| د. تركي العازمي |
درسنا في مرحلة الماجتسير علم الإدارة الاستراتيجية وبحثنا في القيادة وأكملناها في رسالة الدكتوراه التي كان موضوعها «أهمية القيادة الجيدة والأخلاقية في تحويل الاقتصاد الكويتي».. والدراسات تقول انه لا يوجد قيادي من غير عيوب، لكن معظم الباحثين يركزون على أهمية المحافظة على الجوانب الإيجابية ودعمها واستغلال الإدارة الاستراتيجية والعمل وفق مبادئها قد يزيل بعض العيوب الإدارية من خلال إيجاد أرضية مناسبة لاتخاذ القرار الاخلاقي بحوكمة سليمة!
من خلال هذه المقدمة، وبعد أن أخرج كل نائب سابق ومتابع سياسي ما يدور في خلجات نفسه حسب تصوره، نجد من واجب الأمانة الاحترافية أن نستذكر الجوانب الإيجابية التي تركها لنا سمو الشيخ جابر المبارك رئيس مجلس الوزراء السابق!
قال المبارك بعد أن نال ثقة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في فبراير الماضي: «جئت لأحقق إنجازات واقعية وملموسة... «وفي أول اجتماع للحكومة ناشد أعضاؤها بمكافحة الفساد... وماذا حصل بعد!
لقد لمسنا توازنا في العلاقة بين سموه ونواب الغالبية والإنجازات التي ذكرها النواب كجامعة جابر وهيئة النزاهة وغيرها من الإنجازات دليل على توافق الجانبين ناهيك عن الشفافية التي واكبت انتخاب رئيس مجلس الأمة ولجان المجلس... وماذا بعد!
يعتبر المبارك أول رئيس مجلس وزراء يصعد المنصة بجلسة علنية، وهو من رحب بالمساءلة السياسية العلنية وتفنيد المحاور وفق الأطر الدستورية ويسجل له موقفه في استجواب الشمالي ولكن عامل الوقت لم يسعفه والتصعيد والوضع حال دون تحقيق ما تم تحقيقه من مجلس 2012!
وبعد أن صدر الأمر الأميري بتعيين الشيخ جابر المبارك رئيسا لمجلس الوزراء لتشكيل الحكومة الجديدة، فإننا ننصحه من باب «الدين النصيحة» أن يكون التركيز على النقاط الآتية:
أولا: طريقة اختيار الوزراء لا بد وأن تكون حسب الكفاءة العلمية والعملية وأن تمنح الحقائب الفنية لذوي الخبرة في المجال.
ثانيا: الدروس التي تعلمناها من الفترة السابقة يجب أن تكون القاعدة لبناء استراتيجية الغد ( هذا هو المفهوم الاستراتيجي).
ثالثا: تنفيذ المشاريع لابد وأن يراعى فيها عامل الزمن عند التنفيذ وأي عائق يعترضها يجب حله في حينه.
رابعا: الفكر الاستراتيجي في إدارة شؤون الدولة من خلال الوزارات يفترض العمل به كي يرى المواطنون الإنجازات على أرض الواقع.
خامسا: مراجعة احتياجات الشارع الكويتي من خلال حض القياديين على النزول إلى أرض الواقع والبحث عن المشاكل والعمل على حلها وبالإمكان التوصل إلى هذا الهدف من خلال زيارات ميدانية وجولات للمحافظات وفتح الباب أمام كل فرد لديه تصور من شأنه تصحيح بعض الاختلالات في العملية التشغيلية حيث ان المواطنين والجميع يعلم بمكامن الخلل الفعلية لكن التصحيح يبقى في عهدة المسؤول!
وأخيرا، وهو الأهم أن تتشكل القناعة في سوء مستوى القياديين لدينا وهذا الواقع مثبت في بحث الدكتوراه الذي طبقناه على القطاع الخاص وفيه من الجوانب ما يشيب رأس الطفل الرضيع! مما تقدم، لخصنا الجوانب الإيجابية لعل وعسى أن نتمسك بها والتي من خلالها بالإمكان تجاوز السلبيات عبر قنوات اتصال مباشرة مع نواب المجلس المقبل، فالشفافية ما أن تحط ركابها في موقع ما إلا تزيد من جماله والأقوال بحاجة إلى ترجمة فعلية على ارض الواقع وهو ما دفعنا إلى كتابة هذا المقال «المبارك.. والإنجازات المأمولة!»... والله المستعان!
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]< p>