شارك ثلاثة من كبار الخبراء العالميين في تأليفه
القبندي العاشق لـ «قلوب الأطفال» ... كتابه يُدرّس في كليات الطب العالمية
1 يناير 1970
07:20 ص
رحلته مع طب الأطفال لم تتوقف عند حدود، دائما يحمل راحته ويولي وجهه شطر التطور أينما كان حتى يظل مواكبا له، محافظا على مستوى وحدة قلب الأطفال **في المستشفى الصدري التي يرأسها، إنه الدكتور مصطفى القبندي الحاصل على البورد الكندي في علوم طب الأطفال وكذلك البورد الكندري في تخصص أمراض طب الأطفال والبورد الأميركي في طب الأطفال والزمالة الأميركية في تخصص أمراض قلب الأطفال.
دفعه الشغف بـ «قلوب الأطفال» والبحث عن كل جديد إلى إصدار كتاب بمشاركة ثلاثة من كبار الخبراء العالميين عن الفتحات الأذينية وكيفية سدها بجميع الطرق المتوافرة في العالم، فلقي الكتاب صدى واسعا في الخارج حتى أصبح يُدرّس في الجامعات العالمية المعروفة، وبيعت منه نسخ في العديد من كليات الطب.
الدكتور القبندي يعرب عن فخره بأن عمليات قسطرة القلب عند الكبار والأطفال بمستشفى الأمراض الصدرية في الكويت يضاهي مختبرات القسطرة الدولية والعالمية، وهو يؤكد ان المستشفى بات يعتمد على كوادره في إجراء العمليات، أما الخبراء الذين يتم استضافتهم « فأصبحنا لا نعتمد عليهم في إجراء عملياتنا في قسطرة القلب ولكن نتعلم منهم أحدث التطورات العالمية في علوم الطب».
لكن القبندي له ملاحظات على الإدارة الطبية في الكويت التي « وللاسف دورها تخليص معاملات الناس، ولا توجد إدارة طبية بالمعنى الصحيح من توفير كل السبل للعاملين فيها، فلا يوجد في الكويت تسجيل مركزي للمعلومات الطبية،والسجلات الطبية في الكويت لم تتقدم منذ تخرجي في كلية الطب».
ومع تشديده على تقدم جراحات القلب، لكن الخوف يساوره دائماً من حدث شيء غير مقصود وغير متوقع أثناء القسطرة «فلا يوجد حماية للأطباء من الأخطاء الطبية الغير مقصودة على عكس ما هو معمول به في المستشفيات العالمية»، مطالبا أعضاء مجلس الأمة «بتشريع قانون يوفر الحماية من الاخطاء الطبية الموجودة والتي لا ينكرها أحد فنحن غير معصومين من الخطأ».
دكتور مصطفى القبندي يثري قراء «كويتي وافتخر» بالكثير من المعلومات والنصائح الطبية المهمة في مجال طب قلوب الأطفال:
• دكتور مصطفى القبندي صاحب أول كتاب طبي عالمي عن كيفية سد الفتحات الأذينية، حدثنا عن هذا الإنجاز والجهد العملي والبحثي الذي سبق ظهور الكتاب.
بدأت الفكرة قبل سنة من إصدار الكتاب بالرغبة في إصدار كتاب عن الفتحات الأذينية وكيفية سدها بجميع الطرق المتوافرة في العالم وعليه تم الاتصال بالأطباء العالميين المشاركين معي في إصدار الكتاب وأسمائهم:
1- د/ مصطفى القبندي - الكويت.
2- د/ زياد حجازي- أميركا.
3- د/ فلدمان - أميركا.
4- د/ هورست سيفرت ألمانيا.
وتم الترحيب بالفكرة وعليه وضعت الخطوط العريضة لفصول الكتاب وبالمراسلات الإلكترونية وخلال سنة واحدة تم إصدار الكتاب ويُدرّس الكتاب في الجامعات العالمية.
