مبارك الذروة / رواق الفكر / وزير مع وقف التنفيذ..
1 يناير 1970
11:00 م
يروى أن الرئيس السادات أعجب بأحد المرشحين للتعديل الوزاري القادم. وعندما قيل له يا ريس المرشح طلق امرأته ورمى ملابسها من الشباك.
استنكر الريس ذلك الفعل فشطب عليه رغم قناعته بكفاءته! كاد الرجل ان يكون وزيرا لولا تطليقه زوجته ورمي ملابسها! هل يعقل ان يتصرف رئيس اهم دولة عربية هكذا ويبعد احد الكفاءات القومية بسبب خلاف اسري!
ربما يقول قائل او ربما كان يتبادر الى ذهن القارئ ان الرئيس السادات كان يخشى ان يقوم المرشح الوزير بإلقاء احد زملائه من النافذه..! ولك ان تتخيل لو انه من ربعنا... من سيلقى من النافذة؟! اذ انه ليس من المعقول ان يدير شؤون الامة من فشل في ادارة شؤون بيته... ومن لم يتحمل سوء خلق زوجته كيف سيتحمل نكد الشارع وعكننة الرأي العام..واسئلة النواب المتعبة.. والملحة في آن واحد! ومن رمى ملابس زوجته من الشباك فهو لا يبالي من رمي كرامته بين الملأ!
والسؤال هو هل قراراتنا التنفيذية والسياسية المهمة تخضع للمزاج النفسي والعصبي اليومي المتعلق بالاسرة..؟
* * *
إن كثيرًا من قرارات التعيين في العالم الثالث تتم دون دراسة او قناعة وتسيطر عليها للاسف الشديد قواعد طال عمرك/ يا افندم/ وتامر أمر! وبذلك تمشي الامور حسب قواعد اللعبة السياسية من ترضيات ذات ابعاد اجتماعية او تجارية...!
عندما تغيب ولاية القوي الامين ينحسر العمل لتصبح ادارة الدولة اشبه بإدارة شركة خاصة ويضعف الانجاز وتنتشر امراض المجتمع...
ومن يجمع بين الكفاءة العلمية والمهنية وبين السلوك المهني والاخلاقي السوي وبين قيم العمل سيحقق التنمية ويصل الى الهدف المنشود.
د. مبارك عبدالله الذروه
Dr_ maltherwa @