| د. سعيد فهمي |
«ليس كل ما يتمناه المرء يدركه» حكمة معروفة سمعناها من زمان.. الهدنة خلاص خلصت وكمان الانتخابات بين الفريق والاخوان.. وطبقا لظروف الطبع وصدور المقال يمكن تكون بتقرأ مقالة قديمة عن أحداث الرئيس الجديد ويمكن تكون عرفت النتيجة كمان.. المشكلة الحقيقية مش في توابع توسونامي الانتخابات ولكن المشكلة اللي بجد هي المتوقع بعد ظهور الاعلان.. اعلان اسم الرئيس الجديد مجرد اعلان لكن السيناريو المتوقع من كلا الطرفين هو الحدث وهو الدليل على مصداقية التجربة الديموقراطية والبرهان.. تنافر المصالح وحدة الاستقطاب والترصد بين قطبي الصراع هو الهاجس والقلق بعينه واللي خلى كل مواطن عايش قلقان.. يا خسارة يا مصر يا بلد الخير والحضن الدافي ودار الأمن والأمان.. يا خسارة يا مصر ياللي فرقوكي وشتتوكي وبعتروكي ما بين عسكر واخوان.. تقدر تقوللي ايه ذنبنا كلنا وايه ذنب كل مواطن عايش مستني قضاه وحياته بين مطرقة وسندان.. تقدر تقوللي مين اللي لهط الفرحة مننا وسرق أحلى حاجة فينا ومين اللي عاوز يبدل المسار والعنوان.. اللي بيحصل فينا اليومين دول شيء غير مسبوق والأصعب لما تشوف وطن حلمه في الأمان مسروق وناس مش على قد المسؤولية واثارة وغليان.. عاوز تعرف الفرق روح واسأل نفسك وشوف احساسك الصادق وحاول تجاوب بالله عليك هو ده نفسه كان حال الميدان.. هناك فرق كبير بين الخروج للاثارة وهياج الجماهير وتنفيذ سيناريو سابق التجهيز وخروج عفوي لمقاومة الظلم والطغيان.. روح شوف الميدان اللي كان عنوان للشهادة والحرية وازاي اتبدل حاله وبقى بأجندة واحدة وواضحة وأخدنا في اتجاه واحد شعاره فيها لأخفيها أو أنا ومن بعدي الطوفان.. حد كان يتخيل بعد سنة ونص نرجع من جديد بنقطة ومن أول السطر ونلاقينا من غير دستور ولا حتى برلمان.. قلنا الدستور أولا وبعدين انتخابات قالوا هلفطة وأجندة ليبرالية وكلام مش جايب همُه وكأن كل واحد كان بيتظاهر في حب مصر وهو بيبيع شعارات وكأن حب الوطن سلعة في سوق عكاظ أو بضاعة في دكان.. التصويت خلاص انتهى والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية والمواطن حُر في اختياره ما بين السلم والميزان.. الخلاف في الاختيار ظاهرة طبيعية مش سيف على رقاب العباد ومن الغباء تقسيم الوطن طبقا للانتماء السياسي أو حسب تصنيف الأديان.. كلنا فصيل واحد مواطنين مصريين وكل واحد حر يختار شفيق يختار مرسي أو أي مرشح كان.. مدام الأجندة مصرية والعزيمة على التغيير قوية يبقى ليه حنخاف من الفريق أو ممثل المرشد والاخوان.. فيه 100 ألف عين حتكون عليه وغصب عن عينيه حيبذل كل جهده وطاقته لخدمه وطنه قدر الامكان.. المهم الفائز يكون مصري حقيقي وممثل لطوائف الشعب كله ورأيه من دماغه مش مُجرد بَرفان.. صفحة ومن أول السطر وياريت نبتدي من جديد وبضمانات حقيقية من غير مناورة واتفاق صادق مخلص وجنتلمان.. مصر قاعدة في انتظار وعلى حديد ساخن نتيجة الأحداث وشعبها قلقان عليها من قبائل السلوم لغاية أهل النوبة في أسوان.. الخلاصة الوطن بيفقد أجمل مافيه والغريبة مفيش حد كسبان أي حاجة لكن الكل من غير جدال خسران.. عمرك شفت نخبة تورط شعبها وتحرمه أهم صفاته اللي بيتباهى فيها قدام كل العالم وهي الأمن والأمان.. فيه ناس وللأسف مننا عاوزة تعاند حتى كلام ربنا اللي قال «ادخلوها بسلام آمنين» مش هو ده يا بني آدمين كلام القرآن..!! العالم كله واقف مستني وقلقان علينا أكتر مننا وهو شايف الفتنة بتنهش فينا زي الغول.. قاموس السيس في فن التهييس بقى هو قانون الميادين والفضل للنخبة اللي تخطت كل محاذير الوقار ومش مهم الوطن يولع وخلي اللي يقول يقول.. يا ترى مين الفائز للأسف الكل خسران والبلد في حالة غليان وللأشف مش لاقيين حد مسؤول.. يا ترى كل اللي بيشعل الأحداث انسان عادي كده زينا وللا شيطان رجيم له أجندة خاصة مكتوبة في الكشكول.. يا ترى الأيدي الخفية والواضحة اللي بتنهش في بلدنا مين سايبها تبرطع فينا ومين سايبها تصول وتجول.. للأسف ولو استمر بينا الحال من غير اتفاق الوطن حيضيع مننا ومع سبق الاصرار ونبقى كلنا القاضي والجلاد أو القاتل والمقتول.. آه ياوطن باعوه ولاده في سوق الفوضى والأنانية والحزبية وملعون أبو الترمادول ونجو وأكل الفول.. بالذمة لما نتقاتل كلنا ونهدم بلدنا بجهلنا ونبيع بلدنا بعندنا يبقى اللي بيحصل ممكن يكون معقول.. أنا مش مصدق عينية الظاهر خلاص العقل طار والواحد بقى فعلا محتار وكمان بالأكيد مسطول.. من زرع حصد حكمة حقيقية ويا خسارة شعب زرع الخلاف والعلقم تفتكر بعد كل ده ممكن يكون! ايه الطرح والمحصول..!! يا ترى بعد الحصاد المر والعلقم وسيناريو ليبيا وسورية ممكن ييجي علينا الدور.. يا تري حنبقى شعب بلا أنياب بيتحكم فينا الرعاع ويحكمنا حاكم بلا صلاحيات أو مجرد ديكور.. يا ترى حنرجع لحكم الوطني من جديد ويبقى كل واحد فينا مواطن بدرجة طرطور.. هو اللي نبات فيه نصبح فيه ويا ترى حنفضل نخرج من حفرة نقع في بير ونقعد نلف الساقية زي الثور.. الطريق كله ظلمة وشك وريبة وكل مانمشي فيه بيزيد كآبة ولا حد عاد شايف في آخره ولو حتى ضي شمعة أو حتى طاقة نور.. يا رب سلم واحفظ مصرنا أم الدنيا دار الأمن والأمان وأدخل على أهلها الفرحة والسرور.. يارب ارفع مقتك وغضبك عنا واهدي ولادها وشعبها واكشف عنها كل بلاء مستور.. اليوم اليوم وليس غدا يا نفوق ونتحد ونعيش يا اما الهلاك والموت والحصاد المر أوصمت القبور..!!
[email protected]