أعطيت نسخة من هذا الكتاب لوزير الصحة السابقة د/ هلال الساير وكذلك نسخة منه لجامعة الكويت. والكتاب باللغة الانكليزية ولم يترجم إلى العربية. هو اول كتاب طبي عن الفتحات الاذينية كنوع من انواع التشوهات عند الأطفال والكبار، وكيفية معالجتها عن طريق القسطرة الطبية بمختلف انواع السدادات الشبكية المتوافرة في العالم من دون جراحة. جاء الكتاب في 460 صفحه وباللغة الانكليزية وينقسم الى 4 أجزاء الجزء الاول: يدور حول كيفية تكون الفتحات أذينية وتأثيرها على قلب المريض (يتكون من 6 فصول) ويتناول الجزء الثاني: تصوير الفتحات أذينية عن طريق السونار بمختلف انواعها وعن طريق الاشعه المقطعيه وعن طريق الرنين المغناطيسي ويتكون من 4 فصول. فيما يتناول الجزء الثالث: كيفية سد الفتحات الأذينية عند الصغار والكبار، البسيطة منها او المركبة بمختلف الحالات المرضية ويتكون هذا الفصل من 14 جزءا. أما الجزء الرابع والأخير فيتحدث عن جميع انواع السدادات الشبكية وغير الشبكية بالعالم ويتكون من 12 فصلا.
وقد استغرق العمل بالكتاب سنة واحدة.
•على الصعيد الشخصي، نريد نبذة عن رحلتك العلمية والإنجازات التي حققتها في مجال تخصصك.؟
درست في كلية الطب - الكويت لمدة 7 سنوات وبعد التخرج تم ابتعاثي لكندا ومنها حصلت على البورد الكندي في علوم طب الأطفال وكذلك البورد الكندري في تخصص أمراض طب الأطفال. وفي السنة نفسها حصلت على البورد الأميركي في طب الأطفال وبعدها بسنتين حصلت على الزمالة الأميركية في تخصص أمراض قلب الأطفال.
على الصعيد الدولي، شاركت في كثير من المؤتمرات العالمية ولي ما يقارب أكثر من 20 بحثا علميا.
وعلى الصعيد المحلي، تمت المشاركة في مؤتمرات طبية داخلية وورشات عمل طبية.
• كيف ترى حجم التجاوب مع كتابك محليا ودوليا؟ وهل ساهمت به في مؤتمرات؟
- حجم التجاوب مع كتابي دوليا جيد جداً حيث بيع منه نسخ لكليات الطب في العالم.
ولكن حجم التجاوب محليا قليل جدا وذلك لأن الكتاب باللغة الانكليزية وكذلك هو كتاب متخصص في علم أمراض طب الأطفال وكيفية سد الفتحات. فهو لا يُدرّس بالكويت، وذلك لعدم وجود هذا التخصص في الكويت في الوقت الحالي.
• أجريتم مع خبراء أجانب عمليات متقدمة لسد الفتحات الأذينية والبطينية بواسطة السدادات الشبكية الذكية عن طريق القسطرة، هل ترى أن مستشفيات الكويت وأطباءها باتت قادرة على اجراء هذا النوع من العمليات دون الاعتماد على الخبراء الأجانب؟
- بكل فخر فإن عمليات قسطرة القلب عند الكبار والأطفال بمستشفى الأمراض الصدرية يضاهي مختبرات القسطرة الدولية والعالمية من حيث العدد والنوعية. فهناك أطباء أكفاء. وتوفر وزارة الصحة كذلك مشكورة ورشات عمل مستمرة كل 6 أشهر لزيارة عدد من الخبراء العالميين الذين أشادوا بالكفاءات المحلية الموجودة.
فنحن أصبحنا لا نعتمد عليهم في إجراء عملياتنا في قسطرة القلب ولكن نتعلم منهم أحدث التطورات العالمية في علوم الطب.
• بصراحة كيف تقيم الخدمات الطبية المقدمة للمواطن الكويتي، وإذا كانت جديدة فما الداعي لإنفاق الدولة مبالغ طائلة على العلاج بالخارج؟
- الخدمات الطبية المقدمة للمواطن الكويتي من الاستشاري الكويتي جيدة جداً ولكن أوافقك الرأي في ان الخدمات الطبية المقدمة من أطراف أخرى تسيء لسمعة الطب قي الكويت.
والإدارة الطبية في الكويت للأسف هي تخليص معاملات الناس، ولكن لا توجد إدارة طبية بالمعنى الصحيح من توفير كل السبل للعاملين فيها. فلا يوجد في الكويت تسجيل مركزي للمعلومات الطبية والسجلات الطبية في الكويت لم تتقدم منذ تخرجي من كلية الطب.
