مبارك الذروة / رواق الفكر / لم يعد الشعب مراهقاً

| د. مبارك عبدالله الذروه |

نريد ان نعرف.. نفهم...

قضي الأمر وصدر حكم المحكمة الدستورية النهائي ببطلان مرسوم الحل للمجلس السابق وعودته مما يعني بطلان مجلس الأمة الحالي. قضي الأمر لأن المرسوم صدر لحكومة مستقيلة تفتقد لمحلل نيابي.

الامة مصدر السلطات اجتمعت بمرسوم أميري وبدعوة لانتخابات جديدة في فبراير الماضي فسارت الركبان وبذلت الجهود وهدرت الأوقات ليخرج مجلس 2012 بحلة شعبية اسلامية قبلية حضرية وبنخب شبابية طموحة متطلعة للتغيير والإنجاز...

خلال الأشهر الثلاثة الماضية من عمر المجلس القصير قدم نواب الامة ما لم يقدموه في مجالس سابقة كثيرة. لقد كان النشاط النيابي هائلا مثمرا لا يعرف الكلل او الملل.. وكمثال على ذلك نجد النائب فيصل المسلم يقدم 66 اقتراحا برغبة و74 اقتراحا بقانون كما يوجه للحكومة 89 سؤالا!! وهو اعلى رقم يقدمه نائب في مجلس الامة 2012... يليه النواب الطبطبائي والشاهين والهطلاني والحربش في المراتب الاولى للنشاط النيابي..

بينما يأتي في ذيل القائمة كل من سعد الخنفور واحمد لاري!! اللذين لم يقدما اي سؤال او اقتراح برغبة..! (راجع/ النظام الآلي للمشروع الوطني البرلماني لحفظ الوثائق البرلمانية بتاريخ 2012/6/5).

لقد تألفت كتلة الغالبية قدر استطاعتها ونجحت بشكل عام من مواجهة اختراق المتنفعين والمغرضين... فقدمت اصلاحاتها... وما زالت في طريقها لولا... الحكم الدستوري!

بعد ذلك نريد ان نعرف.. نفهم... من المخطئ... أين الخلل...؟ ما حدث من أخطاء دستورية او بطلان لمراسيم سيادية يحتاج الى اعادة نظر وبحث لإشباع الأدب الدستوري تحصينا لمستقبلنا السياسي من العبث والتوهان، وحتى لا تصبح الأمة ألعوبة بيد الأحكام والقرارات والاستشارات غير المدروسة.

ونحن عندما نقول الامة مصدر السلطات فنحن نعني انها نائبة عنه في التشريع والرقابة... منوط عليها أعمال الأمة في فروض الكفايات وإصلاح الأحوال الحياتية للمواطنين... وفي تعطيلها او تأخيرها عن الركب التنموي اضرار لمصالح البلاد والعباد... فهل انتم فاعلون؟ لقد قدم نواب الأمة ما لديهم وبذلوا جهدهم ومن يراجع الأرقام سيدرك من عمل بجد واجتهاد ممن تغيب وتهرب وتثاقل عن حمل الامانة... فشكرا لهم ووفق الله سعيهم..

***

الوزير المويزري يضرب مثالا حيا وأنموذجا لمصداقية الوزير الشعبي... ومن يلد من رحم الشعب لا يمكن ان ينقلب عليه او يضره.. قدم العديد من القرارات العامة في فترة وزارته القصيرة التي سيظل يشكره الشعب الكويتي عليها.

ثم ها هو يخرج مستقيلا من الحياة السياسية برمتها... شكرًا يا معالي الوزير... وشكر الله سعيك.

***

سيعود الشباب الى الحراك من جديد ليعيد القوة للقانون والدستور وليجعل شلة الفساد تبلط البحر! ستعيد القوى السياسية الحية السلطة للامة، وسيختار الوعي العام الأصلح.

قضي الامر وصدر حكم المحكمة الدستورية وعلينا احترام القضاء... حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله!

وبقيت كلمة الشعب في انتخابات حرة نزيهة بالدوائر الخمس ليعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

 

Dr_ maltherwa @