الكناش / «ستاند آب كوميدي شو»
1 يناير 1970
02:14 م
| نواف السعد |
عندما كنت في المهرجان العربي للمسرح في الاردن التقيت بالكثير من الاخوة والاخوات من المسرحيين والمحبين للمسرح، تحدثنا عن المسرح وهموم المسرحيين، وللعلم كثيرا ما كان في النقاش الكلام عن المسرح الكويتي والريادة التي كان فيها وكيف انه اليوم صار ابداعا من ان يكون مسرحا جادا بل وليس مسرح اليوم هو المسرح الذي يزيد من رصيد الكويت الثقافي المعروف... المسرح الذي نفتخر به، والاغرب ان ترى بعض الممثلين يقول ان سبب فساد المسرح هو الجمهور ولا ادري كيف حصل ذلك او كيف تصور هذا الممثل والاكاديمي ان يكون الجمهور هو سبب ما وصل اليه المسرح، وهذا دليل على ان الجمهور هو من يرفع الفن وهو من يهبطه وهذه فكرة تجارية وليس لها صلة بالثقافة، التي عرفت انها هي التي ترفع من ذوق الجمهور.
ولهذا انا من الناس الذين لا يذهبون الا للمهرجان حتى اروي حبي للمسرح ومشاهدة العروض الجميلة، ولكن كان هناك عرض على الاسلوب الاميركي الذي هو معرف بسرد النكت ولكن هذه النكت ليست مثل مسرحنا، ولكنها في النهاية مضحكة وفيها نقد لاذع ونقد لبعض الامور في حياتنا اليومية، لقد عرف هذا الفن كثير من الممثلين ومنهم مستر بن وجيم كاري وغيرهمامن المشهورين في السينما العالمية، وكان هذا العمل المستورد من اميركا لشبان من الكويتيين وفلسطين ومصر، ولكن يجب ان اقول ان التذاكر كلها قد بيعت، فكان هذا العرض الجميل والاحترافي من هؤلاء الذين امتعونا بحق في الساعة ونصف الساعه غير انهم تفاعلوا او جعلوا الجمهور يتفاعل معهم في بعض القضايا التي يطرحونها وهي يومية وتحصل كثيرا جدا ولعل منا حصل معه مثلها، او كان وهو المتسبب فيها ولكن اساليب الشباب كانت جدا جميل وفيها الكثيرمن النقد المغلف بالفكاهة، فكان الفنان المبدع دائما محمد اكوا يتكلم عن معاناته كفلسطيني والحرج الذي كان يقع فيه عندما يعرف انه فلسطيني وليس كويتي لان لغته اقرب الى الكويتية فقد ترعرع في الكويت واما بشار الجزاف فهو اشهر من نار على علم فتكلم وامتعنا بنقده الفكاهي على علاقته مع اهله والاسلوب الكويتي في التربية التي ليس فيها غير الضرب، وكانت الافيهات التي يطلقها والخيال الفكاهي فيها جميل جدا ودليل على حس خيال فنان وفكاهي ايضا، واخيرا كان الفنان الشاب احمد الشمري الذي صار يتكلم وينتقد مشاكل الزواج والاطفال وكل هذا باسلوب فكاهي بل الجميل انه كان ينتقد الزواج وكانت زوجته من الحضور وبين المشكلة في التربية ايضا، في النهاية اعتقد ان الشباب حاولوا ووفقوا كثيرا وكانت امسية جميلة وفكاهية وفيها من النقد غير الجارح التي تراها في المسرح اليوم، واخيرا اقول هذا فن جديد ولكن لعله سيكون له الرواج الكثير بعد ان هجر المسرح في الكويت واقول لأحمد الشمري ومحمد اكوا وبسام الجزاف انتم بحق فنانين، اتمنى ان تمتعونا في العروض الاخرى قريبا.