نافذة على التاريخ / استقلال الكويت واتفاقية الحماية البريطانية

1 يناير 1970 10:09 م
| د. فيحان العتيبي |

يصادف يوم التاسع عشر من يونيو من كل عام العيد الوطني لدولة الكويت، أو ما يسمى بعيد الاستقلال وهو مرتبط بانهاء معاهدة الحماية البريطانية **التي اثمرت في ذلك التاريخ من عام 1961 عن رسائل متبادلة بين المغفور له الشيخ عبد الله السالم والوكيل السياسي البريطاني في الكويت ريشموند حيث تم التوصل خلال هذه المباحثات الى النتائج التالية:

1- تلغى اتفاقية 23 يناير 1899 لكونها تتنافى مع سيادة واستقلال الكويت.

2- تستمر العلاقات بين البلدين ميسرة بروح الصداقة الوثيقة.

3- عندما يكون ذلك مناسباً فان الحكومتين ستتشاوران مع بعضهما في الأمور التي تهم الطرفين.

4- لا شيء في هذه النتائج سيؤثر على استعداد حكومته صاحبة الجلالة في مساعدة الكويت اذا طلبت هذه المساعدة.

وعودة الى بداية عقد الاتفاقية المذكورة فانها تعود الى مطلع عام 1899 عندما شعرت بريطانيا الى حاجتها لضرورة قبول دعوة الشيخ مبارك الصباح عام 1897 ورغبته للحصول على حق الحماية البريطانية مثله في ذلك كباقي شيوخ الخليج العربي، وكانت بريطانيا تهدف من هذه الاتفاقية قطع الطريق على أي مطلب اقليمي يقوم به الروس في الكويت خصوصا أن روسيا كانت تسعى الى الحصول على امتياز لمد خط حديدي يصل ما بين طرابلس الشام والكويت، وهو المشروع المعروف باسم «كونت كبنست» كما كانت ترغب في الحصول على منفذ في الخليج تستخدمه كمستودع للفحم.

وكلفت الحكومة البريطانية «ميد» المقيم السياسي البريطاني في الخليج مهمة توقيع الاتفاقية حيث يقول: «لدى تسلمي البرقية رتبت اموري لمغادرة بوشهر على متن السفينة «لورنس» ووصلت الكويت في الحادي والعشرين فوجدت السفينة التركية «زحاف» في الميناء غير أنني قررت عدم تغيير خططي... قابلت الشيخ مبارك في الثالث والعشرين من يناير وبعد المفاوضات وافقت على اعطائه كتاباً ينص على التالي: أؤكد لك باعتبارك شيخاً للكويت عن حسن نوايا الحكومة البريطانية تجاهك وتجاه ورثتك وخلفاؤك مادمت أنت وورثتك وخلفاؤك تراعون بدقة وصدق مواد الاتفاق المذكور».

بينما نصت الاتفاقية على الآتي: يتعهد الشيخ مبارك بكامل حريته ورغبته ويلزم نفسه وورثته بعدم استقبال وكيل أو ممثل أي دولة أو حكومة في الكويت بدون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية، كما يلزم نفسه وورثته بعدم التنازل أو بيع أو تأجير أو رهن أو السماح بالتملك أو لأي غرض آخر أي جزء من أراضيه الى حكومة أو رعايا أي دولة أخرى بدون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية.

بعد عام 1965 تم ترحيل العيد الوطني الى يوم الخامس والعشرين من فبراير لارتباطه بيوم الجلوس للشيخ عبد الله السالم لدوره في المباحثات، والغاء اتفاقية الحماية مع بريطانيا.



* استاذ التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة الكويت