• بعض نواب مجلس الأمة ينادون بإنشاء المدينة الطبية، ما تصورك لهذة المدينة؟
مفهوم المدينة الطبية هي بالمعنى البسيط: كل من فيها لا يحتاج أن يخرج منها لتخليص المعاملات اليومية. فهو من البيت إلى المستشفى ثم إلى البيت أي بمعنى آخر وعلى سبيل المثال إذا احتاج الطبيب إلى السفر لرحلة لحضور المؤتمر فيتم الموافقة بالمستشفى ثم تخليص الإجازة وحصول التذكرة من المستشفى (وختم الجواز إذا كان غير كويتي) من دون أي تعب، فلا يحتاج الطبيب إلى الذهاب لوزارة الصحة ثم المنطقة الصحية.
ونفس الواقعة للعامل البسيط بالمستشفى يتم تخليص المغادرة والرجوع إلى المستشفى بإدارة المستشفى مع وجود مكاتب صغيرة لجميع الوزارات المطلوبة لذلك.
• وجود كل التخصصات المطلوبة فلا يحتاج المريض إلى الذهاب إلى فروع أخرى بالطب إذا استدعى ذلك. (خارج المستشفى).
• إدارة وفندقة طبية.
• اتصالات مع وزارات أخرى دون الحاجة إلى الخروج.
• السجلات الطبية الحديثة لكي يتم عمل البحوث الطبية يجب على العاملين في السجلات الطبية أن يكونوا على مستوى جامعي.
ومفهوم المدينة الطبية الحديثة وفق تعريف المنظمات الدولية والعالمية:
1 - النهوض بخدمات الصحة والبيئة وظروفها المدنية.
2 - مشاركة فعالة من المواطنين في الأمور المتعلقة بحياتهم وصحتهم.
3 - القيام بحملة إعلامية قوية تركز على قضايا الصحة والبيئة.
4 - دعم المؤسسات الصحية والبيئية في المدينة.
5 - الحث على الترابط بين الثقافات والتراث لسكان المدينة.
6 - جهات القرار السياسي لدعم الصحة والبيئة.
7 - تأدية النشاط من خلال عملية الابتكار لايجاد بيئة متعاطفة في المدينة.
8 - توفير المستوى الأمثل من الخدمات الصحية العامة لجميع السكان.
9 - تعزيز دور المرأة ومراعاة احتياجات الأطفال.
• ألا يساورك الخوف وأنت تغرز أدوات الجراحة بقلب طفل؟
- لا يساورني الخوف لعمل قسطرة القلب وأنا أغرز الإبرة في وريد أو شريان الطفل ولكن يساورني الخوف دائماً ماذا لو حدث شيء غير مقصود وغير متوقع أثناء القسطرة فهل هناك حماية للأطباء من الأخطاء الطبية غير المقصودة على عكس ما هو معمول فيه في المستشفيات العالمية.
وعليه يجب تشريع هذا النوع من الحماية من أعضاء مجلس الأمة. والاخطاء الطبية موجودة ولا ينكرها أحد فنحن غير معصومين من الخطأ.
• هل باتت عمليات زراعة القلب الاصطناعي مجدية، ويستطيع المريض بعدها مزاولة حياته أم أنها مجرد تقنية لإبقاء المريض على قيد الحياة إلى أن يبلغ أجله ؟
- زراعة القلب الاصطناعي يتم الأخذ بها في حالات هبوط في وظيفة وكفاءة البطين الأيسر من القلب لسبب من الأسباب. وعليه يتم وضع المريض على الجهاز لحين وجود متبرع للقلب (في حال الوفاة الدماغية).
• كيف يمكن تصنيف أمراض القلب أو التشوهات الخلقية بقلب الأطفال؟
- يمكن تصنيف أمراض القلب لدى الأطفال إلى :
- أمراض القلب الولادية (التشوهات الخلقية) Congenital Heart Disease.
- أمراض القلب المكتسبة Acquired Heart Disease.
حيث يولد الطفل بقلب سليم ولكنه يتعرض إلى التهابات أو أمراض أخرى تؤدي إلى هبوط في وظيفة القلب، مثل الآفات السادة وهي ناتجة من ضيق في مدخل أو مخرج البطين أو ضيق في أحد صمامات القلب. ومثال على ذلك ضيق في الصمام الأورطي أو الرئوي أو احد الشرايين الرئيسية.
