غليون يصف المؤتمر بالـ «مهزلة» وقضماني رأت فيه «بعض العناصر الايجابية»

باريس: نص بيان اجتماع جنيف يلمح إلى ضرورة رحيل الأسد

1 يناير 1970 02:41 م
عواصم - وكالات - تحفظت المعارضة السورية، أمس، على البيان الصادر أول من أمس، عن مجموعة العمل حول سورية في جنيف بينما تحدثت الصحف السورية عن «احباط المعارضة على اثر فشل الاجتماع»، في ظل تواصل العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد.
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس، ان نصا اتفقت عليه الدول الاعضاء في مجلس الامن التابع للامم المتحدة في جنيف يلمح الى ضرورة تنحي الاسد.
وتابع فابيوس: «يقول النص على وجه الخصوص أنه ستكون هناك حكومة انتقالية لها كل الصلاحيات... لن يكون بها بشار الاسد لانها ستضم أشخاصا يجري الاتفاق عليهم في شكل متبادل».
وأشار الى أنه «لن توافق المعارضة أبدا عليه لذلك فانه يشير ضمنيا الى ضرورة رحيل الاسد وان أمره منته». وقال أيضا انه «اذا لم يكن اتفاق جنيف كافيا فستعود فرنسا الى مجلس الامن لتطلب العمل بالفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لفرض تطبيق الخطة».
ويتيح الفصل السابع لمجلس الامن التفويض باتخاذ اجراءات تتراوح بين فرض عقوبات وبين التدخل العسكري.
وفيما لم يصدر موقف رسمي عن «المجلس الوطني السوري» المعارض بعد، قالت الناطقة باسم «المجلس» بسمة قضماني، أمس، ان «البيان الختامي لاجتماع جنيف حول سورية يتضمن بعض العناصر الايجابية رغم ان الخطة بمجملها غامضة جدا».
لكن الرئيس السابق لـ «المجلس الوطني السوري» وعضو مكتبه التنفيذي برهان غليون قال ان «المجلس سيصدر موقفا رسميا من الاتفاق» معتبرا ما حصل في جنيف «مهزلة».
واوضحت قضماني: «يبدو ان هناك بعض العناصر الايجابية، لكن تبقى عناصر مهمة مبهمة جدا والخطة غامضة جدا لرؤية تحرك حقيقي وفوري».
واشارت الى «عنصرين ايجابيين: الاول هو ان البيان الختامي يشير الى ان المشاركين اتفقوا على القول ان عائلة (الرئيس السوري بشار) الاسد لم يعد بامكانها ان تحكم البلاد وانها بالتالي لا يمكنها قيادة الفترة الانتقالية». وتابعت: «النقطة الثانية الايجابية هي ان هناك اتفاقا على القول ان الانتقال يجب ان يلبي التطلعات المشروعة للشعب السوري. وهذا التعبير بالنسبة الينا يعني رحيل الاسد لان السوريين سبق ان عبروا عن رأيهم في هذا المجال». وقالت: «لكن يبقى هناك عناصر مهمة مبهمة جدا وغامضة جدا كما ان الخطة ملتبسة جدا لكي يمكن توقع تحرك فعلي وفوري». واضافت: «نحن نعارض تماما فكرة ان وقف العنف يجب الا يكون شرطا مسبقا للعملية السياسية».
وتم التوصل الى اتفاق في جنيف، أول من أمس، خلال اجتماع مجموعة العمل حول سورية يمهد الطريق امام حقبة «ما بعد الاسد» حسب الولايات المتحدة، في حين ان روسيا والصين اكدتا مجددا ان الامر يعود للسوريين لتحديد مستقبلهم.
في المقابل، اعتبر برهان غليون في تصريحات نشرت على الصفحة الرسمية لـ «المجلس» على «فيسبوك» ان «ما حصل في جنيف كان مهزلة بالمعنى الحرفي للكلمة قبل فيها اعضاء مجلس الامن الاملاء الروسي وتخلوا عن واجبهم تجاه الشعب السوري وتركوه وحيدا امام جلاديه».
ودعا غليون الشعب السوري الى «خوض معركة التحرير الشعبية والانتصار فيها مستعينا بالله وبابنائه الابطال وبمساعدة الدول الشقيقة».
وفي تصريحات لتلفزيون «العربية»، اعتبر غليون ان تصريحات قضماني لا تمثل الموقف الرسمي للمجلس قائلا ان اتفاق جنيف «يشكل اسوأ موقف دولي يعلن حتى الان خلال محادثات حول سورية».
واوضح ان «المجلس الوطني السوري سينشر بيانا رسميا حول اجتماع جنيف».
من جهتها وصفت «لجان التنسيق المحلية» اجتماع جنيف بأنه «حلقة جديدة من حلقات الفشل الدولي» معتبرة ان «الاتفاق في شأن المرحلة الانتقالية لا يعدو كونه صيغة مختلفة من حيث الشكل فقط عن مطالب القيادة الروسية حليفة نظام الأسد ومظلته السياسية في وجه الضغوط الدولية والداعم العسكري له في استمرار مجازره بحق السوريين».
وينص الاتفاق خصوصا على ان الحكومة الانتقالية يمكن ان تضم اعضاء من الحكومة الحالية كما اعلن مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان مبديا شكوكه في ان يختار السوريون اشخاصا «ملطخة ايديهم بالدماء».
من جهة اخرى، عنونت صحيفة «البعث» الناطقة باسم «حزب البعث العربي الاشتراكي» الحاكم «اجتماع مجموعة العمل ينتهي الى الفشل».
وكتبت الصحيفة: «لم يخرج اجتماع جنيف عن كونه اطارا موسعا لجلسات مجلس الامن حيث مواقف المشاركين بقيت على حالها». ورأت ان «حل الازمة السورية لن يكون الا سوريا بارادة ابنائها القادرين على اطلاق حوار وطني لا مكان فيه للآخرين سواء كانوا في جوار ام في ما وراء المحيطات ممن اوغلوا في التحريض على قتل السوريين وتدمير مدنهم ومؤسساتهم».
اما صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات، فاشارت الى ان «البيان الختامي لاجتماع جنيف خلا من اي اشارة الى سيناريوهات ليبية او يمنية جرى الترويج لها عبر وسائل اعلام عربية وغربية في الايام الاخيرة» معتبرة ان ذلك «شكل حالة احباط لدى معارضة الخارج».