«الأهرام» غطت صدر امرأة في لوحة الجزار... و«الإبداع» انتقدت التصرف
«الكورس الشعبي» تثير أزمة في مصر بين المبدعين والمتشددين
1 يناير 1970
05:26 م
| القاهرة - من أغاريد مصطفى وعمر عبدالجواد |
يبدو أن حالة الهدنة بين المبدعين والتيارات الدينية المتشددة في مصر قد انتهت بعد أن قامت صحيفة الأهرام المصرية بتغطية «صدر» سيدة في لوحة «الكورس الشعبي» للفنان عبد الهادي الجزار، وهو ما اعتبره الكثير من التشكيليين بداية مبكرة للصدام بين المبدعين والتيارات الدينية المتشددة.
الفنان التشكيلي والناقد عز الدين نجيب أكد على أنه لابد من الاحتجاج ورفض ما حدث لأن هذا السلوك سيتكرر كثيرا في الفترة المقبلة ويتحول لسلوك عادي خاصة في حالة فوز المرشح الإخواني الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية، حيث ستكون هناك هيمنة من الفكر الرجعي على الفكر المستنير والفنون ويتم فرض الوصاية على حرية الإبداع والتعبير، ويصبح ما يحدث من قتل للفن والإبداع أمرا مباحا بحجة أنه حرام وغير مقبول.
وأضاف لـ «الراي»، ان «اللجنة الوطنية للدفاع عن الحريات والإبداع قررت إقامة مرصد للحريات مهمته تعقب الانتهاكات والدفاع عن أصحاب الرأي ومواجهة الغزو الثقافي الذي سيقوم بسحب قوة مصر الناعمة وسلب المبدعين حرياتهم في الإبداع».
وطالب بضرورة وجود منبر حر للمبدعين لمواجهة تلك الانتهاكات واتخاذ الإجراءات القانونية من خلال لجنة موسعة تحت اسم لجنة المساعدة القانونية للتصدي قضائيا لمثل هذه الانتهاكات ولجنة أخرى للكشف عن أبعاد ما يحدث وتكون هناك مواجهة للفكر بالفكر.
وأكد أن مؤسسة الأهرام «مطالبة بإصدار بيان يوضح من المسؤول عما حدث لأنه قد يكون عاملا بالديسك أو عامل جرافيك منتميا للفكر المتشدد، وتؤكد أن من قام بهذا الفعل سيحاسب وينال عقابه»، مشيرا إلى أن مؤسسة الأهرام «مؤسسة عريقة وتمتلئ جدرانها بأعمال الجزار، فكيف تفرط في هذا التاريخ الحضاري على يد عامل غير مسؤول».
من جانبه، قال عضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عبد المعطي بيومي، إن ما «حرم أصله حرمت صورته، وإذا كانت هناك امرأة عارية فالنظر إليها حرام والصورة تعكس الأصل، وهذه قاعدة عامة»، مشيرا إلى أنه «بدلا من تغطية اللوحة يمكن وضعها في مكان لا يراها فيه أحد وتتوارى في ركن جانبي أو يقوم من رسم اللوحة بتغطيتها بنفسه لأنه لابد وأن يلتزم المبدعون بقيم المجتمع منعا للفتنة». وأكد عبدالمعطي لـ «الراي» أن «هذه الصورة تكشف ما حرمه الله تعالى قال (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) وبالتالي على السيدات تغطية صدورهن طبقا لما أمر به الله وعلى ذلك فإن رسم صدر امرأة عاريا يخالف هذه الآية، وكان على الرسام الالتزام بما أمر به الله لأن المرأة تنفذ في الحقيقة والرسام أو الفنان ينفذ في أعماله».
ومن جهتها، أصدرت جبهة الإبداع المصري بيانا ضد صحيفة «الأهرام» بسبب لوحة الكورس الشعبي للفنان التشكيلي عبد الهادي الجزار التي قامت فيها «الأهرام» بتغطية صدر السيدة العارية باللوحة، معتبرة ذلك «بمثابة العمل المشين وجريمة رقابة غير مفهومة وغير مبررة من مؤسسة إعلامية من المفترض أنها تحمل مسؤولية وعي الشعب، وربطت الجبهة بين ما قامت به (الأهرام) وبين ما قام به بعض المنتمين إلى التيار السلفي مسبقا في الإسكندرية بتغطية بعض التمثيل في الإسكندرية باعتبارها أصناما».
وقالت الجبهة، إن «ما أقدمت عليه (الأهرام) بمثابة تردٍ فكري وجهل متسائلين: هل سيضعون فستاناً على تمثال فينوس العارية الإغريقي في المتحف اليوناني الروماني؟ وهل ستتعرض لوحة عصر النهضة للتشويه إذا ما نجحنا يوما في أن نراها في معرض في مصر؟».
وعاودت الجبهة الهجوم على «الأهرام» خاصة من قام بإدخال تعديل على اللوحة واصفة خياله بالمريض الذي اعتبر أن وجود أجزاء من جسد المرأة عاريا بلوحة تشكيلية يمثل إثارة جنسية بما يكشف عن هوس مرضى بالجنس وكتبه وصل حد إجراء عملية ختان لوحة بعد مأساة ختان الإناث في مصر.