• أسباب حدوث هذه الأمراض؟
- أصبحت أمراض القلب الولادية أكثر شيوعاً عند الأطفال ولقد وجد في العديد من الدراسات أن نسبة حدوث هذه الأمراض يساوي تقريباً (8) حالات لكل (1000) ولادة حية أو ما يقارب (حالة واحدة لكل 100 ولادة حية 1 في المئة).
ولا تزال الأسباب مجهولة في معظم المرضى ومعروفة في الجزء القليل منها ويمكن تقسيم الأسباب إلى:
- أسباب وراثية ( 5 10 في المئة).
- أسباب بيئية أقل من (1 في المئة).
- أسباب غير معروفة أو مشتركة ( وراثية + بيئية ) وتمثل هذه المجموعة (90 في المئة).
• كيف يتم التعرف على أمراض القلب عند الأطفال؟
- يتم التعرف على أمراض القلب بعمل الخطوات التالية :
1- أخذ التاريخ الطبي للمريض مع عمل الفحص السريري .
2- تخطيط القلب الكهربائي.
3- السونار الطبي للقلب.
4- القسطرة الطبية وتصوير الأوعية الدموية.
5- فحص جهات أخرى مثل فحص القلب النووي، الأشعة المغناطيسية للقلب.
• ما التشوهات القلبية الشائعة؟ وكيف يتم علاجها؟
- معظم التشوهات الخلقية بقلب الأطفال يمكن علاجها، ولكنها تعتمد على نوعية التشوه الخلقي لقلب الطفل.
من العيوب الخلقية الشائعة، الفتحات القلبية مثل الفتحة الاذينية والبطينية واستمرار وجود القناة الشريانية.
وعدد كبير من هذه العيوب يمكن في الوقت الحالي سدها عن طريق القسطرة ومن دون عملية جراحية.
والأقل شيوعاً هي الشذوذات السادة مثل ضيق في الصمام الرئوي أو الأورطي وهذه أيضاً يمكن عمل نفخ بالبالون عن طريق القسطرة لتوسعتها.
• ما لغط القلب أو صوت على القلب؟
- يجب أن نعرف أن مرور الدم بالقلب يتم بطريقة سلسة بحيث لا ينتج عنه صوت غير اعتيادي، ولكن عند مرور الدم بحجرات القلب مع حدوث صوت غير اعتيادي يسمى عند ذلك بنفخة أو لغط على القلب وهو يسبب بعض القلق لدى الآباء أو الأمهات لكنه طبيعي عند الأطفال في السنوات الخمس الأولى من العمر ويختفي مع مرور الوقت أو تقل شدته وهو لا يحتاج إلى علاجات.
• كيف يتم إجراء القسطرة الطبية؟
- عملية القسطرة الطبية يتم فيها إدخال أنبوب أو أنابيب بلاستيكية رفيعة ودقيقة بالوريد أو الشريان، من دون إجراء جراحي، وذلك لتحديد مسارات الأوعية الدموية أو للتشخيص الطبي لبعض العيوب الخلقية للقلب التي يصعب تشخيصها عن طريق السونار الطبي.
• نختم بنصائح إلى مرضى القلب وذوي الأطفال المصابين؟
- للتقليل من التشوهات الخلقية لقلب الأطفال أنصح بالاتي:
- التقليل من زواج الأقارب خصوصاً في العوائل التي تم تشخيص طفل بوجود عيب خلقي مركب في القلب (أي أكثر من عيب خلقي بالقلب الواحد).
- أنصح الأم الحامل في الشهر الرابع أو الخامس عمل سونار لقلب الجنين إذا تم تشخيص طفل سابق أو وجود طفل بالعائلة مولود بعيب خلقي بالقلب. (وهو سونار مختلف عن سونار طبيب أمراض النساء والولادة).
- إذا تم التشخيص لقلب الطفل فأنصح بالمتابعة الدورية مع استشاري قلب الأطفال لعدم حدوث مضاعفات.
- يجب تصحيح معظم العيوب الخلقية لقلب الأطفال قبل دخولهم رياض الأطفال وذلك لمشاركتهم الطبيعية مع الأطفال الآخرين.
- كل طفل يشخص بمتلازمة داون Down syndrome يحتاج عمل سونار للقلب.