه المطيري الشكر الى وزارة الكهرباء والماء لدعمها هذا المشروع وخصوصا وزير الكهرباء والماء المهندس محمد العليم ووكيل وزارة الكهرباء والماء المهندس يوسف الهاجري وإدارة وفرق عمل هذا المشروع الحيوي.

من جانبه، قال الدكتور مشعان العتيبي ان «ترشيد استهلاك المياه مطلب ضروري، وهو لا يعني تقييد الاستهلاك، انما الاستخدام الأمثل والسليم للمياه، فالماء بالنسبة لنا ثروة وطنية بكل أبعادها الاقتصادية والاجتماعية، وعلينا ان نعي قيمة هذه الثروة التزاما بالتشريع الرباني الذي امرنا بعدم الاسراف ضمن مسؤولياتنا الشرعية والاجتماعية والاقتصادية.

وذكر العتيبي ان وزارة الكهرباء والماء بدأت حملة وطنية ضخمة لترشيد استهلاك المياه ورفع مستوى التوعية لتغيير النمط الاستهلاكي الحالي المتمثل في الهدر في استخدام المياه العذبة. معتبرا ان المشروع الخاص بالتوزيع المجاني لادوات ترشيد استهلاك المياه هو الجناح التطبيقي لهذه الحملة، بينما يعتبر المشروع الوطني لترشيد الطاقة «ترشيد» هو الجناح الاعلامي لهذه الحملة، وهكذا تنطلق حملة الوزارة بين جناحي التوعية والتطبيق».

وأوضح العتيبي ان «مشروع توزيع أدوات ترشيد استهلاك المياه هو جزء من الاستراتيجيات الجديدة لوزارة الكهرباء والماء والتي نسعى فيها الى نشر تعميم ثقافة الترشيد المائي، وتوضيح أفضل أساليب الترشيد التي يمكن ان يتبعها المستهلك للمحافظة على المياه، فأدوات الترشيد تحقق وفرا في الماء والمال ولا تقلل من فعالية الاستخدام ولا احتياجات الفرد من المياه».

ولفت الى ان هذا المشروع المشترك بين وزارة الكهرباء والماء ومعهد الكويت للأبحاث العلمية ليس فقط عنوانا وطنيا ورمزا معنويا وانما أيضا ذا مردود اقتصادي، حيث من المتوقع ان يوفر استخدام  أدوات ترشيد استهلاك المياه حوالي 20 مليون غالون من المياه يومياً وبما يعادل 15 مليون دينار سنوياً».

من جهته، قال الدكتور محمد الراشد انه ثبت عالمياً وحسب مواصفات التصنيع بأن أدوات الترشيد الموزعة في هذا المشروع توفر ما لا يقل عن 40 في المئة من الكميات المستخدمة دون أن يلاحظ المستهلك الفرق لأن هذه التقنية تخلط جزءا من المياه مع الهواء، مما يشعر المستخدم بكفاية المياه، حيث قام معهد الكويت للأبحاث العلمية بتجربة عدة أدوات لترشيد المياه واجراء الابحاث والدراسات على فاعليتها ومدى تقبل المستهلك لها، اذ تمت تجربتها في مباني المعهد وبعض الوزارات والمدارس وعلى عينات عشوائية من الوحدات السكنية وأثبتت الدراسات جودة وكفاءة ادوات الترشيد الموزعة في هذا المشروع وقدرتها على خفض الاستهلاك مع المحافظة على ثبات معدل جريان الماء عند 6 لتر/ دقيقة تحت ضغوط تصل الى 10 بار، فضلاً عن انها مصنوعة من البلاستيك الموضوع في اطار معدني من الكروم مما يمد من عمرها الافتراضي لسنوات عديدة. كما انها ذات ميزة صحية تمنع نمو البكتيريا خلافاً لكثير من الانواع المتوافرة حالياً في الاسواق».

وأضاف الراشد «اذا علمنا ان ادوات ترشيد المياه الموزعة توفر 40 في المئة من استهلاك الحنفيات وان الحنفيات تستهلك حوالي 53 في المئة من الاستهلاك المنزلي فإن تكاليف هذا المشروع يمكن تغطيتها خلال فترة لا تتجاوز الشهر من توفير استهلاك المياه ما يثبت الجدوى الاقتصادية من تنفيذ مثل هذه المشاريع».

وأشار الراشد الى حرص معهد الابحاث على التعاون مع وزارة الكهرباء والماء على توزيع ادوات ترشيد استهلاك المياه على الوزارات والهيئات الحكومية ذات الصفة الخدماتية، حيث تم توفير عدد 55.000 اداة ترشيد لوزارة الأوقاف ليتم تركيبها في المساجد وعدد 36000 اداة ترشيد لوزارة التربية لتركيبها في المدارس، وعدد 25000 اداة ترشيد لوزارة الصحة ليتم الاستفادة منها في كافة مرافق الوزارة بما في ذلك المستشفيات والمستوصفات، هذا بالاضافة الى الوزارات ومعسكرات الجيش والهيئات الأخرى.

وتابع الراشد أولينا في هذا المشروع أهمية قصوى للتعامل مع المستهلكين، ولذلك كانت الحملة الاعلامية مصاحبة للمشروع منذ البداية لابراز النفع العائد على وطننا الحبيب وعلى المستهلكين من استخدام ادوات ترشيد استهلاك المياه مما سيكون له دور كبير في توجيه الأموال الى التنمية... ولذلك أدعو جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة الى دعم هذا المشروع الوطني لتحقيق الغاية منه والوصول الى درجة عالية من الوعي والثقافة الترشيدية.

ومن جانبه، أكد مدير دائرة علوم المياه في معهد الابحاث الدكتور خالد البراك على ان «المشروع يعالج موضوعاً حيوياً يمثل مشكلة مرتبطة ارتباطاً مباشراً بنمط استهلاك المجتمع ولذا كان من الضروري بذل كافة السبل الكفيلة لضمان تقبل المستهلكين لهذا النوع من المشاريع ولذلك تم عمل الترتيبات اللازمة لدعاية اعلامية وتثقيفية متوازنة وتقديم ادوات الترشيد بصورة تظهرها بشكل جميل يعكس جودتها وكفاءتها، ناهيك عن تعيين فرق عمل متخصصة ومتدربة من موظفي المعهد للقيام بعملية التوزيع، اضافة الى انشاء مركز اتصال للاجابة عن جميع استفسارات المستهلكين، ومركز استقبال يقوم بتسليم ادوات الترشيد للمستهلكين الذين لم تغط عملية التوزيع في هذه المرحلة مناطقهم السكنية».

وأوضح البراك ان «المناطق المستهدفة في توزيع ادوات ترشيد المياه هي 24 منطقة سكنية تشتمل على 60.000 وحدة سكنية تقريباً موزعة على محافظات الكويت، وتم اختيار هذه المناطق لكونها ذات استهلاك مرتفع مقارنة ببقية المناطق، وقامت فرق عمل المشروع بتوزيع ادوات ترشيد استهلاك المياه على 30.000 وحدة سكنية في 14 منطقة حتى الآن، كما تم استقبال مستهلكين من حوالي 70 منطقة سكنية أخرى لتسلم ادوات ترشيد المياه لحوالي 2000 وحدة سكنية متفرقة على تلك المناطق».

وأضاف: «ان تحقيق الأهداف المرجوة من هذا المشروع سيشجع على تطبيقه على جميع مناطق الكويت وعلى استخدام التقنيات الأخرى لترشيد استهلاك المياه في باقي قطاعات الاستهلاك المنزلية وسنتمكن من التحقق من نتائج المشروع من خلال متابعة استهلاك المياه في المناطق المشمولة بالتوزيع بالتعاون مع وزارة الكهرباء والماء في المرحلة المقبلة».